قلق من تحذير أميركي من «التفكك» ضاعفه كلام باسيل عن «لبنان الصغير»!

قلق من تحذير أميركي من «التفكك» ضاعفه كلام باسيل عن «لبنان الصغير»!

الكاتب: عمر حبنجر | المصدر: الانباء الكويتية

7 تشرين الثاني 2022

كرَّس «منتدى الطائف»، الذي رعته سفارة المملكة العربية السعودية عبر سفيرها في لبنان وليد بخاري، من حيث الحشد الكبير والحضور السياسي المميز بمستواه وبتنوعه، عدة حقائق، أولاها رسالة المملكة إلى الداخل والخارج باحتضانها استقرار لبنان وتأكيد حضورها من خلال تكريس «اتفاق الطائف» الذي أنهى الحرب الأهلية فيه، ثانيتها إرساء معادلة تثبيت الكيان اللبناني، وثالثتها تطبيق اتفاق الطائف قبل الحديث عن تبديل أو تعديل.


أما على الصعيد العملي والإجرائي، فالأولوية لاستكمال الاستحقاقات الدستورية بدءا من انتخاب رئيس جمهورية من أجواء الطائف، فتشكيل حكومة، تتبنى إحداثياته.


رئاسيا، ركزت طروحات المنتدى على تحفيز النواب والقوى السياسية المحيطة بهم على ان تكون الجلسة الانتخابية الخامسة يوم الخميس المقبل ثابتة، وأن تخرج برئيس يتمتع بمواصفات الطائف.


والتقى الموقف العربي هنا مع الموقف الدولي عبر منسقة الأمم المتحدة جوانا فرونتسكا، التي أكدت تمسك الأمم المتحدة بالطائف وبالسلم الأهلي، ثم بالموقف الأميركي، وهو الأهم، حيث قالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف «إن الوضع في لبنان قد يزداد سوءا مع فراغ رئاسي غير مسبوق في السلطة، وأن لبنان سيضطر على الأرجح إلى تحمل المزيد من الألم قبل ان يشكل البلد المتوسطي الفقير حكومة جديدة مع احتمال تفكك كامل للدولة».


المسؤولة الأميركية كانت تتحدث في مركز «ويلكام»، وقد ترك حديثها عن ازدياد الوضع سوءا وعن احتمال تفكك الكيان قلقا بالغا لدى مختلف الأوساط اللبنانية، في ضوء مظاهر العنف السياسي التي تبدت مؤخرا، بتعرض «الحرس القديم» التابع لرئيس «التيار الحر» جبران باسيل الى قناة «إم تي في» المستقلة، إلى جانب معلومات تبلغتها قيادات سياسية في بيروت حول عمليات تجنيد محازبين للتيار بأعداد لافتة، ومن هنا كانت توجيهات قيادة حزب القوات اللبنانية لعناصرها في المناطق المشتركة مع التيار بعدم الرد على أي استفزاز من جانب العونيين مهما بلغ الأمر.


كما استذكرت المصادر المتابعة الاجتماع الذي عقده رئيس التيار جبران باسيل مع أركانه ومستشاري الرئيس ميشال عون في منزله بمنطقة اللقلوق قبيل انتهاء ولاية الرئيس عون، حيث نقل موقع «ليبانون فايلز» عن باسيل قوله وسط دهشة الحاضرين «مبروك ل‍سليمان فرنجية رئاسة جمهورية، لن يكون لها وجود سوى في مخيلته»، ثم ضرب بيده على صدره قائلا «أعدكم ألا تكون هناك جمهورية بعد الجنرال، إلا إذا كان الموقع لي، وإذا لم يحصل فيسقط الهيكل على الجميع سريعا».


ويضيف الموقع أن باسيل قال أيضا «أنا والجنرال لسنا نياما، تبديل الجمهورية البائسة منذ تأسيسها قبل مائة عام بلبنان الصغير أصبح جاهزا وسيكون كيانا مسيحي الهوى والثقافة ويضم المتن وكسروان والبترون»، وعندما سأله احد الحاضرين وهو نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب ومستشار الرئيس عون سليم جريصاتي باستهجان عمن يعترف بهذا الكيان، أعطاهما مثالا بجمهورية «المونتينيغرو» التي كانت إقليما بدولة يوغسلافيا المنحلة.


المصادر المتابعة رأت في إشارة مساعدة وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إلى احتمال تفكك لبنان، ما يشي بأن ما نسب إلى باسيل من قول في حال إبعاده عن رئاسة الجمهورية وتحويلها لصالح سليمان فرنجية خطير، وكأنه مكشوف للأميركيين ولكل المعنيين بأمر لبنان، وهذا ما يفسر تصريحات بابا الفاتيكان فرانسيس حول لبنان «المرهق والمتعب».


رئاسيا، قال النائب طوني فرنجية ما تجنب والده سليمان قوله بعد «منتدى الطائف» أول من أمس، وأجاب مبتسما على سؤال لقناة «إم تي في» عن مرشح حزب الله للرئاسة «الحزب لم يرشح أحدا بعد، وربما لأنه محرج مع حليفه جبران باسيل».


واستطرد قائلا «أعتقد أن باسيل يدرك أنه لا حظوظ له في هذه المرحلة».


وعما اذا كان يتوقع ان يمون الحزب على والده للبقاء جانبا لصالح قائد الجيش العماد جوزاف عون، كما مان عليه عام 2016 لصالح ترشيح ميشال عون، أجاب طوني فرنجية «لا أعتقد أننا سنصل إلى هنا، ومن الصعب أن يمون علينا الحزب هذه المرة أيضا، ثم لِمَ قائد الجيش يجب أن يكون دائما مشروع رئيس جمهورية؟ جربنا وشفنا».


النائب فرنجية لفت إلى أن والده ليس استفزازيا حتى بالنسبة لخصومه السياسيين الذين يحترمونه، وهو قادر على التحاور مع الجميع، وفي الوقت نفسه يستطيع طرح الاستراتيجية الدفاعية مع حليفه الحزب، وترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية مع الرئيس السوري بشار الأسد، وإن أتى والدي رئيسا أتمنى ان يكون شبيها بالرئيس الراحل فؤاد شهاب.