الصيام والصحة النفسية في رمضان

الصيام والصحة النفسية في رمضان

خلال شهر رمضان المبارك، سيتعرض من يصومون لتغيرات في العادات الغذائية ومنظومة النوم والروتين اليومي. قد تؤثر هذه التغييرات على صحتك الجسدية والنفسية. ولذلك، من الأهمية بمكان في هذه المدونة، أجبنا على بعض الأسئلة الشائعة عن الصيام وطرق الاعتناء بصحتك النفسية ورفاهيتك طوال شهر رمضان.

كيف يمكنني الاعتناء بصحتي النفسية ورفاهيتي أثناء الصيام؟


تناول الطعام بعقلانية عند الغروب وقبل الفجر


خلال شهر رمضان، يتم كسر الصيام مرتين يوميًا بتناول وجبة عند الغروب (الإفطار) ووجبة أخرى قبل الفجر (السحور). للتأكد من تغذية جسمك جيدًا، من الضروري أن تأكل بعقلانية وفي الأوقات المناسبة من اليوم. كما نوصي بتناول الطعام الذي يخرج الطاقة من جسمك ببطء مثل الكربوهيدرات والفواكه والحبوب الكاملة والمكسرات والشوفان.


تأكد كذلك من ترطيب جسمك بشرب الكثير من المياه أثناء هذه الأوقات. وفي الغالب يكون شرب كميات قليلة على مرات كثيرة أفضل كثيرًا من شرب كمية كبيرة مرة واحدة. كن حذرًا ولا تتناول الكثير من الكافيين لأن ذلك قد يؤدي إلى إعطائك دفعة من الطاقة لن تدوم كثيرًا وستتركك تشعر بالتعب.


انتبه إلى الطعام الذي تتناوله على الإفطار لأن أي شيء حار أو حلو للغاية أو صعب الهضم قد يسبب لك صعوبات في النوم. تجنب الكافيين في هذه الوجبة أيضًا للتأكد من قدرتك على الحصول على قدر كاف من النوم.


استرح وأعد شحن جسمك كلما كان ذلك مناسبًا


من الأهمية بمكان وضع روتين نوم جديد طوال شهر رمضان المبارك للتأكد من حصولك على قدر كاف من الراحة لإعادة شحن جسمك وتجديد ذهنك.


على الرغم من أنك ستحتاج لتغيير روتين نومك كي يناسب أوقات الوجبات، فإن النوم أربع ساعات على الأقل ليلًا بعد الإفطار سيساعد جسمك على إعادة الشحن. وربما كان بإمكانك النوم ساعات قليلة أخرى بعد السحور قبل بداية يومك.


مارس التمارين الرياضية باعتدال لتعزيز طاقتك


قد لا تضع في اعتبارك ممارسة التمارين الرياضية خلال شهر رمضان ولكننا نوصيك بممارستها خلال هذه الفترة. أحد أكثر الاعتقادات الخاطئة هي أنك ستوفر الكثير من الطاقة بالتوقف عن ممارسة التمارين الرياضية.


فعلى العكس من اعتقادك، ستساعدك ممارسة التمارين أثناء الصيام على الحفاظ على رفاهيتك النفسية. فخلال التمارين، سيتلاشى شعورك بالتعب والمزاج السيء. يرجع ذلك إلى أن التمارين الرياضية تنتج المورفينات وهي مواد كيميائية في المخ تساعد على الحفاظ على مزاج إيجابي ومستويات طاقة إيجابية. الشيء المهم هو أن تتجنب التمارين الزائدة للجسم باختيار الكثافة المناسبة ونوع التمرين المناسب.


التمارين قليلة الكثافة هي الطريقة الأمثل للحفاظ على صحتك طوال شهر رمضان. ويجب أن تستمر لفترة لا تزيد عن 40 دقيقة. فهي أقل إرهاقًا وأقل استهلاكًا لماء لجسم من التمارين عالية الكثافة مثل الركض أو ركوب الدراجات.


يمكنك تجربة أحد التمارين قليلة الكثافة الآتية:


التجول سيرًا

السباحة

اتباع برنامج تمارين أيروبيك بالمنزل

وفوق كل شيء، من المفيد بصفة خاصة لصحتك ورفاهيتك النفسية أن تسير بسرعة عالية لمدة لا تقل عن 30 دقيقة يومًا بعد يوم.


ركًز على التفكير الإيجابي


يمكن أن يسبب الانسحاب من الطعام والشراب تغيرًا في حالتك النفسية، لذلك من الأهمية بصفة خاصة أن تجرب تركيز ذهنك على الأفكار الإيجابية.


تعزز الأفكار الإيجابية من مزاجك ولها القدرة على زيادة التفاؤل والسعادة. قد يحتاج منك الأمر بعض التدريب للانتقال من الأفكار السلبية إلى الأفكار البناءة، ولكن كلما زادت ممارستك، أصبح ذلك أسهل.


حاول كتابة الأشياء التي تشعر تجاهها بالامتنان في حياتك وتتأمل فيها يوميًا. سيساعدك ذلك على إعادة تركيز ذهنك ويمكن حقًا أن يحسّن من حياتك.


هل هناك أية حالات صحة نفسية قد لا يكون الصيام مناسبًا لها؟

الاكتئاب واضطراب المزاج:


قد يؤدي نظام النوم الجديد والانسحاب من الطعام إلى بعض الصعوبات إذا كنت تعاني من مرض صحي نفسي. قد تؤدي هذه التغييرات في روتين حياتك إلى أعراض مثل الاكتئاب أو الاضطراب ثنائي القطب أو اضطراب المزاج.


إذا كنت تعاني من الاكتئاب، قد تفقد غالبًا شهيتك أو تتناول كميات طعام كبيرة. ولهذا السبب، من الأهمية أن تعتني بصفة خاصة بنفسك أثناء رمضان بمحاولة تناول الطعام والراحة في الأوقات المناسبة وكذلك بشرب كميات كبيرة من الماء.


اضطرابات الأكل


تغير الشهية هو السمة الأساسية لاضطرابات الأكل المختلفة وكذلك الاكتئاب. إذا كان تعاني من اضطراب في الأكل، يمكن أن يكون رمضان وقتًا صعبًا لك.


يمكن للشخص الذي يعاني من اضطرابات الأكل أن يصوم رمضان إلا أننا ننصحك بأن تطلب نصيحة مناسبة من طبيبك مسبقًا.


هل أحتاج لطلب نصيحة من الطبيب قبل الصيام؟


قبل الصيام، قد يكون من المناسب أن تنظر إلى حالتك الصحية الحالية والتعامل مع أية مخاوف.


إذا كانت لديك أية مشاكل صحية متكررة، سيكون من المفيد أن تتحدث إلى طبيبك قبل شهر رمضان. يمكن أن يوجه لك الطبيب النصيحة عما إذا كان يراك لائقًا بدنيًا ونفسيًا للصيام. كما يمكنك التحدث إلى طبيبك إذا كنت تتناول أية أدوية قبل أن تعدلها أو تتوقف عن تناولها أثناء رمضان.


المساعدة والدعم الاحترافي لصحتك النفسية:

يمكن أن يساعدك استخدام النصيحة المذكورة في هذه المدونة، ولكن إذا وجدت أنك تعاني مع صحتك النفسية، فقد تحتاج لطلب دعم احترافي.


يلتزم أطباء النفس والأمراض العقلية لدينًا بتقديم العلاج الخبير لكل شخص يفحصونه بحيث يشعر أفضل ويستمتع بالحياة مرة أخرى.