مجدداً الهدم يطال آثار طرابلس وأبنيتها التراثية في محاولة لطمس تاريخها العريق
استنكرت رئيسة جمعية " تراث طرابلس- لبنان" الدكتورة جمانة الشهال تدمري للمشاهد التي تعود الى محاولة هدم المبنى الأثري في شارع المطران من قبل صاحبه من آل السبسبي تحت جنح الظلام بعد استحصاله على " رخصة هدم" من وزير الثقافة محمد وسام مرتضى!!!.
وتساءلت الدكتورة تدمري " أي ثقافة هذه التي يحملها الوزير مرتضى وهو يخط بيده رخصة هدم مبنى أثري كان مدار بحث ومتابعة من قبلنا ومن قبل كل من يرفض هدم هوية مدينة طرابلس والتي كانت وللأسف أهم مدينة بآثارها المملوكية، كما تراثها الغني على مدى العصور . منذ فترة ونحن نشهد على أعظم مجزرة تراثية في تاريخ الإنسانية حيث يقوم كل من يريد بيع حجارة مبناه ومن ثم هدمه دون حسيب أو رقيب في ظل الغياب التام الدولة والمعنيين من وزارات وبلديات ومسؤولين. هؤلاء هم تجار بلا ضمير يريدون الإستثمار على حساب طمس الهوية وتشويه التاريخ من أجل بناء عادي يمكنهم إنشاؤه في أي أرض جديدة يختارونها بعيداً عن كنز طرابلس التراثي ووسطها التاريخي!!!!
بالأمس مبنى الزاهرية والذي تألمنا لمشاهده وقد سوي بالأرض جهراً ودون اي عقاب واليوم مبنى المطران ، الأول في مدخل المدينة القديمة والثاني مجاور لشارع عزمي الحيوي ضمن نسيج معماري متناسب وبدلاً من أن يلجأ صاحبه لترميمه يقوم بهدمه وكأن سياسة طمس تراث المدينة هي سياسة ممنهجة للقضاء عليها يمعن اهلها بتنفيذها دون ان يقدروا الاذى الذي يقومون به في حذف جمالية المدينة وطمس تاريخهاكلياً وهنا بالفعل يكمن تشويه صورتها وتحويلها من مدينة غنية بالآثار الى مدينة لا تمت لواقعها بصلة!!!! لم تعد مسألة الحفاظ على التراث ترفاً بل اصبحت مسألة وجودية.
نتساءل لماذا نرى في مدينة الميناء والتي لا تبعد سوى دقائق عن طرابلس إهتمام بالغ بترميم أحيائها وأبنيتها التراثية وبشكل رائع بحيث باتت مقصداً للزوار من كل المناطق اللبنانية، بينما طرابلس غارقة في الظلم والحرمان والقهر والسعي لدفن نسيجها المعماري إما بالإهمال أو بالهدم وهذا أيضاً لا يصب إلا في مصلحة الحقودين الكارهين لطرابلس بماضيها وحاضرها ومستقبلها!!!!
نسأل كل معني وفي المقدمة وزير الثقافة كيف توقع رخصة هدم ومن ثم يصار الى توقيف الهدم بقرار صادر عن المدعي العام علي إبراهيم في إشارة الى عدم قانونية الرخصة؟؟؟؟
لماذا كل هذا الإمعان في حرق مدينة طرابلس ؟؟؟؟
نقول لجميع من يسعى إلى هدم تراثنا لن تبقى طرابلس متروكة!! ولن نسمح بإبادة آثارها وكأنها لم تكن !! فنحن أهلها ولنا الحق بالوقوف في وجه كل من يكن العداء لنهوضها وهذه النهضة لن تكون إلا بإحياء أبنيتها التراثية والتي تضج بها الأسواق الداخلية فإمّا ترميمها وإمّا رفع اليد عنها وعدم السماح بهدمها لحين يتم تأمين التمويل المطلوب لتأهيلها .