النقيب الحسن للمحامين الجدد

النقيب الحسن للمحامين الجدد

النقيب الحسن للمحامين الجدد في يوم المحامي: فرحتكم ممزوجةٌ بالألم الذي يعيشه أهالي الشهداء في لبنان وفلسطين وأوجاع الجرحى وغصة أهلنا الذين أُخرجوا من ديارهم بغير حق لكأنها إشارة أن ثوب المحاماة يلبسنا لبوس الحق والعدل في الفضاء الكبير حيث يستوي الحق الخاص والحق العام وحق الوطن في وجه عدوه الصهيوني وحق المواطن في العيش الكريم والكرامة والحرية والمواطنة


بمناسبة يوم المحامي وبدعوةٍ من نقيب المحامين في طرابلس سامي مرعي الحسن وأعضاء مجلس النقابة الأساتذة: مروان ضاهر، إبراهيم حرفوش، جمال اشراقيه، باسكال أيوب ومحمود هرموش ، أقسم المحامون المنتسبون الجدد الى النقابة يمين المحاماة، بحضور وزير الإعلام زياد مكاري، الرئيس الأول لمحاكم الإستئناف في الشمال القاضي سنية السبع والقضاة : سهى الحسن، تراز مقوم، لطيف نصر، طارق صادق، النقباء السابقين : أنطوان عيروت، ميشال الخوري، فهد المقدم، محمد المراد، ماري تراز القوال، مدير مركز التدرّج والتدريب الدكتور محمد ملص، مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية الفرع الثالث البروفسور خالد الخير،وعدد من المحامين ومحامين متدرجين والأهالي وذلك في القاعة الكبرى في دار النقابة.


وترأس جلسة حلف اليمين في محكمة الإستئناف المدنية في الشمال الرئيس الأول لمحاكم الإستئناف في الشمال القاضي سنية السبع، والمستشارين: رانيا الأسمر والياس ابي عساف، ورئيس قلم المحكمة كارلا أمين، حيث كان للرئيسة الأولى كلمةً شددت فيها على دور المحامون في لبنان الذي سيُشكلون دعامة أساسية في حماية الحق وتحقيق العدالة في ربوعه، فوطننا جريح ويُريدون له الموت والزوال، ولكن وبإذن الله وبهمة الشباب الواعد لن يُصيبه الوهن، ونحن متكلون على الجيل الصاعد للمحافظة على وحدته وأمان مواطنيه كافةً بإذن الله".


ثم تلت الرئيسة السبع اليمين، ليُرددها وراءها المتدرجون الجدد، وينطلقوا في مسيرتهم المهنية والنقابية.


لينتقل بعدها المتدرجون الجدد الى القاعة الكبرى في حرم النقابة، حيث كانت البداية مع النشيد الوطني، ثم نشيد النقابة، فدقيقة صمت عن أرواح شهداء فلسطين ولبنان، ليُلقي بعدها مفوض القصر الأستاذ جمال اشراقية كلمةً جاء فيها :" تستوقِفنا مناسبةُ القَسَم للزملاء الأعزاء الجُدُد في قاعةِ المحكمة برئاسة سعادة الرئيسة الاولى القاضية سنية السبع والسادة القضاة ،وفي هذا العام نجتمع في أصعبِ واقعٍ يمرُّ على وطننا لبنان، ولأنّ دورةَ الحياةِ لا تتوقف، والأملَ لا يكلُّ ولا ينضَب، ولأنّ العدالةَ ميزانُ النَّجاةِ الذي لن ينحني أو يضمحلّ بالرّغم من المآسي، ولأنّنا في نقابةِ طرابلس نحظى برعايةِ رمزِ الرّأفة والحنانِ والعطف، التي تبذُل من جُهدها ووقتِها وراحتِها، وتقدّمُ بشجاعةٍ نادرة، لن نفقد الأملَ بالنّجاة، وسنظلُّ نقاوِمُ ونسعى في سبيل الحقِّ والحريةِ والعدالة، قصدتُّ بكلامي "سعادة الرئيسة الاولى القاضية سنيّة السبع" السيدةَ الفاضلة الناصعةَ النَّـقاء، والتي تتجاوزُ كلَّ حواجز حصلت أو ستحصل لنظلَّ معاً روحاً واحدةً في جسدِ القضاءِ والمحاماة، شكراً لكم وللسادة القضاة ترؤسُكم هذا الاحتفال، ولسعادةِ النّقيبِ المقاومِ الوفيّ في الظروفِ الصّعبة، رُبّانِ السفينةِ شكراً له ولمجلسِ النّقابةِ للإبحار بالنقابة وإيصالها الى شاطئ ِالأمانِ".


وتابع:" أيُّها الزّميلاتُ والزُّملاءُ الجُدُد، اليومُ يومٌ آخَر، وليس الأخيرُ، بل الأولُ في مسيرتِكم الجديدة، تقسِمون اليَمين، وترتَدون رداء المحاماة المزرَّر أصولاً، وتتكلَّلون بإكليلِ الأمانة، من بيوتِكم خرَجْتُم، وإلى مسرحِ الحياةِ وَصَلتُم، كونوا خيْرَ مُمَثِّلٍ لتربِيَتِكم، ولا تمثِّلوا أدواراً لا تَليق بمَهَمَّتِكُم، ولا تعثُروا بالعَثَرات، بل تَرَفَّعوا بِالرَّفْعَةِ والمَهابَة، إنّ احترامَ المهنةِ، وشرفِها، والعدالةِ ورجالاتِها، هي قمّةُ الرِّفْعَة واعلموا أنّ المحاماة والحريّة توأمان والحريةُ مقيَّدةٌ بِالقانون، والقانونُ عمادُ الوطن، بدونه لا أمنٌ ولا أمان، واعملوا على نهلِ العلمِ من مصادرِه، واعلموا أنّ النّقابةَ بحاجةٍ إلى رجالٍ، يواصلون مسيرةَ البناءِ بالاستقامة واللياقةِ والعلم".


وختم:" اليوم، وأنتم تدخلون هذا العالمَ بحماسٍ وتفانٍ، ندعوكم لِأن تتذكروا أنّ مهنتَكُم تتطلّبُ منكم الكثيرَ من العلمِ، الالتزام، والنّزاهة. لا تنسَوْا أبداً أن العدالةَ ليست مجرّدَ غاية، بل هي وسيلةٌ لإحقاقِ الحقِّ وضمانِ المساواة، نأملُ أن تكونوا مثالاً يُحتذى به في النّزاهةِ والمناقبيّة، وأن تحملوا هذه المسؤوليّةَ بثقةٍ ووعي ٍلما تحمله من تحدّيات وآمال، أتوجّه بالتّحيّةِ لأهلكم الذين ضحّوا وصبروا لإيصالكم إلى المراتب الرفيعة المُبتغاة وإلى اعتماد رسالة المحاماة النبيلة، شكراً لكم سعادة الرئيسة الاولى والسادة القضاة، شكراً سعادة النقيب وأعانكم الله على حملِ المسؤوليّةِ مع أعضاءِ مجلسِ النّقابة، ولن أنسى الشكر للزميلين محمود هرموش ومروان ضاهر، اللذيْن يغادران المجلس على ما قدّماه، رحمَ اللهُ شهداءَ فلسطين ولبنان، وأنقذ لبنانَنا وحماه،عشتُم وعاش لبنان عاشت نقابة المحامين في طرابلس".


والختام بكلمةٍ للنقيب الحسن جاء فيها :" زميلاتي وزملائي الجدد، قدركم أن تدخلوا ديوان العدل في زمن المحنة الكبرى للعدالة في وطننا المعذب؛ من جنوبه الصامد، حيث تصحو الشمس باكرا لتحث الخطى من أعالي جبل الشيخ نزولا إلى سفوح جبل عامل إلى البقاع، حيث تحزم الشمس متاعها عند الغروب إلى بيروت التي تسلم أمرها لله في جوف ليلة القدر، وتلهج بالصلاة إلى أن يسكن صوت العدوان عند الفجر، فيسمع بكاء طفلة في مركز إيواء، كم يؤلمنا أن تكون محنة العدل أكبر من أن يتسع لها ديوان العدالة!"


وتابع:" أعلم أن فرحة الدخول إلى رحاب المهنة، وفرحة الانتساب إلى نقابتكم، نقابة المحامين في طرابلس والشمال، تمتزجان بالألم الذي يعيشه أهالي الشهداء في لبنان وفلسطين، وأوجاع الجرحى، وغصة أهلنا الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق، لكأنها إشارة إلينا أيها الزملاء، أن ثوب المحاماة يلبسنا لبوس الحق والعدل في الفضاء الكبير، حيث يستوي الحق الخاص والحق العام، وحق الوطن في وجه عدوه الصهيوني، وحق المواطن في العيش الكريم والكرامة والحرية والمواطنة.


وأضاف:" إن شرف هذا الثوب المهيب هو شرف الأمانة التي أشفقت من حملها السماوات والأرض والجبال، الأمانة تجاه المهنة وآدابها وتقاليدها، والأمانة تجاه القانون والأخلاق، والأمانة تجاه القضاء ورجاله، والأمانة تجاه الوطن وأمنه وسلامته، فإن الأمانة هي إزميلكم الذي به وحده تحفرون في صخرة القانون، فلا تكسركم بقسوة النص، ولا تكسروها بالتجاوز على روحه ومقاصده، وتلك هي رسالتنا إلى أهل القضاء، بأننا يا سادة العدل، ننحت في صخرة واحدة، فما أحوجنا إلى توحيد المعايير في تطبيق القانون، حتى لا يتسع نطاق الاجتهاد والتأويل إلى حد ينال من وحدة التشريع ووضوحه".


وختم:" زميلاتي وزملائي المحامين والمنتسبين الجدد، وأنتم تحتفلون معنا بعيدكم الجديد، يوم المحامي، لتطلقوا به مرحلة جديدة من حياة المهنة والرسالة، كونوا على ثقة واعتزاز بأن نقابتكم هي الصرح الذي تترسخ في أركانه تقاليد مهنتكم ورسالتكم، وستظل حامية حقوقكم، وصوتكم، ودرعكم، وبيتكم الجامع لأسرتنا الكبيرة من كل الأجيال ، من الرعيل الذي ننهل من فقهه القانوني، إلى الزملاء المجدين الذين تضج بحيويتهم قصور العدل، إلى كل النقباء وأعضاء مجلس النقابة الذي تعاقبوا فيها، وأعطوها من حرصهم وحبهم وشغفهم، ستجدون فيهم جميعا أسرة يجمعها الاجتهاد والأمانة والحرص على نقاء ثوبنا المهيب، فأهلا بكم إلى صرحكم وأسرتكم، وهاتوا إلينا شغفكم".