منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح فموي مبسط ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي

منظمة الصحة العالمية توافق على لقاح فموي مبسط ضد الكوليرا لمواجهة النقص العالمي

أجازت منظمة الصحة العالمية نسخة مبسطة من لقاح فموي ضد الكوليرا، وذلك سيتيح زيادة الإنتاج الإجمالي من هذه اللقاحات في ظل الانتشار الكبير لفيروس الكوليرا في العالم.


في التفاصيل، قالت منظمة الصحة العالمية في بيان الأمس الجمعة، إن لقاح "يوفيكول اس" Euvichol-S هو تركيبة مبسطة من "يوفيكول بلَس" Euvichol-Plus، مع مكونات أقل، وهو ما سيتيح إنتاج كميات أعلى بسرعة أكبر.


نذكر أن "يوبيولودجكس" الكورية الجنوبية، التي سبق أن أجازت منظمة الصحة العالمية لقاحيها "يوفيكول" و"يوفيكول بلَس"، تتولّى مهمّة إنتاج اللقاح الجديد.


وأوضحت منظمة الصحة العالمية أنّ معدل فعالية "يوفيكول اس" Euvichol-S مماثل لفاعلية التركيبات الأكثر تعقيدا.


في هذا الإطار، قال روجيريو غاسبار، وهو رئيس قسم التنظيم والتأهيل المسبق في منظمة الصحة العالمية، إن "اللقاح الجديد هو ثالث منتج من نفس عائلة لقاحات الكوليرا في قائمة التأهيل المسبق لدينا". وأمل في "زيادة سريعة بالإنتاج والإمدادات التي تحتاجها بشكل عاجل مجتمعات كثيرة في ظل تفشي الكوليرا".


الجدير ذكره أن الكوليرا هو مرض ينتشر عن طريق الأطعمة والمياه الملوثة بالبراز الذي يحتوي على بكتيريا "فيبريو كوليرا". ويُسبب الإسهال والقيء وقد يكون خطيرا على الأطفال الصغار. ويمكن أن ينتشر المرض بسرعة في المجتمعات المزدحمة وفي الظروف المعيشية المكتظة على غرار مخيمات اللاجئين وفي العشوائيات، عندما لا يمكن للأشخاص الوصول إلى المياه النّظيفة، ولا تتوفر عمليّة جمع النفايات أو المراحيض المناسبة. لذلك تمثّل الكوليرا خطرًا جسيمًا في أعقاب كارثة طبيعية أو أثناء النزاعات المسلحة، بسبب نزوح السكان أو تدمير البنية التحتية أو نقص الخدمات العامّة. يمكن أن يؤدي كل من الجفاف والفيضانات إلى زيادة خطر الإصابة بالكوليرا. إذ يقلل الجفاف من كمية المياه النظيفة المتاحة، مما يجبر الناس على استخدام المياه الملوثة. أمّا الفيضانات فقد تؤدي إلى انتشار البكتيريا وتلويث مصادر المياه.




يُمكن أن تُصبح الكوليرا من أسرع الأمراض القاتلة. فقد يُؤدِّي الفقد السريع لكميات كبيرة من السوائل والكهارل إلى الموت في غضون ساعات، في معظم الحالات الحادَّة. أمَّا في الحالات الأقل حِدَّةً، فقد يموت المرضى الذين لم يتلقَّوا العلاج بعد ساعات أو أيام من ظهور أول أعراض الكوليرا؛ وذلك بسبب الجفاف وهبوط الدورة الدموية.


لا بدّ من الإشارة إلى أن خلال السنوات الأخيرة، تضاعفت الإصابات بفيروس الكوليرا في مختلف أنحاء العالم، وأُبلغت منظمة الصحة العالمية عن 473 ألف إصابة سنة 2022، أي ضعف العدد المسجّل عام 2021. وتشير بيانات أولية إلى تسجيل أكثر من 700 ألف إصابة في العام الماضي.


ومع أنّ الإمدادات العالمية من لقاحات الكوليرا زادت بنحو ثماني عشرة مرة بين عامي 2013 و2023، تسبب الطلب المتزايد بنقص عالمي. وفي الوقت الحالي، أبلغت 23 دولة عن تفشي وباء الكوليرا فيها.


لذلك في سبل التعامل مع هذا الوضع، باتت منظمة الصحة العالمية توصي بتلقّي جرعة واحدة من اللقاح بدل جرعتين. وسُجّلت أخطر تداعيات لفيروس الكوليرا في جزر القمر وجمهورية الكونغو الديمقراطية وإثيوبيا وموزمبيق والصومال وزامبيا وزيمبابوي.


وبحسب ما افاد التحالف العالمي للقاحات والتحصين (غافي) ومنظمة اليونيسيف، ستساعد موافقة منظمة الصحة العالمية على اللقاح الجديد، في زيادة المخزون العالمي من 38 مليون جرعة سنة 2023 إلى قرابة 50 مليون هذا العام. وتبلغ مدة صلاحية اللقاح السائل 24