المحرّكات الفرنسية تتفرّع: ماذا في جعبة باريس؟

المحرّكات الفرنسية تتفرّع: ماذا في جعبة باريس؟

المحرّكات الفرنسية تتفرّع: ماذا في جعبة باريس؟

تحاول فرنسا جاهدة ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط، ورسم خطوط سياساتها بعين المصالح المشتركة التي تجمعها مع الدول الأقطاب في المنطقة. ومن هذا الباب، يُرتقب أن تزخّم مبادراتها في لبنان بعد ما خرجت به القمّة السعودية - الفرنسية في جدّة من استعداد سعودي لمساعدة لبنان ولكنّه مشروط ببند، يكاد يكون مستحيلاً وهو الأهمّ، معالجة معضلة حزب الله. وفي معلومات سبق أن انفرد بنشرها "ليبانون فايلز" فإنّ المبعوث الفرنسي السفير بيار دوكان المُكلّف تنسيق المساعدات الدولية من أجل لبنان سيصل الأسبوع المقبل الى بيروت في زيارة مهمّة في توقيتها، بحيث أنّها تلي القمّة الفرنسية - السعودية وتندرج في إطار المساعي الفرنسية المستمرّة لتزويد لبنان بما يمكّنه من الحدّ من الإنهيار الحاصل.


بالموازاة، ينظر المراقبون بعين الإهتمام الى تعيين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بريجيت كورمي مستشارة للشؤون الخارجية وسفيرة لفرنسا في سوريا، في خطوة مهمّة:


- أوّلاً، لما يربط كورمي برئيس المخابرات الفرنسية برنارد إيمييه، وهو المنخرط جدا في الشأنين اللبناني والسوري انطلاقاً من عمله سابقا سفيراً في بيروت، زمن الرئيس جاك شيراك.


- ثانياً، لما تؤشّر إليه من إنفتاح على دمشق تريد باريس أن يكون له وقعه الديبلوماسي والسياسي، بالتزامن مع إعادة ترتيب أوراقها في المنطقة من إيران مروراً بالخليج وصولًا الى ضفاف المتوسّط.



ولأنّ الدينامية الفرنسية لم تنجح حتّى الساعة في تأمين مظلّة عربية ودولية، توفّر للبنان الحدّ الادنى من المساعدة للخروج من أزمته، وتوفّر للرئيس الفرنسي على عتبة الإنتخابات الرئاسية نصراً خارجياً يستثمره في معركته الإنتخابية لولاية ثانية، فإنّ الأنظار تّتجه الى ما يحمله السفير بيار دوكان في محطّته اللبنانية الأسبوع المقبل، على بعد أيام من قمّة جدّة التي لم تقدّم حتى الساعة سوى إيجابية "صوتية" غير قابلة للترجمة، لعوامل عدّة في مقدمها الموقف السعودي من مجمل القضية اللبنانية التي ينظر اليها من زاوية سيطرة حزب الله على المسار السياسي في البلاد، وبالتالي يربط مساعدته بإنهاء هذه السيطرة.


يأتي كلّ ذلك في وقت لم تؤدِّ استقالة وزير الإعلام جورج قرداحي الى خرق التعطيل الحكومي، تماماً كما كان متوقّعاً، لأنّ ثنائي حركة أمل وحزب الله يربطان فكّ أسر الحكومة بحلّ مسألة المحقّق العدلي في تفجير مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، الذي استأنف في الساعات الماضية عمله بعد ردّ محكمة التمييز كلّ طلبات ردّه، الواردة إليها.z

ميرا جزيني