خاص الموقع: «طوفان الأقصى » في إنجازات صنعتها البطولات والتضحيات

خاص الموقع: «طوفان الأقصى » في إنجازات صنعتها البطولات والتضحيات

خاص الموقع: «طوفان الأقصى » في إنجازات صنعتها البطولات والتضحيات 

 المؤرخ والكاتب السياسي د. حسن محمود قبيسي


في السابع من الشهر العاشرسنة 20223 ، كانت اللبنة الأولى في هذا الكم التراكمي من مفاجآت، انقض قسّاميون على محتلين استعماريين صهاينة في غلاف غزة في اقتحام مذهل وأخذوا رهائن قيل فيهم وعنهم ، استرهنتهم حماس واطلقت سراح بعضهم وقتل جند دولتهم بعضَا، فكانت المجازر . 

عملية «الطوفان الأقصى » محصلة حتمية للاحتلال الاستعماري الاستيطاني لفلسطين وأراضٍ عربية محتلة بينها الجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية والقسم المحتل من قرية الغجر اللبنانية .

والاحتلال كان بفعل عزم الغرب الأوروبي على :

- استمرار حرب الغرب على الشرق استكمالًا لحروب و صراعات في التاريخ بينهما . 

- التخلص من التلموديين (الصهاينة المرتدين عن اليهودية ولم يؤمنوا بديانة سماوية أخرى ) بعد خطف التلمودين لأطفال مسيحيين من أهل صالحين وذبحهم بطرق وحشية ومزج دمائهم بالعجين لصنع «فطيرة الفصح » كما هو معروف ؛مما استدعى ردات فعل أوروبية أدت إلى التنكيل بالموسويين عمومًا وطردهم على دفعات و في مراحل مختلفة ومن بلدان متعددة . 

- التخلص من ابتزازتهم للأوروبي إن بالربا الفاحش أو السيطرة على الاقتصاد الأوروبي . 

- تثبيت قاعدة عسكرية في واحدة من أغنى المناطق في العالم بالنفط والغاز والسوق الأكثراستهلاكًا مستوردًا، وأهمها استراتيجيًا لسيطرتها على ممرات مائية هامة في السويس وباب المندب وخليج العقبة، والتحكم بطرق التجارة العالمية ، وإبعاد الروس عن المياه الدافئة ( البحر المتوسط ).  

- الإبقاء على تخلف شعوب المنطقة وإضعافها بالتجزئة والتجهيل والتطرف الأرهابي التكفيري بالتصدي ل       « الصليبيين أعداء الإسلام والمسلمين» . 

ولتحقيق كل هذه الأهداف المكشوفة ، كانت رشوة الحركة الصهيونية العالمية ، الإطار السياسي للتلموديين ، بإصدار «وعد بلفور» على شكل رسالة بعث بها وزير الخارجية البريطانية إلى اللورد ليونيل روتشيلد أحد زعماء الحركة الصهيونية في تلك الفترة، وفي ما يلي نص الرسالة - التعهد : 

وزارة الخارجية

في 2 نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1917

عزيزي اللورد روتشيلد،

يسرني جدا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرته:

«إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يفهم جليا أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين ،ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى » . 

وسأكون ممتنا إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا التصريح.


المخلص

آرثر بلفور » . 

*****

كان التعهد الذي صدر بعد اتفاقية الامير فيصل ممثل ملك الحجاز مع حاييم وايزمان الصهيونى و أول رئيس للكيان الصهيوني التي وقعت سنة 1915، وتم اعتمادها فى اتفاقية باريس سنة 1919 لتطبيقه، خارطة الطريق . بعده كانت ثورات و انتفاضات و رفض عربي عام وشامل وحروب وخيانات وانقلابات ثورات ومنظمة التحرير الفلسطينية وجيش تحرير فلسطيني ( رهينة عند الأنظمة الحاكمة و المتسلطة على بلدان عربية مضيفة ) وهزائم عسكرية ورفض كلي للكيان الصهيوني والصلح والتفاوض معه والاعتراف به ، ومنظمات فدائية أحيت القضية بعد عقدين على النكبة وتداعياتها ، فحققت إنجازات ونزلت بها انتكاسات اختلف في تقييم كليهما ، حتى كانت اتفاقيات كمب ديفد ومدريد و وادي عربة وأوسلو والمبادرة العربية للسلام . 

تنصل العدو من كل الاتفاقيات ولم ينفذ أي قرار من القرارات الدولية وما أوقف ولا خفف من وتيرة اعتداءاته لا على فلسطين و لا على لبنان ، ولم ينسحب من كل أراضيه إلا تحت ضربات المقاومة ، التي هزمته مجددًا عام 2006بدعم إيراني – سوري . 

انتقامًا لهزائم العدوالصهيوني وراعيته الإدارة الأميركية التي وظفت استبداد أنظمة عربية واستغلال المنظومات الحاكمة وأدواتها و فسادها ، كان « الربيع العربي » في تونس و مصر وليبيا واليمن و سورية ، و حراك 17 تشرين في لبنان ، كل هذا والقضية الفلسطينية في ملفات على الرف ، و العدو الصهيوني يزداد تصلبًا واستبدادًا وحصارًا لغزة وتجويع أهلها واعتقالات بالآلآف . فكان محور المقاومة بقيادة الجمهورية الإسلامية في إيران ،على مستوى المنطقة . 

وكانت السابع من تشرين الأول / أكتوبر 2023 . 

وفيه تأكد أن هناك ست دول عربية فقط لاغير : 

- .....

- غزة 

- لبنان 

- اليمن 

- العراق 

- دولة جنوب أفريقيا

وعُمان على الطريق لاستكمال عروبتها برفضها ما قبل به جيرانها : السماح بضرب اليمن باستخدام برها أوجوها أوبحرها. 

وأن « البحرين » أكثر الدول والممالك المستعربة مدعاة للسخرية والاستخفاف بعدما « حشدت قواتها » لدعم العدوان الأميركي – البريطاني ، مع الاعتذار لشعبها المقهور الذي .... جيرانه .  

وأن الأعراب المستعربون هنا ما بين المحيط و الخليج ، والنخوة العربية في الدول العربية الست .

وأن مئة يوم من القتل والتدمير و التشريد والإفناء لم تزيد أهلنا إلا صمودًا وتصديًا،وآخر تجلياتها استمرار المقاومة وأبرزها قصف صاروخي يوم الأحد 14/1/ 2024 لحيفا المحتلة من أراضٍ غزاوية تحتلها قوات صهيونية.

ولم تزد بنيامين نتنياهو المتمسك بالسلطة منجيته من السجن، إلا خيبة وعنادًا و تصلبًا ؛ولو على حساب الصهاينة وفي طليعتهم الأسرى منهم وقد بات مصيرهم مجهولًا ، و حلفائه الأعراب من المتسلطين على شعوبهم إلا عمالة و خيانة ودونية بلغت أن سمى السيسي المقاومة الجماعات المسلحة ( إن كان الشريط المتداول صحيحًا ) ولم يستعمل كلمة مقاومة . ولم تزد داعميه بعدما جر الولايات المتحدة الأميركية وتوابعها للمشاركة الميدانية إلى قصف اليمن ، إلا انحيازًا أعمى وشراكة في هدر دماء أهلنا وإنزال أكبر قدر من الأضرار بهم، وأن الرأي العام العالمي و العدالة الدولية على المحك الآنى بانتظار ما ينتج عن محكمة العدل الدولية في لاهاي . 

بيروت 15/1/ 2024