وفاة الصحافي الكبير إلياس الديري… وداعاً زيّان
تُوفي الصحافي الياس الديري، صانع الرؤساء. .
وكان الراحل ترأس تحرير مجلة “النهار العربي والدولي”، وهو عضو نقابة محرّري الصحافة اللبنانية وعضو نادي القصة منذ العام 1960. "إلياس الديري، لم يغب عنا اليوم، بل غاب فعلياً عن “النهار” وعن الصحافة والاعلام، وعن زملائه وقرائه، عندما غاب “عموده” عن جريدة “النهار”، بعدما كان أحد أهم ركائزها على مدى عقود من الزمن.
"نقابة محرري الصحافة اللبنانية تنعى الكاتب الياس الديري: فقدان لعمود هام في عالم الصحافة" الياس الديري المولود في ددّة الكورة (14 نيسان 1937) من أسرة مكافحة، واكب والده العامل في صناعة الفحم والكلس، درس قليلاً في مدارس دده ويترمين والقلمون والزاهرية (طرابلس). التحق في الحزب السوري القومي الاجتماعي (1950 - 1965) وانسحب منه، متفرغاً للعمل والكتابة الأدبية والسياسية. سافر الى الكويت، وعاد إلى لبنان عاملاً في مصلحة التعمير. كتب في مجلة "الصفر"، وترأس تحرير مجلة "النهار العربي الدولي" في باريس، ثم كتب زاوية نهاريات في جريدة النهار بتوقيع "زيان"، وهي تركز على السياسة اليومية اللبنانية.
وقبل أن "تخطفه الصحافة اليها بشكل نهائي، أصدر "الرجل الأخير"(1961)، و"جدار الصمت"(1963"، و"الطريق إلى مورينا"(1969)، و"الفارس القتيل يترجل"(1979)، و"الخطأ"(1971) و"عودة الذئب إلى العرتوق" (1982). تتشعب أفكاره ومواضيعه. في كتاباته الأدبية تمكّن من فهم الحياة، وخبرها، بل أعاد تشكيل تجارب حياتية، أطلق عليه لقب "قصّاص الخيبة"، وقال الشاعر سعيد عقل في وصفه "أي قاص في الكبار أنت"...
روايته "الفارس القتيل يترجل" تمثل تجربة المثقف اللبناني الذي سعى إلى ممر نحو القمة، غير أن الحرب-القدر ألقته مثل الجرذ على الرصيف، الهامش، فكتب تجربته بلغة شعرية تمثل سعيه إلى خلاص، قيامة. وفي روايته "الطريق إلى مورينا" يصور الديري المجتمع اللبناني في النصف الأول من القرن العشرين، من خلال قرية صغيرة تسمى "عين الظهر" وحكاية حب وهزيمة أبطالها "ماجد الصوري"، و"ياسمين" التي كانت محط أنظار القرويين وأجمل بناتهم. والإغتراب الداخلي هو الموضوعة التي يعالجها الديري في روايته "عودة الذئب إلى العرتوق" من خلال بطله "سمران الكوراني" وهو بطل نموذجي، ثابت الطباع، ومقولب في إطار قناعات الروائي الأخلاقية والفكرية، يتحرك وفق إيقاع عام، ومناخات متشابهة...