وقفة صلاة مسيحية – إسلامية في جبيل

وقفة صلاة مسيحية – إسلامية في جبيل

أقيمت وقفة صلاة مسيحية – إسلامية في صالة كاتدرائية “مار بطرس” في جبيل، تحت عنوان: “معاً نرفع الدعاء من أجل السلام”، بدعوة من راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، المفتي عبد الامير شمس الدين، إمام مسجد جبيل الشيخ غسان اللقيس، بمشاركة وزيرة التنمية الإدارية في حكومة تصريف الاعمال نجلا الرياشي عساكر، النواب: سيمون أبي رميا، زياد الحواط، ورائد برّو، مستشار رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي السفير بطرس عساكر، النواب السابقين مهى الخوري، أسعد إميل نوفل، وليد الخوري، ومهى الخوري، قائمقام جبيل بالانابة نتالي مرعي الخوري، مدير عام مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان جان جبران، نائب رئيس اتحاد بلديات قضاء جبيل ورؤساء بلديات جبيل وسام زعرور، بلاط قرطبون مستيتا عبدو العتيّق، عمشيت انطوان عيسى، غلبون ايلي جبرايل والمجدل سمير عساكر، رئيس “رابطة مختاري قضاء جبيل” ميشال جبران، ومختاري المدينة جورج زغيب وميشال ابي شبل، رئيس “اقليم جبيل الكتائبي” رستم صعيبيي مسؤول “حركة امل” في كسروان وجبيل علي خير الدين، فراس مصطفى الحسيني، الامين العام الأسبق لحزب “الكتلة الوطنية” المحامي جان الحواط، رئيس مركز أمن جبيل في الجيش العميد شارل نهرا، وفاعليات دينية واجتماعية.



وألقى المطران عون كلمة قال فيها: “التقينا اليوم أيها الأخوة لنرفع الدعاء معا إلى الله من أجل السلام في شرقنا الحبيب ونحن في أيام عصيبة تغلب فيها أصوات الحرب والعنف والقتل، ويسقط كل يوم المئات من الأبرياء والأطفال والشيوخ جراء تفنن الإنسان في استخدام آلات الحرب الفتاكة، وتتنامى الأحقاد بين والشعوب، ويغيب التعقّل الذي من شأنه أن يكون السبيل الوحيد إلى حلّ النزاعات الموجودة بين الدول”.


وأردف: “لذلك، بينما نرفع الدعاء من أجل السلام في لبنان وغزة وفلسطين والأرض المقدّسة، أوجّه النداء إلى قادة العالم ومنظمة الأمم المتحدة، مستلهما دعوة البابا الطوباوي بولس السادس، ليعملوا من أجل السلام الحقيقي، عنيت السلام المبني على العدل والتوازن في الاعتراف المخلص لما للإنسان من حقوق وبما لكل أمة من استقلال”.



وختم : “دعاؤنا اليوم أن يستلهم القادة الذين يخططون للحرب قيم السلام التي تُعلمنا إياها الكتب السماوية، ويعملوا على إيقاف هذه الحرب القذرة المُدمرة، ونذكر في دعائنا كل المتألمين بسبب الحرب، ونصلي لأجل شفاء الجرحى، ولكل الذين خسروا أحباء لهم، ولكل الذين استشهدوا بسببها، ولكل الذين دُمّرت بيوتهم”.




وأشار اللقيس إلى أن: “الصراع العربي الإسرائيلي صراع قديم جديد، فاسرائيل دولة عدوانية ظالمة ودولة إرهاب، قامت على أرض مسيحية إسلامية عربية ليست ملكا لها، ثم توسعت فهجرت من هجّرت، وقتلت من قتلت، وهي اليوم تقتل في كل ثانية أطفالا ونساء وشيوخا عزلا، وتحرق أرضا تريد أن تحولها إلى رماد” .


وأضاف: “بالامس قصفت كنيسة المعمداني حيث قتلت مئات المواطنينن وهذه مقدسات مسيحية، وقبلها قصفت مسجدا وقُتل فيه من قتل، وهذا أكبر دليل على أن الصراع هو صراع عربي إسلامي- مسيحي مع دولة تؤمن بمبادئها وهي ان الناس عبيد لها خلقوا من أجلها، لا يهمها اذا قتلوا أو استعبدوا “.



وختم: “لا يسعنا إلا أن ندعو الله عز وجل أن يحفظ لنا لبنان وأهلنا في الضفة والقطاع، وأن يمنحنا السلام”.


شمس الدين


وقال المفتي شمس الدين في كلمته: “أتشرف بحضوري بينكم كي أعبّر عن مشاعري وأحاسيس تجاه ما يواجهه وطننا لبنان والمنطقة في هذه الأيام من أحداث خطيرة، ناشئة عن حروب تتكرر بين زمن وآخر نتيجة اغتصاب الاستعمار العالمي، الواقع تحت تأثير سياسة الصهيونية العالمية، لفلسطين وقدسها الشريف، ويُضاف إلى ذلك التطورات التي تكشف قضية انتخاب رئيس جديد للجمهورية اللبنانية في هذه الأيام”.


وتابع: “نخشى أن تؤدي عملية استمرار تعطيل هذا الاستحقاق الوطني إلى الانقسام الشعبي وقد مرت على هذا الوطن الحبيب أخطار كبيرة واجتاز ولا يزال يجتاز المحن، ومن هنا فإن الجميع مسؤول أمام الله تعالى عن العمل لتفادي حصول انقسام في الموقف اللبناني يضع البلاد من جديد على عتبة انقسام وطني شديد الخطورة على حاضر لبنان ومستقبله”.


واعتبر أن “لبنان تعبير عن توافق إرادات بنيه، وكل عمل يتعلق بالمصير الوطني يجب أن يراعي هذه الحقيقية الراسخة في الكيان اللبناني، والتي قام ويقوم عليها هذا الكيان، وهي ضمانة استمراره. لذا فإننا من منطلق وطني محض، نرى أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية على أسس توافق لبناني إسلامي مسيحي حقيقي يحقق للعهد الآتي أرضية صلبة يقف عليها في مواجهة المهمات الكبرى لإعادة بناء لبنان، وإعطائه دوره الفاعل والمؤثر في محيطه وفي العالم “.



وختاما تلا الجميع النداء المشترك التالي :”اللهم ربنا ورب كل الكائنات، أيها الإله العظيم المنان، أنت الإله السميع المجيب الهادي المحب والرحيم … إلهنا نسألك أن تحببنا إليك، وأن تحببنا إلى ملائكتك، وإلى جميع أنبيائك ورسلك. اللهم حببنا بالسلام، اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلينا، واجعل خشيتك أعظم الأشياء لدينا. اللهم إننا برحمتك نستغيث، فأغثنا وأصلح لنا شأننا كلّه، وشأن حكامنا والقائمين على أمورنا، وشأن أوطاننا. اللهم رب السموات السبع ورب العرش العظيم إنّا نسألك، أن تصطفي لبنان بمسيحييه ومسلميه، وتجعله رسالة إلى كل بلاد العالم، وأن تطهر قلوب اللبنانيين من الأحقاد، وتنصرهم على أنفسهم وعلى مصالحهم الشخصية، حتى لا يروا بعد ذلك إلا مصلحة بلدهم الواحد، ويعملوا من وحي رسالته على نشر الأخوة والسلام في العالم. أللهم أحلّ سلامك في القلوب ، ووفق البشر في ما بينهم لينتصر النور على الظلمة ، والحق على الباطل في عالمنا والعالم أجمع. اللهم إنًّا نستودعك فلسطين وأهلها وأرضها وسماءها، رجالها ونساءهاوأطفالها، اللهم فاحفظها من كل شر وسوء يا من لا تضيع عنده الودائع، إنك يا إلهنا سيد الكل ولسميع مجيب، آمين”.