هل تؤمن "القوات" النصاب لوصول فرنجية الى قصر بعبدا؟
تخشى قوى المعارضة اقتراب الثنائي الشيعي من تأمين الأصوات المطلوبة لانتخاب سليمان فرنجية رئيساً للجمهورية، وبحسب مصادر من داخل هذه القوى، فإن الثنائي بحال نجح بهذه المهمة، فلن يكون صعباً تأمين النصاب المطلوب لانعقاد الجلسات، خاصة بعد أن ألزم حزب القوات نفسه بعدم التعطيل.
يمكن لنواب القوات اللبنانية أن يعطلوا النصاب مرة أو مرتين، لكنهم أخذوا قرارهم سابقاً بأنهم لن يعطلوا الجلسات بحال كانت الأمور محسومة لصالح مرشح، ولعل كلام النائب في تكتل الجمهورية القوية أديب عبد المسيح عبر التلفاز بخصوص هذه المسألة كان واضحاً عندما قال: «بحال قدروا يأمنوا 65 صوتا، صحتين على قلبهم انتخاب الرئيس»، فهل هذا الأمر هو في صلب الخيارات المتاحة للثنائي و8 آذار بخصوص انتخاب فرنجية؟
على الرغم من أن الكثيرين في لبنان ظنوا أن حديث النائب علي حسن خليل عن إنتخاب رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية بأغلبية 65 نائباً، في حال تأمينها له، يأتي في إطار التهويل بالدرجة الأولى، يبدو أن هذا المسار يتقدم بشكل جدي، وهو ما يتحدث عنه همساً بعض نواب المعارضة، وهو أيضاً ما مهد له فرنجية نفسه من خلال الموقف الذي أعلن عنه، أول من أمس، بعد زيارته البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي.
هذا الواقع، يدفع إلى السؤال عن السيناريو الأقرب من أجل الوصول إلى هذا المسار، حيث الترجيحات تصب بشكل أساسي بإتجاه نجاح قوى الثامن من آذار بإقناع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط به، بالإضافة إلى التصويت لصالح فرنجية من جانب بعض النواب السنة الذين يدورون في فلك تيار المستقبل، طالما أن فرص إقناع رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل به لا تزال معدومة، وهكذا يكون أمن فرنجية الأصوات المطلوبة.
في هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن هذا الأمر لن يكون سهلاً، في حال لم يتوفر غطاءً دولياً له، نظراً إلى أن جنبلاط لا يمكن أن يذهب إلى هكذا مغامرة من دون غطاء أو عدم ممانعة من الجانب السعودي، الذي وبحسب المعلومات لم يضع أي فيتو على سليمان فرنجية، لكن في المقابل من الضروري السؤال عن موقف القوى المسيحية منه، على إعتبار أنها تملك القدرة على إسقاطه، في حال قرر التيار مع القوات التضامن في تعطيل النصاب.
هنا نعود الى ما ذكرناه اعلاه، بأن القوات ستكون امام امتحان الالتزام بما كانت تقوله طيلة المرحلة الماضية بخصوص النصاب والتعطيل، ما يجعلها الطرف الذي يؤمن النصاب لجلسة كهذه، خاصة أن في الاوساط المسيحية تأكيدا على أن حضور 86 نائباً جلسة الانتخاب يعني أن الميثاقية مؤمنة بشكل كامل، حتى ولو ربح الرئيس بأكثرية 65 صوتاً.
إذاً، قد يكون الرهان على أن القوى المسيحية، في حال تأمين الأصوات اللازمة لفرنجية، لكن السؤال الذي يطرح نفسه يتعلق بإمكانية أن يكون هذا المسار منطلقاً لحل كامل وشامل أم لا، وهنا الأساس.