تفاءلوا بالخير ولن تجدوه! ما فرص الحل في لبنان بين الحظ والأعجوبة؟
ليس بالتفاؤل وحده يحيا لبنان! فهل أصبح التفاؤل فساداً وتضليلاً في هذه الظروف ومع هؤلاء الحاكمين؟! قد يبدو غريباً وعنيفاً قول إنجيل متى إن ملكوت الله “يغتصب”! فهل يعتقد اللبنانيون في ظل هذه الطبقة السياسية أن “في شي بيجي عالهيّن”؟! في الحقيقة، لن يحصل اللبنانيون على أي شيء! لا “عالهيّن” ولا “عالصعب”! ماذا يعني إذن اغتصاب ملكوت الله؟! وما يمكن أن يعمله اللبنانيون؟
من يجلس بانتظار الحل من دون أن يجاهد، فهو ينتظر ضربة حظ قد لا تأتي مطلقاً! فللفوز في ورقة لوتو عليه أن ينتظر الكثير! فمن يريد، مثلاً، أن يصيب 6 أرقام من أصل 45، تكون حظوظه 1 من 8.145.060 ، أي واحد من 8 مليون! هل هكذا تبنى الأوطان؟!
ومن يقوم بالصلاة فقط وينتظر أعجوبة إنقاذ اللبنانيين فهو مخطىء أيضاً! “لا تكُن محبّتنا بالكلام أو باللسان بل بالعمل والحقّ” (1 يو3: 18)! ومن يريد حدوث معجزة إنقاذ اللبنانيين، كمن يريد “إطعام الجموع”! عليه أن يضع كل ما لديه في خدمة اللبنانيين، حتى ولو كان ذلك، كما في معجزة تكثير الخبز والسمك الأولى، “خمسة أرغفة وسمكتين”…فقط! ومجازياً، أن يضع، المؤمن على الأقل، كل ما عنده، وأن يستثمر أقصى ما يستطيع من “وزناته”، وأن يترك للرب أن يبارك عمله (أو لا يبارك)! عندها فقط، يكون قد أعطى فرصة جدية لشعبه (قد لا تتحقق) ل “إطعام الجموع”!
أن ينتظر اللبنانيون الحظ أو الأعجوبة للحل، يعني أن النتيجة شبه مستحيلة! وما عليهم إلا أن يقتنعوا “جميعاً” (وكل المشكلة هي في “جميعاً”) بضرورة “الجهاد الحسن” لتغيير الواقع المذهبي الطائفي المحاصصاتي، غير السيادي… ولتغيير الفاسدين بناس “أوادم” وأكفاء! عندها يصبح التفاؤل مشروعاً! فالتفاؤل في لبنان، لا يحدث إلا “اغتصاباً”!
سمير سكاف