اللبنانيون المحبون للحياة سيسهرون في الأعياد…
الحفلات والسهر هواية لبنانية قديمة، ولكن المفارقة هذا العام هي أن الموسم يأتي بعد فترة قليلة من قرار وقف إطلاق النار بين لبنانوإسرائيل. فكيف سيكون الإقبال على حفلات الأعياد هذا العام؟
يقول نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والباتيسري والملاهي في لبنان، طوني الرامي لـ”النهار”: أرى أن هذا الموسم مجرد بارقة أمل. اليوم، أصحاب المؤسسات السياحية، خاصة في قطاع المطاعم والحفلات، ينظرون إلى المستقبل بنظرة بعيدة الأمد. لقد مللنا من المواسم السياحية التي تتبعها دائماً العودة إلى إدارة الأزمات. نحن نعيش منذ خمس سنوات أزمات متتالية تشمل أزمات مالية، اقتصادية، اجتماعية، وسياسية، والآن أزمة حرب واقتصاد حرب، وهو الأسوأ من الحرب نفسها”.
وأضاف الرامي: “الشعب اللبناني اليوم يعاني من ضعف أو انعدام القدرة الشرائية. هناك من يحتاج إلى إصلاح الأضرار التي لحقت به أو تعويض خسائره من الحرب”، وأكد أن القطاع السياحي “بات من الكماليات، مع الأسف، خصوصاً أن الأولويات حالياً مختلفة؛ فنحن بحاجة إلى بناء لبنان جديد يستند إلى اقتصاد مالي مصرفي مستقر، فليس هناك اقتصاد بلا مصارف، إضافة إلى استقرار اجتماعي وانتظام الدولة من خلال رئيس جمهورية وحكومة تقوم بإصلاحات وإعادة إعمار”.
وأشار الرامي إلى أن هذا الموسم تحديداً قد يكون متوسطاً إلى مقبول وقصير المدى، حيث يمتد فقط بين سبعة إلى عشرة أيام.
وأكد الرامي أن الظروف الحالية تجعل الأولوية لدى الناس إصلاح منازلهم، دعم أقاربهم، أو تعويض خسائرهم، قبل أن ينفقوا على السياحة أو التسوّق.
من جهته، أكد هشام صليبي، مدير في ملهى “Raw Beirut”، أن الحجوزات جيدة هذه الفترة، رغم أنها يمكن أن تكون أفضل بكثير، ولكن لا يمكننا إلا أن نبقى متفائلين. “لا فائدة من التشاؤم”.
وأضاف صليبي أن أسعار تذاكر الطيران مرتفعة جداً، وهذا يشكّل عبئاً كبيراً على المغتربين الراغبين في قضاء الأعياد مع عائلاتهم.
أما المواطن سامي الزين فقال: “رغم كل الظروف الصعبة، لم أتوقف عن السهر. طوال فترة الحرب كنت أذهب إلى الأماكن التي كانت تفتح أبوابها”. وأضاف: “الشعب اللبناني هو أكثر شعب محب للحياة، ومحب للسهر خاصة. يُعدّ لبنان من أفضل البلدان التي تتمتع بالحياة الليلية.
وحال سامي هي حال كثيرين يرفضون الرضوخ للواقع الأليم، ويتمسكون بحب الحياة. وهذه ميزة اللبناني. يذكر ان نحو مئة مطعم تفتح ابوابها في بيروت وجبل لبنان، وهي اما استثمارات جديدة او اعادة افتتاح بعد التجديد. وهذا مؤشر ايجابي بالتأكيد.
زهير غدار – “النهار”