قتيلان بالرصاص وبالسكين بسبب 1500 دولار في منطقة لبنانية؟ تفاصيل الجريمة المروعة وشكوك
"كتبت باميلا كشكوريان السمراني في "الديار":
ضجّت قرية كفرعبيدا في البترون بخبر العثور على جثّتي رجلين وامرأة مُكبّلة لا تزال على قيد الحياة في معمل على الطريق البحري في كفرعبيدا.
في التفاصيل التي تمّ الإعلان عنها، أنّه بعد ظهر يوم الاثنين عثر رجال الأمن على جثتيّ الرجلين كلّ في غرفة وتم تحرير السيّدة، فيما عمل رجال الدفاع المدني على خلع الأبواب، فتبيّن حينئذ أنّ الرجلين مكبلي الأيدي والفمّ، فصاحب المعمل قُتل رمياً بالرصاص والعامل قُتل طعناً بالسكين، وقد عمل الدفاع المدني مع فريق من الصليب الأحمر على رفع الجثتين ونقلهما بأمر من الجهات المختصّة الى مستشفى البترون الحكومي بعد حضور الطبيب الشرعي والأدلّة الجنائية في حضور الأجهزة الأمنية كافّة و قاضي التحقيق الأوّل سمرندا نصار، التي وجرّاء الكشف على مكان الجريمة استطاعت كشف هوية الفاعلين، كما تمّ الإستماع الى إفادة الموظفة التي وجدت مكبّلة في محلة الجريمة على مدى ثلاث ساعات في فصيلة درك البترون، حيث تم توقيفها للاستماع إلى إفادتها.
بعد أكثر من يومين على الحادثة، استطاع فريق «الديار» الحصول على معلومات حصرية، تفيد ان المغدور جوزيف السندقلي سوريّ الأصل، حصل على الجنسية اللّبنانية، في سجلات قيد بلدة عنّايا في قضاء جبيل، متزوّج وله خمسة أولاد، وهو صاحب المعمل، قصده «ع.ح.» سوريّ الجنسية يوم الحادثة في الساعة السابعة والربع صباحاً الى المعمل، في حين كان صاحب المعمل جوزيف والسكرتيرة «أ.م.» والعامل الملّقب بـ «أبو عبدو» وشريك الجريمة «أبو جعفر» موجودين في المكان ، وفي تمام الساعة 11 صباحاً غادر «أبو جعفر» المكان، ولحقه «ع.ح» عند الساعة 11،20، خلع ثيابه الملطخة بالدماء وتمّ رميها في مستوعب نفايات قريب من المكان.
خلفيات القضية بدأت تتجلّى بالنسبة للقوى الأمنية، وفي المعلومات من مصادر رفيعة المستوى، فإنّ خلفيات القضية مادّية مرتبطة بتصفية حسابات شخصية، فـ «ع.ح.» يعمل لمصلحة السندقلي ويسيّر أعماله، انفصل عنه قبل أشهر، وعاد لتصفية الأوضاع ، فاتفقا على حصول الجاني على مبلغ 1500$ من أجل دفع إيجار منزله في منطقة البوار ومعاودة العمل معه، بحسب أقوال «أ.م.»، في حين لم تُكشف علاقة «أبو جعفر» بالموضوع، ويبقى دور السكرتيرة «أ.م.» من قرية إهمج - قضاء جبيل غامضا في القضية، حيث أنّها بدّلت في إفادتها أكثر من مرّة، فاتخذت القاضي نصار قراراً بتوقيفها رهن التحقيق، فيما تتزايد الإشكاليات حول عدم الإقدام على قتل السكرتيرة والإكتفاء بتكبيلها في غرفة محاذية، فيما ادعت بإفادتها الأولى أنّ الفاعلين أقدموا على سرقة مجوهراتها.
فيما تستبعد المصادر أن تكون العملية بهدف السرقة، بحيث أنّ المغدور جوزيف السندقلي يرتدي طوقاً من ذهب لم يُسرق منه...!
عائلة السكرتيرة «أ.م.» رفضت الإدلاء بأيّ تصريح عند اتصال «الديار» بها، وفضّلت التريث لحين انتهاء التحقيق وجلاء الحقيقة.
مرّة جديدة، يظهر الفلتان الأمنيّ في البلاد، فعصفت القضية في وضح النهار وباتت قضية رأي عامّ هزّت منطقة البترون والجوار، بانتظار انتهاء التحقيق وكشف ملابسات الجريمة.