تحضيرات خجولة لوداع العام 2024 والتعويل على المغتربين
تبدو الاحتفالات بموسم الأعياد، هذا العام، مختلفة نسبياً عن السنوات الماضية. صحيح أن شوارع العاصمة تلألأت بالإضاءة والزينة ككل عام، والشوارع العامة تشهد ازدحاماً خلال فترة بعد الظهر ومساء، إلا أن ذلك، لا ينفي أن هذه المظاهر لا تزال خجولة نسبياً مقارنة مع السنوات الماضية إن لجهة الفاعليات أو المهرجانات أو لجهة تعاطي بعض البلديات والمناطق المتضررة بسبب العدوان الإسرائيلي مع موسم الأعياد، والاستعدادات لاستقبال العام الجديد. الأجواء العامة انعكست مباشرة على الوضع السياحي عموماً وعلى المؤسسات السياحية بشكل خاص ورغم ذلك، يسعى العديد من أصحاب المؤسسات السياحية ومتعهدي الحفلات، وحتى المواطنين لوداع العام 2024 واستقبال 2025 بالاحتفال بطرقهم الخاصة٥
تجهيزات واستعدادات
بدأت الكثير من المطاعم والفنادق بالتجهيز لاستقبال العام الجديد، عبر تقديم برامج فنية وغنائية، حتى أن متعهدي الحفلات الفنية والغنائية سارعوا بعد إعلان وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل في السابع والعشرين من تشرين الثاني إلى وضع كافة التجهيزات مع عدد من الفنانين اللبنانيين لإحياء ليلة رأس السنة. ويرى القيمون على القطاع السياحي، أنه وعلى الرغم من التأخر بالتحضيرات، إلا أن الأسبوع الأخير من العام قد يحرك بعض الجمود، في ظل بدء وصول المغتربين إلى البلاد.
ويقول منير الحلو، أحد متعهدي الحفلات الفنية في حديث لـ”المدن”:” حاولنا تقديم بعض البرامج الفنية والغنائية في الأيام العشرة الأخيرة من العام 2024، كمحاولة لكسر حلقة الجمود، خاصة في المطاعم والمقاهي، التي كانت المتضرر الأكبر من العدوان الإسرائيلي على لبنان”. ويضيف الحلو، الأسعار “تبدو مناسبة مقارنة مع البرامج الفنية المقدمة، تبدأ الحفلات من 60 دولاراً وتصل إلى 300 و400 دولاراً للفرد الواحد، بحسب نوعية البرنامج الفني، والمطربين الذين سيحيون الحفلات حتى ليلة رأس السنة”. ويأمل أن يتبدل الوضع السياحي مع بداية العام الجديد، خاصة مع بدء موسم التزلج.
أهلية بـ “محلية”
يصف نقيب أصحاب المؤسسات السياحية البحرية جان بيروتي الوضع بالمقبول مقارنة مع ما كان عليه قبل شهرين، لكنه يرى بأن فترة عيدي الميلاد ورأس السنة عموماً، تمثل فرصة مهمة للقطاع السياحي في لبنان، الذي لا يزال متأثراً من تبعات الحرب الإسرائيلية. يقول لـ “المدن”: تختصر مظاهر الأعياد على بعض الزينة في المناطق اللبنانية والاحتفالات التي تقيمها البلديات بشكل محدود”. ويضيف “من المرجح أن عودة مظاهر الاحتفالات إلى لبنان تحتاج إلى المزيد من الوقت، خاصة وأن لبنان لا يزال ضمن مهلة الـ 60 يوماً الخاصة بوقف إطلاق النار، وقد يكون هناك مخاوف من بعض الخروقات الإسرائيلية، ناهيك عن الدمار الذي لحق ببعض المناطق، قد أثر على مظاهر الاحتفالات”.
يعتقد بيروتي أن الوضع سيتحسن تدريجياً، وقد يشهد لبنان عودة بعض السياح العرب، من العراق والأردن بعد السابع والعشرين من كانون الأول، لافتاً إلى أن قرارات وقف الطيران فوق الأجواء اللبنانية قد لعب دوراً سلبياً في عودة بعض السياح، ولذا تقتصر مظاهر العيد حالياً على المغتربين بالإضافة إلى اللبنانيين المقيمين.
فاعليات ضعيفة
تعتبر نهاية العام فرصة للتجار وأصحاب المشاريع الصغيرة والمؤسسات لتحقيق بعض المكاسب، إلا أن هذا العام، تبدو الفاعليات الخاصة بانتهاء العام ضعيفة نسبياً، خاصة في المناطق التي تعرضت بشكل مباشر للعدوان الإسرائيلي سواء في الجنوب أو البقاع، إذ لم تشهد تلك المناطق فاعليات واسعة النطاق، وانحصرت بما تقوم به البلديات من نشاطات كل مساء، اقتصرت على بعض العروض الغنائية، أو المسرحية، أو حتى نشاطات بسيطة للأطفال. تقول فادية الخوري (موظفة وأم) من منطقة جزين في جنوب لبنان بأن الاحتفالات هذا العام لا تزال خجولة، في ظل وجود مناطق متضررة من العدوان، وتهجير عدد من السكان، إلا أن ذلك، لا يعني أن اللبناني لا يبحث عن فرص للاستمتاع بالأعياد. تضيف” منذ 20 كانون الأول، بدأت تختلف الحركة السياحية في المنطقة، وتشهد الشوارع بعض الازدحامات مساء وخاصة في نهاية الأسبوع.
وتقول الخوري “رغم الظروف المحيطة، والخروقات الإسرائيلية المتكررة، إلا أننا سنحتفل بسهرة رأس السنة، في المنزل مع العائلة والأصدقاء”. بالنسبة لها تلعب الظروف الاقتصادية، دوراً في خيارها هذا، إذ تصل تكاليف السهرة في المنزل وفق الخوري إلى ما بين 400 الى 500 دولاراً لعائلة مكونة من 10 أفراد، وهو سعر تراه مناسباً جداً.
عائلات عديدة تفضل قضاء ليلة رأس السنة في المنزل، لا ينوي محمد الزعتري (34 عاماً) قضاء ليلة رأس السنة خارج المنزل كما اعتاد منذ سنوات، ويفضل هذا العام البقاء في المنزل والاكتفاء بتحضير سهرة تضم أفراد أسرته للاحتفال بانتهاء العام وبداية عام جديد”. بالنسبة للزعتري، فإن الأوضاع السياسية والأمنية وتحديداً في منطقة صيدا لا تزال طاغية على المشهد العام، لذا، يرى بأن الاحتفال في المنزل، سيكون أكثر أمناً.