أمسية للمركز الثقافي الفرنسي في صيدا عن مناقشة كتاب "بيروت بالرغم من كل شيء"

نظم المركز الثقافي الفرنسي، أمسية ثقافية في خان قصر صاصي الأثري في صيدا القديمة لمناقشة كتاب " Beirouth malgré tout - بيروت بالرغم من كل شيء " باللغة الفرنسية والذي اعدته الصحافيتان صوفي جينيون وكلويه دوما، وصمم رسوماته كمال حكيم وجرى إصداره في 17 تشرين 2024. ويتمحور الكتاب حول شخصية الطبيب الإنساني الراحل المتخصص في طب الأطفال الدكتور روبير صاصي الذي كرس حياته ومهنته في معالجة ومساعدة أطفال الفقراء والمحتاجين وقام بتأهيل مبنى قسم معالجة الأطفال في مستشفى الكرنتينا الحكومي قبل ان يتضرر المستشفى بشكل كلي في انفجار مرفأ بيروت في اربعة آب وقد اتخذت الصحافيتان جينيون ودوما شخصية الدكتور صاصي منطلقا للحديث عن ابرز المحطات التاريخية التي شهدها لبنان منذ حقبة الخمسينيات مرورا بالحرب الاهلية وصولا إلى ثورة 17 تشرين وانفجار مرفأ بيروت، فيما صمم كمال حكيم رسومات الكتاب بطريقة شريط مصور.
حضر الأمسية سفير فرنسا في لبنان هيرفي ماغرو والملحقة الثقافية في السفارة، المطران ايلي حداد وممثلون عن المركز الثقافي الفرنسي في صيدا وشخصيات ومهتمون، وكان في استقبالهم رئيس مؤسسة صاصي أنطوان صاصي وعقيلته نيكول.
وناقشت جينيون وحكيم خلال الأمسية كتاب " بيروت بالرغم من كل شيء " وكيف انطلقت فكرة الكتاب اثناء قيامهم بتصوير تحقيق حول تداعيات انفجار مرفأ بيروت والدمار الهائل الذي خلفه خصوصا في مستشفى الكرنتينا الحكومي حيث كان لقاؤهم مع الدكتور روبير صاصي بعدما لمسوا دوره الإنساني الكبير في اعادة تأهيل المستشفى ودوره في معالجة الاطفال المحتاجين ليقرروا تناول شخصيته في الكتاب كمنطلق للتحدث عن الاحداث التاريخية التي شهدها لبنان في حقبة الخمسينيات مرورا بالحرب الاهلية وصولا إلى الأزمة الاقتصادية عام 2019 وانفجار مرفأ بيروت في اربعة اب.
وتحدث على هامش اللقاء السفير الفرنسي في لبنان هيرفي ماغرو حيث عبر عن مدى تأثره لوجوده في خان صاصي الأثري وكيف تعرف على الدكتور روبير صاصي خصوصا ان فرنسا شاركت باعادة اعمار مستشفى الكرنتينا، معتبرا ان "الكتاب الذي تم مناقشته في اللقاء وكتب باللغة الفرنسية لان هناك علاقات تاريخيّة بين فرنسا ولبنان، وهناك تقارب بين الفرنسيين واللبنانيين ومعبرا في الوقت نفسه عن سعادته لوجوده في هذا المكان التاريخي في صيدا وقيمة صيدا التاريخية".
كما تحدث رئيس مؤسسة صاصي أنطوان صاصي معتبرا ان "بيئة التعايش والانفتاح التي تربوا عليها ضمن العائلة كانت اساس في تكوين شخصيته وشخصية شقيقه الدكتور روبير صاصي الذي اندفع كطبيب لمساعدة ومعالجة الاطفال الفقراء ومن هنا اتت فكرة هذا الكتاب"، معبرا عن فخره بأن "الجذور تعود إلى صيدا مدينة العائلة ومحط أجيالها"، مضيفا "صيدا اهم نموذج تعايش يحتذى به وأعتقد ان هذه اهم نقطة لمستقبل لبنان إذا لم نقتد بهذا النموذج فلا يوجد لبنان واذا الشعب لم ينفتح على التعايش بين الجميع لا نصل إلى مكان واعتقد ان هذه اهم رسالة أوصلها الكتاب الذي تم مناقشته اليوم".
كما وكانت كلمة للدكتور هيثم الغوش على هامش اللقاء قال فيها: "في كل مرة احضر فيها نشاط ينظمه المركز الثقافي الفرنسي يأخذنا إلى نوعية ثقافية معينة لا يمكن إلا وان نشعر بالغبطة خصوصا ان هذا الموضوع يدور عن الحرب اللبنانية وقصة طبيب واندفاعه للأطفال ومعالجة الأطفال واندفاعه إلى مستشفى الكرنتينا".
واضاف: "هناك بعد إنساني وبعد تاريخي وبعد ادبي وبعد فني في خلطة غريبة عجيبة في كتاب واحد وأمسية واحدة وهذا الذي جعلني اشعر بهذه الغبطة وأبعد من الكتاب شعرت ان هناك بعدا فلسفيا وثقافة عميقة للذي كتب الكتاب ورسم الرسومات".