كوريا الجنوبية قلقة بشأن التأثير السلبي للخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين

كوريا الجنوبية قلقة بشأن التأثير السلبي للخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين

قد يؤثر الخلاف التجاري الذي بدأته الولايات المتحدة مع الصين بشدة على الاقتصاد الكوري الجنوبي المدفوع بالتصدير، هكذا رأى صناع سياسة ومحللون هنا.

وقال وزير المالية، هونغ نام-كي، وهو أيضا نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية، في اجتماع طارئ يوم الاثنين، إن “هناك احتمال أن يكون التأثير … أكثر حدة بكثير من ذي قبل”.

ولفت هونغ إلى أن الحكومة ستبذل جهودا شاملة للحد من التأثير والاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة.

وأثارت التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، التي بدأتها واشنطن، المخاوف إزاء ركود الاقتصاد العالمي وهزت الأسواق المالية العالمية، ما دفع العملة الكورية الجنوبية إلى مستويات متدنية جديدة في سنوات.

وتعتمد كوريا الجنوبية بشدة على الصادرات لتغذية نمو الاقتصاد. وتمثل الولايات المتحدة والصين حوالي 40 في المائة من إجمالي صادرات البلاد.

وذكرت الرابطة الكورية للتجارة الدولية في تقرير صدر يوم 12 مايو الجاري أنه من المقدر ان يتسبب فرض الولايات المتحدة لتعريفات على بضائع صينية في انخفاض بنسبة 0.14 في المائة أو 870 مليون دولار في صادرات كوريا الجنوبية.

وأوضح التقرير أن الدول التي تعتمد بشدة على صادرات السلع الوسيطة إلى الصين، مثل كوريا الجنوبية وألمانيا واليابان، من المرجح أن تتلقى ضربة كبيرة فيما يخص الصادرات.

وذكر التقرير أن أشباه الموصلات والمعدات الكهربائية والصلب والمنتجات الكيماوية في كوريا الجنوبية لديها نسبة عالية من تجارة المعالجة، مما يجعلها عرضة للتأثر بشكل كبير بالنزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

في الوقت نفسه، توقع المعهد الكوري للسياسة الاقتصادية الدولية في أحدث تقرير له أن النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين يمكن أن تؤدي إلى انخفاض قدره 1.36 مليار دولار في صادرات كوريا الجنوبية.

وأضاف المعهد إنه إذا ازدادت حدة الخلافات التجارية، فستتأثر صادرات كوريا الجنوبية بشكل أكثر سلبا في ظل تباطؤ الاقتصاد العالمي.

وحافظت صادرات كوريا الجنوبية على وتيرة انخفاضها لخمسة أشهر على التوالي حتى شهر إبريل، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التراجع في دورة أعمال صناعة الرقائق العالمية.

وكانت حكومة كوريا الجنوبية قد توقعت من قبل حدوث انتعاش محتمل في الصادرات خلال النصف الثاني من العام الجاري، لكن النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين بددت التوقعات الوردية.

وتقلص الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي للبلاد، بعد تعديله لمراعاة احتساب أثر التضخم، بنسبة 0.3 في المائة في الربع الأول من العام بالمقارنة مع الربع السابق.

في أحدث تصعيد للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، زادت واشنطن من التعريفات الجمركية الإضافية، على ما قيمته 200 مليار دولار أمريكي من الواردات الصينية، من 10 في المائة إلى 25 في المائة في وقت سابق من هذا الشهر، وهددت برفع التعريفات على المزيد من الواردات الصينية.

ردا على ذلك، أعلنت الصين أنها سترفع تعريفات إضافية على مجموعة من الواردات الأمريكية اعتبارا من الأول من يونيو، و”سوف تقاتل حتى النهاية”.

وسط مخاوف واسعة النطاق بشأن الشكوك الاقتصادية العالمية التي تسببت فيه الزيادات الأخيرة في التعريفات، أكدت الصين مجددا أن تصاعد التوترات التجارية “لا يخدم مصالح أحد” وستؤدي إلى “تقييد الاقتصاد العالمي كذلك”.

ودعت بكين مرارا الولايات المتحدة، التي بدأت الخلاف، إلى العودة إلى المسار الصحيح في أسرع وقت ممكن، والالتقاء بالصين في منتصف الطريق للتوصل إلى اتفاق يحقق المنفعة المتبادلة والفوز المشترك على أساس الاحترام المتبادل.