تأمين 8 إلى 10 ساعات كهرباء بدءاً من مطلع تشرين الثاني
الكاتب: موريس متى | المصدر: النهار
26 تشرين الأول 2022
بعد توقف لأيام عدة، نجحت “مؤسّسة كهرباء لبنان” في عطلة نهاية الاسبوع بإعادة تشغيل معمل الزوق القديم الذي يُقدّم تغذية كهربائيّة بحدود 90 ميغاواط، ما ساهم بإعادة التيار الى مرفأ بيروت ومطار رفيق الحريري الدّولي ومرافق المياه والصرف الصحي الرئيسيّة، في حين بقي مرفأ طرابلس شهرًا كاملًا من دون كهرباء.
نهاية الاسبوع الفائت توقف معملا الزوق والجية عن انتاج الكهرباء بسبب مشاكل تقنية ما خفض معدل التغذية على الشبكة العامة لتعود إلى 160 ميغاواط بعد تشغيل المعملين بالتزامن مع التغذية الآتية من المعامل الكهرومائية ولتبقى الشبكة غير مستقرة تماما حتى الساعة وفي خطر الانقطاع التمام في اي لحظة. كلفة شراء المازوت لتشغيل مولدات المطار عالية جدًا، وديمومة عمله غير مضمونة، إذ ثمة 3 مولدات تعمل بشكل متواصل في المطار وهناك امكان لعطل في أي مولد منها، ما يعني ان خدمة المطار مهددة بأي لحظة بالتوقف، الامر الذي دفع وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حمية لبدء درس مدى قانونية استئجار باخرة لتغذية المرافق العامة بالكهرباء لضرورات استمرار عملها. أمام هذا الواقع الخطير، عقد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إجتماعا مع وزير الطاقة والمياه وليد فياض والمدير العام لـ “مؤسسة كهرباء لبنان” كمال حايك والمديرة العامة للنفط أورور فغالي خصص جزء كبير منه للبحث في موضوع الحصول على الفيول من أجل زيادة ساعات التغذية، وللتمكن من بيع الكهرباء بسعر أرخص، أي بنصف سعر المولدات الخاصة. كما خصص الاجتماع للبحث بالتحضير لإجراء مناقصة عمومية تقوم بها مديرية النفط بالتعاون مع هيئة الشراء العام، وتدخل ضمن قانون الشراء العام الجديد لتأمين الفيول للأشهر الستة المقبلة على أن يتم التداول بإمكان تمويلها مع الجهات المختصة مثل المصرف المركزي، حيث يتم تسديد ثمن الفيول بشكل مؤخّر على فترة 5 أو 6 أشهر ما يتيح لوزارة الطاقة والمياه جمع اموال الجباية بالليرة اللبنانية وتحويلها إلى الدولار بواسطة منصة “صيرفة”. وقد بدأت وزارة الطاقة والمياه وضع دفتر الشروط لهذه المناقصة. بعد الاجتماع الذي عقد في السرايا، أكد فياض سماعه من الرئيس ميقاتي ان موضوع تمويل شراء الفيول موضوع مسهّل على ان يتم الاطلاع على تفاصيله في الأيام المقبلة. وفي المعلومات، فقد اتفقت رئاسة الحكومة مع حاكم مصرف لبنان رياض سلامة في الايام الماضية على ان يتولى “المركزي” تمويل شراء شحنات الفيول خلال مرحلة إنتقالية قد تراوح مدتها ما بين 3 الى 6 اشهر بدءا من مطلع تشرين الثاني المقبل بالتوازي مع بدء تطبيق التعرفة الجديدة للكهرباء والسماح لوزارة الطاقة بإتمام عملية الجباية على اساس التعرفة الجديدة، فيما تصل قيمة مناقصة الفيول الذي سيساهم مصرف لبنان بتمويلها من خلال سلفة تعطى لـ “مؤسسة كهرباء لبنان” بين 100 مليون الى 150 مليون دولار شهريا إستنادا الى سعر الفيول عالميا لمدة قد تصل الى 6 اشهر، ما يساهم بزيادة ساعات التغذية الى ما بين 8 و10 ساعات تغذية، تأتي بالتوازي مع رفع التعرفة، على ان تكون تسعيرة الكيلوواط وفق سعر الدولار على منصة “صيرفة” باعتبار أنها تُحتسب بـ”السّنتات”. واستنادا الى ما جرى إقراره، سيتم احتساب تسعيرة أول 100 كيلوواط/ساعة على سعر 10 سنتات لكل كيلوواط، بينما سيتم احتساب الاستهلاك الذي يتجاوز الـ100 كيلوواط/ساعة وفق سعر الـ27 سنتاً لكل كيلوواط شرط أن يتم تسديد فواتير استهلاك الطاقة الكهربائية من قبل كل الادارات العامة والمؤسسات وقيمتها تبلغ حوالى 230 مليون دولار سنوياً بالتوازي ايضا مع إستمرار تأمين وصول الفيول العراقي. وفي حال عدم التزام الادارات العامة والمؤسسات بتسديد مستحقاتها ووصول الفيول العراقي للمساعدة في زيادة التغذية، تصبح التعرفة 37 سنتاً فيما الرسوم الثابتة ستزيد 30% عما كانت عليه بالسنتات قبل الازمة المالية.
من المُتوقع أن تشهد التغذية الكهربائية تحسّناً بصورة لافتة في الايام المقبلة مع وصول كميات من #الغاز اويل جراء مبادلة الفيول العراقي بحلول نهاية الشهر الحالي بعدما كانت شركة “أوكيو” العُمانية فازت في مناقصة استبدال الفيول العراقي الأسود بفيول مطابق لمعامل “كهرباء لبنان”. وتبقى الرهانات أيضا معقودة على تحرير البنك الدولي أموال قرض إستجرار الغاز المصري والكهرباء الاردنية، وفي هذا السياق، قال الوزير فياض بعد إجتماع السرايا ردا على سؤال عن قطع الأمل من استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن: “لم نقطع الأمل من هذا الموضوع لأنه استراتيجي للبنان، فالعقود التي توصّلنا إليها مع مصر والأردن، وعقود العبور مع سوريا هي عقود استراتيجية، والبنى التحتية لنقل الغاز والكهرباء موجودة، وكلفة تشغيلها وإمدادها، إضافة إلى كلفة الغاز، هي أرخص ما يكون مقارنة بكلفة الفيول التقليدي. كما أن سعر الغاز العالمي الذي يصدّر من مصر إلى أوروبا هو أكثر بأضعاف مما هو متوافر لنا، فمصلحتنا هي تأمين التمويل لمشروع الغاز الذي نعول عليه في أسرع وقت”.