تعيينات جديدة في الحرس الثوري

تعيينات جديدة في الحرس الثوري

بعد أقل من شهر على تعيين قائد جديد لها، أقدم المرشد الإيراني، علي خامنئي، على إجراء تغييرات جديدة في رأس الهرم لقوات الحرس الثوري الإيراني، بحسب ما أفادت وكالة أنباء تسنيم (شبه الرسمية) الخميس.

فقد أعلن مكتب خامنئي تنصيب قائد القوة البحرية في الحرس الثوري علي فدوي (58 عاما) نائبا لقائد القوات التي صنفتها الولايات المتحدة إرهابية الشهر الماضي. كما عين قائد ميليشيات الباسيج "التعبئة العامة" السابق محمد رضا نقدي (66 عاما) منسقا عاما للحرس الثوري

تهديد المصالح الأميركية

ويعرف "فدوي" نائب الحرس الثوري الجديد الحاصل على وسام عسكري رفيع من خامنئي قبل 3 سنوات، بمواقفه المتشددة، فضلا عن التهديدات المتكررة باستهداف مصالح واشنطن وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط.

كما سبق للقائد السابق لبحرية الحرس الثوري أن أشرف على عملية احتجاز 10 جنود أميركيين لنحو 15 ساعة في كانون الثاني 2016، بعد أن ضلوا طريقهم إلى المياه الإقليمية الإيرانية.

أبرز قادة "حرب العصابات"

في حين يعتبر محمد رضا نقدي، منسق الحرس الثوري الجديد، أحد أبرز الجنرالات الإيرانيين خبرة في تشكيل مجموعات حرب العصابات وإدارة المعارك القتالية غير النظامية خارج الحدود.

وقد تولى سابقا قيادة فيلق بدر الذي كان قوامه ميليشيات عراقية مناهضة لحكم الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، حيث سبق له شن هجمات عدائية داخل الأراضي العراقية في ثمانينيات القرن الماضي.

وفي إحدى خطبه عام 2014 أكد قائد التعبئة الشعبية "الباسيج" التابعة للحرس الثوري، أن ملايين الإيرانيين مستعدون للذهاب إلى سوريا وغزة. كما اعتبر "السفارة الأميركية في بغداد مركز قيادة داعش".

إلى ذلك، أشار في حينه إلى أن "أعضاء قوات التعبئة يرغبون في التوجه إلى العراق إلا أن التعبويين العراقيين متواجدون في الساحة ولا حاجة لتواجدنا، ولكن لو أرادوا منا خدمات التدريب فسيتم ذلك كما جرى حتى الآن".

قامع الاحتجاجات

إلى ذلك، برز اسم نقدي كأحد المسؤولين الإيرانيين الضالعين في انتهاكات حقوق الإنسان وقمع الاحتجاجات منذ العام 2009 وحتى المظاهرات الشعبية التي اندلعت مطلع العام الماضي.

يذكر أن مجلس الأمن الدولي أورد اسم نقدي على لائحة العقوبات منذ مارس/آذار 2008، بسبب تورطه في انتهاك العقوبات المفروضة على طهران من جانب بلدان غربية آنذاك.

وتأتي تلك التعيينات الجديدة في وقت تشهد المنطقة تصعيداً أميركياً إيرانياً، بعد أن أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الخليج العربي قبل أكثر من أسبوع.

كما حثت الخارجية الأميركية في وقت سابق الموظفين غير الأساسيين في العراق على المغادرة.

في وقت أفادت تقارير إعلامية بأن زيارة الوزير الأميركي المفاجئة إلى العراق الأسبوع الماضي، أتت على خلفية معلومات مؤكدة لتحركات إيرانية مهددة للقواعد الأميركية.

وأمس الخميس، أفادت صحيفة "الغارديان" البريطانية بأن قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، اجتمع قبل 3 أسابيع بعناصر من الميليشيات الموالية لإيران في العراق، وطالبهم بـ"الاستعداد لحرب بالوكالة".

وأثار تحرك سليماني المريب مخاوف أميركا وحلفائها من تعرض مصالحهم في المنطقة لتهديدات، الأمر الذي جعل الخارجية الأميركية تطلب من موظفيها "غير الأساسيين" مغادرة العراق، كما رفعت بريطانيا، الخميس، مستوى التأهب لقواتها ودبلوماسييها، نظراً لمخاطر أمنية كبيرة من إيران.