لبنان تركيبة فرنسية المؤرخ الأكاديمي د. حسن محمود قبيسي

لبنان تركيبة فرنسية  المؤرخ الأكاديمي د.  حسن محمود  قبيسي

لبنان تركيبة فرنسية


و الموارنة شريحة من شعبه ... بعد تركيبه  ( 1)

المؤرخ الأكاديمي د.  حسن محمود قبيسي


في مسيرتهم طوال 1600 سنة حمل الموارنة عدة تسميات هي:                    

                                             -أبناء مارون: وهم تلامذة واتباع القديس مارون الذين عاشوا في الصوامع والأديرة وانطلقوا يبشرون بكلمة الله.                                          

                                                                                                    -المارونية: أول من ذكر هذه التسمية المؤرخ العربي «المسعودي» .                      

                                        -الأمة المارونية: تعود هذه التسمية إلى زمن الفرنجة  .                                                                              

 -الطائفة المارونية: بدأ الكلام عنها في القرن السادس عشر الميلادي وذكرها البطريرك الدويهي في كتاباته.                                                                                               

                                           -الكنيسة المارونية: أتت على لسان قداسة الحبر الأعظم البابا يوحنا بولس الثاني.

وهم يُنسبون إلى القدّيس مارون ( 350 – 410)، الذي عاش في مدينة «قورش» وبعض أثارها  باقية شمالي مدينة حلب بالقرب من احد منابع نهر عفرين،  ويعرف المكان حاليا باسم النبي «هوري».

وقد حدّدت وزارة السياحة السوريّة، وبالتعاون مع أبرشية حلب المارونيّة، إضافة إلى بعثتي تنقيب من الولايات المتحدة الإميركية منذ 1999، مكان التنسك في كالوتا والضريح في براد، وهو ما قامت البطريركية المارونية بتثبيته رسميًا عام 2010.

توفي مار مارون عام 410، موصيًا أن يدفن في مغارة القديس زابينا أحد تلاميذه، لكن وصيته هذه لم تتحقق إذ نشبت بحسب شهادة ثيودوريطس، منازعات بين القرى المجاورة حول جثمانه ، هي الأولى بين الموارنة، بهدف الحصول عليه ودفنه في قريتهم تبركًا.وحُسم الأمر لصالح أهالي القرية المعروفة اليوم ببراد، في شمال سوريا، فدفنوا الجثمان، وبنوا له كنيسة، لم يبقَ من آثارها الكثير.

وبذلك تكون المارونية  التي ولدت في دير مار مارون على ضفاف نهر العاصي السورية ؛ وتنسّك شفيعها الناسك مارون في جبل سمعان في شمال سوريا؛ سورية المنشأ.

بعد وفاة القديس مارون عاشت أول جماعات مارونية في شمال سوريا قرب أفاميا حول دير القديس مارون على العاصي، ولاحقاً انتشروا في عدة أماكن من شمال سوريا، علمًا  أن قسمًاً من رهبان مار مارون ساروا باتجاه منابع نهر العاصي المحاذي لصوامعهم وأديارهم، وتنسكوا عند منابعه.

في الربع الأول من القرن الخامس، أرسل القديس مارون عدد ًامن الموارنة  ليبشروا سكان جبال لبنان الشمالي، فوصلوا إلى نواحي جبة بشري وجرود البترون وجبيل.  

 إلا أن الفضل بانتشار المارونية وتوسع كنائسها و أديرتها يعود إلى مار يوحنا مارون هو راهب من دير مار مارون وأسقف البترون وجبل لبنان.

*****

 

على أثر المجمع الذي عقد في مدينة أفسس عام 449 بدأت الخلافات اللاهوتية في الكنيسة حول طبيعة المسيح الجسدية والإلهية، وتوسعت بعد مجمع مدينة خلقيدونيا الواقعة على البوسفور المنعقد سنة 451 فانقسمت الكنيسة إلى «الخلقيدونيين» وهم الروم البيزنطيين والسريان الموارنة الذين يؤمنون بأن في المسيح طبيعتين كاملتين «إلهية وإنسانية»، وإلى «اليعقوبية» ومنهم السريان اليعاقبة أتباع يعقوب البرادعي أسقف إنطاكيا الذين يؤمنون بأن في المسيح طبيعة إلهية واحدة.  

 في شمال سوريا  و إثر الانشقاق الكنسي والخلاف اللاهوتي حول طبيعة المسيح اضطهد اليعاقبة بقيادة البطريرك ساويرس بدعم من الأمبراطور البيزنطي اثناسيوس الموارنة، وقتلوا منهم في 31 تموز سنة 517 ثلاثماية وخمسين راهباً مارونياً دفعة واحدة وأحرقوا ديرهم القائم عند نهر العاصي جنوب حلب؛  وقد استعانوا لتنفيذ المجزرة ب«مجموعة من اليهود الأشرار» المشترين بالمال ،كما ورد في وثائق تلك الأيام.                                         

فتشتت من نجا من المذبحة ولجأ قسم كبير منهم ومن أتباعهم موارنة شمال سوريا إلى أخوتهم في جبال لبنان، ووصلوا أولاً إلى منابع العاصي ومنها توغلوا في الجبال؛ فسكنوا نواحي أهدن والجبة وجبال البترون وجبيل، ويؤكد بعض المؤرخين أن قسماً منهم انحدر نحو الساحل ناحية البترون. 

على أثر تلك المذبحة، أرسل من نجا من الرهبان رسالة إلى قداسة الحبر الأعظم البابا هورميذداس أعلموه فيها بما جرى؛ وقد جاء في «عريضة مرفوعة من رهبان أفاميا: « وإذا بيهود أو علمانيين أو حتى رهبان انقضوا على الآباء من أماكن مرتفعة ووعرة... بفظاظة وفظاعة وبطش وقتلوا بعضا واستاقوا بعضا أسرى، وعروا بعضا من ثيابهم، واقتادوا بعضا أمام الملأ بثياب غير لائقة...» ثم « قاموا بهجوم آخر على دير مار سمعان وهدموا شطرًا من السور ودخلوا ليلا وقتلوا بعضا وضربوا الكثيرين ونهبوا مؤونة الدير الحقيرة، ونصبوا رموزًا أثيمة مخالفة للتقوى... ولم يتردد هؤلاء فعلًا عن هدم الدير كما يحصل في الحصار وعن أسر الرهبان بينما كان هؤلاء يرتلون...» .

ووقع الرسالة رئيس الدير الناجي من المذبحة الذي ختم الرسالة بتوقيعه وبقربه هذه العبارة : 

  «أنا الراهب إسكندر رئيس دير القديس مارون وقعت هذا الالتماس». ووقع معه من نجا من الرهبان.

في 10 شباط 518 م وصل الرد من البابا وفيه يشد من عزيمة الرهبان ويحثهم على الصمود والبقاء على الاعتراف بكنيسة روما.

*****

غالبا ما تُجهل كتب التاريخ الفاعل  وهم اليهود. ونادرًا ما تذكر الكتب التاريخية المارونية المعاصرة بأن منفذي هذه الجريمة هم «شرذمة من اليهود الأشرار» وذلك يعود إلى أن معظم كتب التاريخ المارونية لا تبرز الدور اليهودي في ارتكاب هذه المجزرة ،مع العلم أن البطريرك اسطفان الدويهي قد أشار إلى رسالة من هذه الوثائق في كتابه أصل الموارنة (حققه الأب أنطوان ضو ص. 102) وتشير صراحة بأن الرهبان قتلوا بواسط «الأيدي اليهودية» كما أن الأب بطرس ضو في كتابه تاريخ الموارنة قد نقل نص هذه الوثائق السبع في الفصل الثالث من ص 164 إلى 197.واللافت للنظر أن الأباتي بولس نعمان في كتابه «المارونية لاهوت وحياة» يذكر هذه المجزرة مرتين، ص 50-51 و 152، من دون أن يذكر بأن اليهود التلموديين هم الذين نفذوا الجريمة ، مع العلم انه في باب الوثائق نشر النص الحرفي لأربع رسائل تتحدث عن المجزرة وتشير بوضوح إلى الأيدي اليهودية في تنفيذها وذلك من الصفحة 167 إلى 170.

وتلى هذه الجريمة سلسلة مجازر ارتكبها اليهود  التلموديون ضد المسيحيين في المنطقة، وكان أبرزها محرقتي نجران والقدس.

 - مجزرة نجران عام 523م

 نفذ اليهود في جنوب الجزيرة العربية مجازر عدة في حق مسيحيي تلك المنطقة أودت بحياة الآلاف منهم إما قتلًا بالسيف أو إبادة بالحريق. وكان أشدها فظاعة ما حدث في نجران التي أعطت اسمها عنوانًا لتلك المجازر.

هذا وقد وصل إلينا مواد وثائقية تعود إلى زمن الحادثة نفسها كان قد كتبها معاصرون لها ورووا فيها عن شهود عيان ما رأوه فعلاً أو سمعوه مباشرة من أناس كانوا على صلة بالتطورات التي حدثت.

وأبرز من روى فظائع تلك المجزرة معاصرها أسقف فارس (توفي حوالى سنة 540م)  سمعان الأرشمي الذي عاصرها واطلع عن كثب على مجرياتها، من خلال ما كان ينقله إليه أهل نجران ممن نجوا من المحرقة، وأيضاً من خلال الرسالة التي اطلع عليها ،وقد كتبها الملك الحميري اليهودي الذي نفذ المجزرة إلى المنذر ملك اللخميين في الحيرة، يحضه فيها على التعامل مع المسيحيين لديه بمثل ما تعامل هو مع مسيحيي نجران.

كانت محرقة نجران في العام 523م إحدى أكثر الصور بشاعة في منظومة الإبادة الجماعية التي ارتكبها اليهود في حق المسيحيين. غير أن مجزرة القدس، فاقتها وحشية وولوغاً في الدم

والجدير بالذكر أن الرسول قد عاهد بعد حوالي مئة سنة مسيحي نجران على الذود عنهم.

 

  مجزرة القدس

وجدد ذلك عمر بن الخطاب مع المقدسين الذين سبق أن أوقع بهم التلموديون مجزرة القدس العام 614م، عندما أُطلِقت يد اليهود في  القدس التي دخلوها تحت راية الفرس ،بعد أن احتلوها ذلك العام أثر سلسلة الهزائم التي

ألحقها الفرس بالبيزنطيين سنة 613، فكانت فرصتهم الذهبية لتطبيق منظومتهم في الإبادة الجماعية والتطهير العرقي.

أسرع اليهود التلموديون  لاستقبال الغزاة الفرس ووضعوا أنفسهم في تصرفهم وتحت قيادتهم. ويصف المؤرخ الأرمني سيبيوس المعاصرللحدث : «إن بقايا الشعب اليهودي انتفضوا على المسيحيين وارتكبوا مذابح مدمرة في صفوف جماهير المؤمنين، واندفعوا باتجاه الفرس ووحدوا أنفسهم معهم » .

ثم اشترى اليهود من الفرس الأسرى المسيحيين وقاموا بذبحهم كما تذبح الشياه، وفق تعبير ستراتيجوس، وعندما انتهوا من هذه المهمة التفتوا إلى الكنائس فقاموا بإشعال النار فيها.

أما المؤرخ البيزنطي ثيوفانس  فيرى أن عدد ضحايا المجزرة أعلى من الرقم الذي أثبته ستراتيجوس، وحمل اليهود المسؤولية الكاملة عن المجزرة.: «في هذا العام 614م، استولى الفرس في الحرب على فلسطين ومدينتها القدس. وقد قتلوا بأيدي اليهود كثيرًامن سكانها، ويقول البعض إن عددهم بلغ تسعين ألفاً. وكان اليهود كعادتهم يشترون المسيحيين ثم يقومون بقتلهم » .

*****

واعتباراً من أواخر القرن السادس انتقل النشاط الماروني من شمال سوريا قرب حلب إلى منابع نهر العاصي في منطقة بعلبك – الهرمل اللبنانية وجبال شمال لبنان، حيث انتشرت المارونية بكثافة ويؤكد البعض وصولهم إلى نواحي دمشق حيث بنوا ديرًاهناك.   في تلك المرحلة، بدأت الهوية المارونية بالبروز وتبلورت مع ظهور عدد من الصلوات الخاصة بالموارنة. ولما كان كرسي انطاكيا شاغرًا بوفاة البطريرك انستاز الثاني في أيلول 669م ؛اجتمع الرهبان الموارنة وانتخبوا عام 686 م الراهب يوحنا مارون، وكان أسقفاً على مدينة البترون منذ عام 675 م بطريركاً على كرسي إنطاكيا. وهو أول بطريرك ماروني على كرسي إنطاكيا والثالث والستون بعد القديس بطرس مؤسس الكرسي في القرن الأول ميلادي. وبهذا الانتخاب بدأ بناء وتنظيم الكنيسة المارونية على الصعيد الكنسي والوطني والاجتماعي.

لم يكن هدف الموارنة عند انتخاب بطريرك منهم تأسيس كنيسة منفصلة عن الكنيسة الجامعة، بل تعبئة فراغ بعد شغور الكرسي البطريركي الانطاكي، وحفظ الرعية من التشتت والارتهان والذوبان،وتسريع شؤون المؤمنين كون روما بعيدة جدًاعن الشرق. لذلك فور انتخابه بطريركًا طلب البطريرك يوحنا مارون درع التثبيت من قداسة الحبر الأعظم فوافق البابا على الانتخاب وأرسل درع التثبيت، فأصبح البطريرك الماروني خليفة القديس بطرس في رئاسة الكنيسة الانطاكية. وراح البطاركة الموارنة يضيفون إسم بطرس إلى أسمائهم.

 في   العودة إلى اختيار الراهب يوحنا مارون سنة 685 (وقيل 686  ) بطريركًا لأنطاكيا كونه أحد أكثر الرهبان المتعلمين بها، نلفت إلى أن ذلك تزامن ذلك مع الهجوم الذي شنه الإمبراطور البيزنطي جستنيان الثاني على أنطاكيا بعد أن تعاظمت سيطرة المردة على تلك الأنحاء، وتمكن فعلا من هزيمة جيش المردة وتدمير عدة أديرة وكنائس من ديرة دير مار مارون الشهير. ففر يوحنا مارون إلى جبل لبنان . ويذكر البطريرك الدويهي استنادًا إلى مخطوطات مكتبة الصرح البطريركي الماروني في بكركي، أن مار يوحنا مارون لدى انتقاله إلى لبنان، أخذ هامة القديس مارون معه وشيّد لها هناك ديرًا وكنيسة في كفر حي سماه بريش موران (بالسريانية: ܪܝܫ ܡܪܢ)‏ أي «رأس سيدنا» أصبح بعدئذ مقرا لبطاركة الموارنة.

بقي الموارنة معتصمين في جبال لبنان الشمالية الممتدة من إهدن وجبة بشري إلى جبة المنيطرة، حتى وصول حملات  الأفرنج (الصليبيون)، فهبطوا من جبالهم لملاقاتها. وكان اللقاء الأول في سهل عرقا في عكار، ومن هناك سار الفرسان الموارنة مع الحملة إلى مدينة القدس.                                                                                           ورغم التعاون الوثيق بين الفرنجة والموارنة، بقي الانتشار الماروني جنوب نهر إبراهيم محدودًا جدًا. وبعد سيطرة المماليك في القرن الثالث عشر  اسكنوهم في كسروان و جبيل بعدما طردوا الشيعة من هناك و نكلوا بهم .                                                                                                                                  خلال الحقبة الأفرنجية ( الصليبية) نقل أحد الرهبان البندكتيين جثمان القديس  مارون من البترون إلى إيطاليا عام 1130، فأودعت في مدينة فولينيو الإيطاليّة، حيث بنيت على اسم القديس مارون هناك كنيسة، ثم أعيد نقل الجثمان من الكنيسة إلى مركز أسقفية المدينة عام 1194، وبناءً على طلب من البطريركيّة المارونيّة، أعيد نقله من إيطاليا إلى لبنان عام 1999، حيث أودع في دير ريش موارن، من جديد.

مع دخول العثمانيين تغيرت أحوال الموارنة، فقد استحصل ملكي فرنسا لويس الرابع عشر ولويس الخامس عشر على حق حماية الكاثوليك ومن ضمنهم الموارنة برضى العثمانيين بدءًا من القرن السابع عشر .واشتد عودهم باحتضان فخر الدين الثاني لهم بدءًا من مطلع القرن السابع عشر ، ووصلوا إلى حكم جبل الدروز بتنصر شهابيين سُنَة ( كان بشير الثاني أقواهم ) مطلع القرن التاسع عشر .

*****

وبعد مرور أكثر من 1600 سنة على وفاة مار مارون، ما زالت الطائفة المارونية تشهد دورة جديدة من الصراع على هويّتها ودورها وولائها وتحالفاتها و عدواتها  في حاضرها وغدها.   

                                                  وحول كل محطة تاريخية يتباين الموارنة ويختلفون.

وليس جديدًا ما يعانيه الموارنة - إذا كان ذلك معاناة - من اختلافات في الرؤيا و خلافات في حركيتهم السياسية اليومية، فالطائفة المارونية يتجاذبها منذ نشأتها في القرن السابع وحتى اليوم، تياران أساسيان:

- تيار أول غربي الهوى و التماثل مشدود باتجاه الغرب وثقافته ومشاريعه،وأبرزممثل له في الزمن المعاصر رئيس الجمهورية اللبنانية الأسبق إميل إدة : « أشعر أنني فرنسي أكثر من عربي » .          

                                      استغلت الكنيسة الكاثوليكية و فرنسا فيما بعد قوم ذلك التيار ؛ فأوهم ملكها لويس التاسع الموارنة:                          

        «إننا مقتنعون بأن هذه الأمة التي نجدها منتظمة تحت اسم مار مارون هي جزء من الأمة الفرنسية» .

وحظي ملكيها لويس الرابع عشر و لويس الخامس عشر منذ القرن الثامن عشر بحق حماية الكاثوليك « العثمانيين » ومنهم الموارنة الذين قال فيهم لامارتين : «أحس بأن الموارنةجالية فرنسية على الشاطئ اللبناني» .

غرست الكنيسة الكاثوليكية وفرنسا في أذهان الموارنة تلك الترهات، وقدمت الدعم القوي للتيار المندفع غربًا ، وبفضل الدعم القوي الذي توفر له ، تمكّن من تضليل غوغائيين موارنة وسوقهم فتبعوه وأطاعوه.

- تيار ثانٍ متمسك بجذوره العروبية ولبنانيته ، ناسه النخب المستنيرة الواعية مصالحها الفرية و الفئوية و مصلحتها الوطنية المتكاملة والمكملة بعضها بعضَا . لم يتمكن ناشطوه الحركيون من اختراق صفوف المتحمسين والمندفعين والمضلَلين وإعادتهم إلى تاريخهم و بطولاتهم و إيمانهم المسيحي الصحيح .

لاتكفي عبودية المطران الماروني نقولا مراد يوم خاطب الأمبراطور الفرنسي نابليون الثالث سنة 1844          « نحن عبيد جلالتكم »، ولا تبعية موارنة جنوبيين حملوا سنة 1920 يافطات استفزازية تحي فرنسا والمفوض السامي الفرنسي غورو يوم تنكيله بمواطنيهم الشيعة، ولا عمالة الخازن على حبل المشنقة لترعى فرنسة العلمانية التوجه - التي لا تحترم  الكنيسة أصلًا-  جماعة دينيية .                                                                                   يكفي أن لفرنسا مصالح هنا تحملها على شق الصف اللبناني لتعمل وفق «سياسية غرق تسد » وهو ما كان. 

  ففرنسا على ما وصّفها البطريرك الحويك،الذي كان سابقا من أشد أنصارها ،في عبارته الشهيرة :                        « فرنسا كالشمس ،تنير من بعيد وتحرق من قريب» .

*****

وكالظمأن المتعطش لقطرات ماء، اهتدى غلاة الموارنة اللبنانيين إلى نبع ماء عذب في البيداء ،فشرب منه مقاطعجيهم القدامى والمحدثين بكؤؤس قدمها الانتداب الفرنسي ؛فكانت امتيازات فجرت أزمات في لبنان بعدما عاندوا و كابروا وأصروا وتحدوا و عبأوا ، وتسلطت المارونية السياسية بذريعة ما قاله الكاردينال صفير : «نحن أنشأنا لبنان »، ونظّرت له نُخب مارونية ورُوج ناشطون تلك المقولة فشاعت ، واقتات رموزالأسلام السياسي بفتات تُركت لهم.                                               

 فهل صحيح ما استلهمته المارونية السياسية و منظّروها ؟ [1]



[1] - المعلومات التاريخية مقتبسة من  موسوعة : د.حسن محمود قبيسي ونخبة من أهل  الفكر و المعرفة : وطن الفتن و المحن ، لبنان بين ألم  التاريخ وأمل الغد . 

[1] - المعلومات التاريخية مقتبسة من  موسوعة : د.حسن محمود قبيسي ونخبة من أهل  الفكر و المعرفة : وطن الفتن و المحن ، لبنان بين ألم  التاريخ وأمل الغد .