مصير 90 إمرأة وطفل... مُعلّق على قرار من ميقاتي!

مصير 90 إمرأة وطفل... مُعلّق على قرار من ميقاتي!

عندما سيطر تنظيم "داعش" على مناطق في الشمال السوري، التحق به العديد من ابناء طرابلس والشمال مع زوجاتهم، ومنهم مع شقيقاتهم او قريبات لهم.


دمرت قواعد "داعش" والفصائل الارهابية، وتحررت مساحات واسعة كانت تحت السيطرة "الداعشية" ... كثيرون من الطرابلسيين الملتحقين بـ "داعش" او "النصرة" قضوا نحبهم، ومنهم من انتقل مع مجموعات "داعشية" الى ليبيا، والبعض الآخر انتقل الى اوكرانيا للقتال الى جانب الجيش الاوكراني ضد روسيا ... اما النساء والاطفال الذين ولدوا هناك من زيجات متعددة، منذ العام 2017، دخلوا مناطق سيطرة "قوات سوريا الديموقراطية"( قسد) بدعم من "التحالف الدولي" الى منطقة الباغوز في دير الزور.

الشيخ نبيل رحيم المهتم بملف النساء والاطفال اللبنانيات المعتقلات في مخيمي الهول والروج، يقول ان اتفاقا عقد بين "قوات سوريا الديموقراطية"( قسد)، و"تنظيم الدولة الاسلامية" (داعش)، قضى بأن تسلّم "داعش" سبائك الذهب الى "قسد" مقابل الافراج عن النساء والاطفال وترحيلهم الى بلادهم، غير ان "قسد" اخذت الذهب ورفضت الافراج عن النساء والاطفال، وابقتهم محتجزين في مخيمي الهول والروج.

ويكشف رحيم لـ "الديار" عن معلومات دقيقة تقول ان عدد المحتجزات من النساء والاطفال هو 55 ألف إمرأة وطفل من جميع الجنسيات، لكن اغلبيتهم من الجنسيتين السورية والعراقية، وتسعين امرأة وطفل من الجنسية اللبنانية من طرابلس. ويكشف ايضا ان 22 إمرأة وطفل عادوا الى طرابلس بواسطة مهرّبين محترفين، وبلغت كلفة تهريب الإمرأة الواحدة عشرين ألف دولار اميركي دفعتها العائلات الميسورة، لكن هناك عائلات فقيرة لم تستطع استعادة بناتها واطفالهن، بانتظار القرار السياسي للحكومة اللبنانية.


وأغلب النساء والاطفال المعتقلات والمعتقلين مصابات بامراض مزمنة نتيجة الظروف الصحية السيئة جدا، او مصابات بجراح واعاقات. وابرز المعتقلات في مخيم الهول ( آلاء.أ) المصابة بقدميها، ونساء من عائلات: بيتية، حسين، سيف، غلاييني، يوسف، رعد، الميقاتي، ... وعرف من النساء اللواتي عدن الى طرابلس: فاطمة. ق - فاتن.ع- منى.ح- فاطمة.خ- فاطمة.أ- زينة ب.

وتابع رحيم موضحا، ان "قسد" وجهت اكثر من مرة نداء الى السلطات اللبنانية دعتهم للتواصل معها بغية الافراج عن التسعين امرأة وطفل، كما اعلنت "قسد" انها في حال بلغ الاطفال سن الـ 15 عاما فسوف تعمد على تجنيدهم بالقوة وتدريبهم ونقلهم الى جبهات القتال ضد الاتراك وضد الجيش السوري.



ويؤكد رحيم ان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم اكد استعداده للانتقال الى شمال سوريا واستعادة التسعين إمرأة وطفل فورا، ولكنه ينتظر تكليف رسمي من رئاسة الحكومة اللبنانية للمباشرة فورا بعملية استرداد النساء والاطفال، لا سيما وانه جرى تكليفه باستعادة نساء البانيات وبريطانيات وفرنسيات، نقلوا الى بيروت برا وغادروه عبر المطار، والالبانيات كان في استقبالهم في بيروت وزير خارجية البانيا الذي تسلمهم واعادهم الى بلادهم.

ويوضح رحيم انه جرى سابقا مراجعة الرئيس سعد الحريري الذي طلب حينها مهلة اسبوع لدراسة الملف، ولكن حصل حراك 17 تشرين 2019، ولم يتوصل الحريري الى حل. ثم راجعنا الرئيس حسان دياب ايضا دون نتيجة تذكر... وحين كلف ميقاتي بمهام الحكومة جرت مراجعته ، ووضع مدير عام الامن العام الملف بين يديه، وابدى استعداده لانجاز الملف شرط تكليفه رسميا من رئاسة الحكومة، لكن ميقاتي أوكل الملف الى وزير الداخلية القاضي بسام المولوي، وبدوره كلف اللواء ابراهيم...


ويقول رحيم أن ملفا بهذا الاهمية والحجم يحتاج الى تكليف رسمي من رئاسة الحكومة اللبنانية لانجازه، ولا يزال ميقاتي يغض النظر عن هذا التكليف، وإلا لكانت القضية قد انتهت فورا وبتحرك سريع ومباشر من اللواء ابراهيم ... مع الاشارة الى أن جميع الاجهزة الامنية اللبنانية اكدت انها ستسهل عملية استعادة النساء والاطفال، ولن تعمد على توقيف احد منهم.

ويشير رحيم الى ان الملف انساني بامتياز، ومن الاهمية بمكان استعادة النساء والاطفال قبل أن يخضعوا للتجنيد الاجباري لدى "قسد"، ويجب إعادة تأهيلهم فور عودتهم، خاصة ان الكثير من النسوة يحتجن الى معالجة طبية دقيقة ...

ويستغرب رحيم صمت وسائل الاعلام وصمت السياسيين والمراجع الدينية السنية حيال هذا الملف، الذي يحتاج الى قرار سياسي جريء. ويسأل : هل لان النساء والاطفال من ابناء طرابلس، فلا يعنيهم؟ فلو كانوا من طوائف ومناطق لبنانية أخرى لقامت الدنيا ولم تقعد قبل أن تعود جميع النساء والاطفال.

ويعتقد رحيم ان لدى ميقاتي حسابات سياسية محلية واقليمية جعلته يؤجل البت بهذا الملف الحيوي والانساني البالغ الاهمية. فالقرار السياسي الآن عند رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، فهل يتخذ هذا القرار؟.



جهاد نافع- الديار