لماذا السويداء

السويداء ليست مجرّد مدينة سورية، بل نقطة ارتكاز في مشروع جغرافي–سياسي أكبر بكثير، مشروع يُعرف باسم "ممر داوود".
ما هو "ممر داوود"
هو ممر استراتيجي تسعى "إسرائيل" لتكوينه، يبدأ من الجولان السوري المحتل، مرورًا بدرعا والسويداء، وصولاً إلى منطقة التنف حيث القاعدة الأمريكية ثم يمتد شرقًا إلى المناطق الكردية حليفة لواشنطن، ثم يعبر إلى أربيل في العراق ويلامس الحدود التركية.
ممر بطول مئات الكيلومترات يربط إسرائيل بالخليج وآسيا الوسطى، ويفتح لها بوابة جديدة نحو أوروبا.
لماذا هو مهمّ؟
لأن هذا الممر – ببساطة – قد يُغني "إسرائيل" عن قناة السويس، ويُهدّد خط الحرير الصيني، ويُحوّل إسرائيل إلى حلقة مركزية في سلاسل نقل البضائع بين الخليج وأوروبا.
المشروع جزء من ترتيبات ما بعد التطبيع، حيث تمر البضائع من الخليج إلى الموانئ الإسرائيلية، ثم تشحن إلى أوروبا برًا أو بحرًا.
لماذا السويداء بالتحديد؟
لأنها تقع مباشرة في قلب هذا الممر.ولأنها آخر عقدة ديمغرافية وجغرافية قبل الوصول إلى التنف.. ولأنها تُشكّل حزامًا فاصلًا بين الجنوب السوري والمناطق الشرقية، حيث الوجود الأمريكي والكردي.
أين المشكلة؟
وجود السُنّة على مقربة من هذا الممر يُعتبر – في العقيدة الأمنية الإسرائيلية – عامل قلق دائم، وخشية من نشوء مقاومة مستقبلية..
ما يجري في السويداء هو جزء من مشروع جيوسياسي ضخم، يُراد له أن يُعيد رسم خرائط التجارة والطاقة والنفوذ في المنطقة.
ومَن لا يرى الصورة الكاملة، سيبقى يظن أن السويداء أزمة داخلية، بينما الحقيقة أنها عقدة في خريطة داوود.