100 ألف نزحوا إلى مدارس فارغة… إلا من المبادرات الأهلية

100 ألف نزحوا إلى مدارس فارغة… إلا من المبادرات الأهلية

الإيواء يوم أمس «طبيعياً» ومتوقّعاً، إذ يفيد أكثر من مسؤولٍ في المدارس التي زارتها «الأخبار» أن حضور الجمعيات الدولية شبه معدوم، ما خلا قلة منها، أحضرت عشرات الفرش. بخلاف جمعيات محلية متواضعة التمويل مثلاً كجمعية «نون التضامن» التي اهتمت بأمور النساء النازحات في مدارس بيصور الرسمية ووفّرت لهن فوطاً صحية ومستلزمات نظافة شخصية. كما اهتمت بتنظيف المراحيض، وتركيب شطافات مياه. لم تقتصر المبادرات المحلية عند هذا الحد، فقد أحضر بعض الأهالي والجمعيات، ملابس وُضعت في قاعات المدارس، وطلب المعنيون بالتنظيم من العائلات النازحة المساعدة في فرز الملابس، بهدف إشعارها بالمشاركة في التنظيم.

اجتماعياً، غاب المرشدون الاجتماعيون التابعون لوزارة الشؤون الاجتماعية. كذلك، أمنياً غاب عناصر قوى الأمن الداخلي الذي كانن من المفترض وفق خطة الطوارئ الحكومية أن يتواجدوا على أبواب المدارس، منعاً لأي اشكالاتٍ قد تحصل بين النازحين أو بينهم وبين المجتمع المضيف، علماً أنّ وزير الداخلية بسام المولوي أطلّ في مؤتمر صحافي تحدّث فيه عن إمكانية تكليف قوى الأمن بمهمة تسلّم وتنظيم مراكز النزوح، فيما أولئك العناصر أنفسهم غابوا عن الطرقات وعن دورهم الأساسي في تنظيم حركة السير حين علقت العائلات لساعات طويلة على أوتوستراد الجنوب. وتحاول الشرطة البلدية في البلدات التي تستضيف نازحين، حراسة المدارس التي تحوّلت إلى مراكز إيواء.

وتبقى المعضلة التي لا بظهر أن حلّها قريب متمثلةً بانقطاع التيار الكهربائي ليلاً عن غالبية المدارس. ففيما قرر بعض مدراء المدارس تشغيل المولدات الخاصة ليلة أمس وأول من أمس، مستخدمين ما لديهم من مخزون من مادة المازوت، يرفع هؤلاء الصوت محذرين من نفاد المازوت. وسط معطيات عن إعطاء الحكومة الأولوية في توزيع المازوت للمستشفيات والمخابز.

في خلاصة يوم النزوح الأول والطويل، تُرك النازحون لمصيرهم، بين دولةٍ عاجزة وجمعيات دولية متواطئة. وحده التضامن الاجتماعي والمبادرات الاهلية كانت كفيلة بتخفيف فاتورة النزوح القاسية.