غموض وشبهات ترافق وفاة الملحن محمد رحيم
صدم الوسط الغنائي والموسيقي المصري والعربي بخبر رحيل الملحن والموزع محمد رحيم عن عمر يناهز الـ45 عاماً، بعد إصابته بذبحة صدرية استلزمت دخوله المستشفى حيث خضع لعملية تركيب دعامات وإجراء قسطرة .
وفي موقف لافت، أعلن الدكتور طاهر رحيم شقيق الملحن المصري الراحل ، تأجيل جنازته والتي كانت مقررة ظهر يوم السبت حتى إشعار آخر. لكن جرى تشييعه نهار الأحد.
وحسب ما ذكر أحد أفراد الأسرة لوسائل إعلام مصرية فإنه تم اكتشاف وجود زرقان شديد بالوجه، وخروج دم من الأنف، وجروح بكف اليد اليمنى، وآثار كدمات بالساق اليسرى.لكن زاد التضارب والغموض أكثر بعد إعلان زوجة الملحن الراحل عن تشييع جثمان زوجها وبشكل طبيعي بعد صلاة العصر.
وأعلن عدد كبير من الفنانين عن حزنهم للخبر الصادم ، كما نعاه تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في السعودية.
وكشف أحد أصدقاء الفنان الراحل في تصريحات لـ"العربية . نت" ، أن محمد رحيم عانى في الفترة الأخيرة من أزمة نفسية، وكان يشكو من تجاهل وتهميش بعض زملائه في الوسط الفني وعدم الإهتمام .. ورغم تلقيبه بـ"بليغ حمدي الجيل" ، فانه لم يحصل على حقه المعنوي والأدبي من بعض النجوم الذين تعاون معهم وقدم لهم ألحاناً صنعت النجاحات . . إذ لم يهتم أحد منهم – على حد ما نقل الصديق – ويذكر إسمه في الحفلات الغنائية التي يحضرها الآلاف من الجماهير، أو البرامج التلفزيونية التي تستضيفهم ليتحدثوا عن إنجازاتهم الموسيقية الكبيرة، رغم أنه كان سببا رئيسيا وراء تلك الإنجازات.
كما أضاف المصدر أن رحيم كان يشعر بالحزن الشديد عندما يجد الفنانين يصطحبون الشعراء والملحنين الذين يتعاونون معهم ويقدمونهم للجمهور في الحفلات، ويسمحون لهم أن يؤدوا معهم بعض الوصلات الغنائية، كنوع من العرفان بالمجهود الذي يبذله الملحنون من أجل تحقيق النجاح والشهرة لزملائهم النجوم. وكان رحيم يتساءل دائماً "لماذا لم يفعل معي هؤلاء النجوم مثلما يفعلون مع زملائي؟! هل أنا أقل منهم موهبة أم أنني رجل طيب لا يهتم المطربون بغضبي؟!".
وقد تفاقم الأمر مع رحيم – حسب تأكيد الصديق - فكان سبباً في إصابته بذبحة صدرية في يونيو الماضي، ودخل على إثرها إلى المستشفى وظل راقداً بغرفة العناية المركزة لعدة أيام، قبل أن يتعافى ويخرج ليكمل مسيرته الفنية وألحانه التي يعشقها. غير أنه أوضح أن رحيم تملكه الإحباط واليأس خلال الأيام الأخيرة، فقرر اعتزال التلحين وترك الوسط الفني بشكل كامل والسفر إلى فرنسا ليعمل بأي مجال آخر، إلا أنه بعد طلب الجمهور منه العودة إلى فنه معبراً له عن حبه وتقديره له بكى بحرقة شديدة وتراجع عن قراره.
وشُيّعت جنازة الملحن محمد رحيم امس الأحد، بحضور عدد من الفنانين، بينهم: محمد منير وتامر حسني ومحمد حماقي وجنّات وحميد الشاعري ولقاء سويدان وحسام حسني ولؤي ومحمد سراج ومي فاروق ومحمد العمروسي وأحمد زاهر وغيرهم .
وخلال مداخلة هاتفية مع برنامج "حضرة المواطن"، الذي يقدّمه الإعلامي سيد علي عبر قناة "الحدث اليوم"، تحدثت مدرّبة الأسود أنوسة كوتة أرملة الملحن الراحل محمد رحيم، عن مصير أعماله الفنية التي لم تبصر النور، مؤكدةً أن اسمه سيظل يتردّد في الوسط الغنائي. وقالت: "الأستوديو بتاع رحيم إن شاء الله أنا اللي هكون متولّية الموقف، لو أي حد من إخواتنا الفنانين كلهم له أغنية المفروض تنزل أنا هسعى لده". وتابعت: "اسم محمد رحيم هيفضل موجود، وهتفضل شهرته جوا وبرا مصر، وربنا يقدّرني وأقدر أردّ له 1% من اللي عمله لنا كلنا، لأنه موسيقار عالمي مش موسيقار عادي".