رؤية الكويت 2035

تعكس زيارة وليّ عهد الكويت الشيخ صباح الخالد للسعودية بعد أيام من تعيينه في منصبه، حجم العلاقة بين البلدين، التي تتعدّى الأطر السياسية والدبلوماسية، نظراً إلى امتدادها على مدى أكثر من 133 عاماً، سُجّلت خلالها مواقف بقيت محفورة في التاريخ وفي أذهان الشعبين.
هدَفَ الشيخ صباح الخالد من اختيار السعودية لتكون أولى محطّاته الخارجية كـ“وليّ للعهد” إلى إيصال الرسالة نفسها التي سبق أن أرسلها الأمير الشيخ مشعل الأحمد بُعيد تولّيه مقاليد الحكم نهاية العام الماضي، عندما اختار السعودية لتكون أولى محطّاته.
مفاد هذه الرسالة: الكويت مُلازمة لشقيقتها الكبرى السعودية في موقف واحد تجاه الملفّات الثنائية مثل حقل الدرّة للغاز المشترك، والقضايا الإقليمية والدولية، وتطمح إلى الصعود المشترك معها من خلال خريطة الإصلاح الاقتصادي، وصولاً لبناء اقتصاد متنوّع وتنمية مستدامة.
لقيت زيارة وليّ عهد الكويت للسعودية يوم الثلاثاء في 11 حزيران الحالي، ترحيباً واسعاً في المملكة، بالنظر إلى العلاقات السياسية التاريخية بين البلدين، والعلاقات الشخصية مع الشيخ صباح الخالد نفسه، الذي كان سفيراً للكويت لدى السعودية ومندوباً للكويت لدى منظمة المؤتمر الإسلامي خلال الفترة من 1995 إلى 1998، بعدما كان قد استهلّ عمله الدبلوماسي بالعمل ضمن وفد الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك بين 1983 و1989.
تعكس زيارة وليّ عهد الكويت الشيخ صباح الخالد للسعودية بعد أيام من تعيينه في منصبه، حجم العلاقة بين البلدين
في ترحيبه بالزيارة، عكس السفير السعودي لدى الكويت الأمير سلطان بن سعد موقفاً ينمّ عن ارتياح سعودي تجاه أوضاع الكويت، بقوله: “أهلاً وسهلاً أبا خالد في دارك بين أهلك ومحبّيك. مرحباً بعضيد مشعل الأمل والضياء (…) معاً دائماً وأبداً نحو مستقبل مضيء ومشرق”.
كما أكّد سفير الكويت لدى السعودية الشيخ صباح ناصر صباح الأحمد أنّ زيارة وليّ العهد للمملكة “تعكس المنهجية التي رسمها” الشيخ مشعل الأحمد “تجاه العلاقات مع الشقيقة الكبرى”.
ما عناه السفيران في موقفيهما أنّ هناك رغبة مشتركة من البلدين بالانتقال بالعلاقات إلى مستوى آخر، خصوصاً أنّ الكويت تنظر بكثير من الإعجاب إلى التحوّل الإصلاحي الضخم الذي تعيشه المملكة بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز وإشراف مباشر من وليّ العهد الأمير محمد بن سلمان الذي بات “نموذجاً” ليس فقط لشعبه وإنما لشعوب الكثير من دول المنطقة.