فرنجية – ميقاتي أو عون – سلام؟

فرنجية – ميقاتي أو عون – سلام؟

الكاتب: علي حمادة | المصدر: النهار

3 كانون الأول 2022

من يعتقد ان الاستحقاق الرئاسي المعطل راهنا يختصره اختيار الرئيس الجديد يخطئ . هذه المرة لا يطغى الاسم على الاستحقاق كما حصل في تسوية ٢٠١٦ حيث كان اسم المرشح الذي جرى التوافق على اسمه ، أي ميشال عون طاغيا على الاستحقاق، و ان كانت بنود التسوية التي حصلت تضمنت جملة نقاط تم الاتفاق عليها مع رئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري و من بينها ان يكون الأخير رئيس حكومة طوال عهد عون . طبعا كانت هناك بنود اخرة ذات صلة بقضايا الحكم و ممارسة السلطة ، و تشكيل الحكومة الأولى في عهد الرئيس الجديد . هذه المرة و بالرغم من تردد اسم المرشح الدائم عن قوى ما يسمى “الممانعة” سليمان فرنجية متقدما على وريث عون جبران باسيل ، فإن طرح فرنجية بذاته لا يختصر الاستحقاق من جانب “حزب لله” و حلفائه ، كما ان طرح اسم الجنرال جوزيف عون الذي ارتفعت وتيرته مؤخرا هو أيضا لا يختصر الاستحقاق كإسم انما كقادم من المؤسسة العسكرية التي تبقى رغم كل الصعاب المؤسسة التي تتقاطع عندها التوجهات السياسية في لبنان. حتى “حزب الله” الذي يتناقض مشروعه مع طبيعة لبنان ككيان يحافظ على حد معين من العلاقات التعاونية مع مؤسسة الجيش كونه يدرك ان ساعة الانقلاب التام على النظام لم تحت بعد ، فيما يبقى الجيش كمؤسسة الطرف الذي يستقطب أوسع قدر من الشرعية في البلاد.


في المعركة الرئاسية الحالية تتمسك القوى السيادية بترشيح ميشال معوض لانها تسعى الى ان تقيم توازنا في الاستحقاق يمنع “حزب الله” من فرض احد مرشحيه باسيل او فرنجية . و مع ان خيار فرنجية يبدو الأقرب الى الواقع تواصل هذه القوى رفع اسم معوض كشخصية لها اعتبارها ،واحترامها في الرأي العام و بين مختلف الكتل بما فيها تلك المنتمية الى التحالف بقيادة “حزب الله”. لكن فيتو الحزب المذكور على اسم معوض يمنع اختياره هذه المرة . في الاثناء يتردد اسم قائدالجيش اكثر يوما بعد يوم كمرشح جدي يمكن ان يشكل نقطة تقاطع اقليمة – دولية كرئيس مقبل للجمهورية .


و بالرغم من ان الأضواء تنصب على اسم الرئيس العتيد فإن المشاورات بين العواصم المعنية بالاستحقاق الرئاسي بدأت وفق النظرة السعودية الأساسية تتعامل مع الاستحقاق بوصفة سلة متكاملة تشمل اختيار رئيس الحكومة منذ الان ورسم الخطوط العريضة للحكومة الأولى في العهد المقبل فضل عن وضع عناوين رئيسية لبرنامج الحكومة المقبلة . و ثمة معلومات تشير الى ان ترشيح ميشال معوض يسقط ترشيح فرنجية و يضعف حظوظ رئيس حكومة تصريف الاعمال الحالي نجيب ميقاتي في العودة الى السرايا الكبير . فإسم ميقاتي مرتبط الى حد بعيد بوصول فرنجية الى سدة الرئاسة بوصفه رأس حربة في دعم فرنجية الى جانب رئيس مجلس النواب نبيه بري ، كل ذلك تحت ” عباءة” “حزب الله” ! من هنا طرح اسم جوزف عون مع نواف سلام لرئاسة الحكومة بإعتبار ان الرئاسة الثالثة تحتاج في عيون المحور العربي الى ان تتحرر من علاقات شاغلها الحالي مع “حزب الله” التي اقل ما يقال فيها انها ملتبسة ! و بما ان قائد الحيش الحالي وبحال وصوله الى قصر بعبدا سيمثل وجها جديدا ونمطا مختلفا في العمل العام ،فإن رئاسة الحكومة تحتاج الى وجه جديد ونمط جديد في العمل العام انطلاقا من الموقع الأهم في السلطة التنفيذية . هذه المعادلة هي التي لا يزال الفرنسيون يقاومونها حتى الآن انطلاقا من اعتيادهم العمل مع ميقاتي . انما الاستحقاق الرئاسي لا يمكن لباريس ان تختصره وحدها !