ماريان إليتش.. من تعبئة الملح والفلفل إلى عالم المليارات

ماريان إليتش.. من تعبئة الملح والفلفل إلى عالم المليارات


قبل أن تصبح من بين أغنى النساء العصاميات في أميركا، كانت ماريان إليتش فتاة صغيرة تعمل في مطعم والدها، حيث كانت تُعيد تعبئة موزعات المناديل وعلب الملح والفلفل على الطاولات. لم تكن تدري حينها أن هذه المهام البسيطة ستكون أولى خطواتها في طريق بناء إمبراطورية غذائية عالمية. تلك البداية المتواضعة غرست فيها قيمة العمل الجاد، والتي رافقتها لاحقًا في تأسيس سلسلة "ليتل سيزرز" للبيتزا، التي أصبحت مصدر ثروتها الهائلة البالغة 6.9 مليارات دولار، لتصيح ثالث أغنى امرأة عصامية في أميركا وفقاً لقائمة فوربس .

البداية المتواضعة: من مطعم والدها إلى تأسيس "ليتل سيزرز"

وُلدت ماريان إليتش عام 1933، وبدأت رحلتها في عالم العمل من سن مبكرة داخل مطعم والدها، حيث كانت تعبئ موزعات المناديل وعلب الملح والفلفل. وبعد ذلك، عملت في مجال البيع بالتجزئة، ثم كموظفة حجز في خطوط دلتا الجوية،وفقاً لموقع إيليتش هولدينغز الإلكتروني.

لكن نقطة التحول الكبرى جاءت بعد زواجها من مايكل إليتش، حيث قرر الزوجان استثمار مدخراتهما لافتتاح أول فرع لمطاعم "ليتل سيزرز"

في غاردن سيتي بولاية ميشيغان عام 1959. وبعد ثلاث سنوات فقط، بدأوا العمل بنظام الامتياز، وسرعان ما توسعت السلسلة بشكل كبير.

اليوم، تحقق السلسلة مبيعات سنوية تقدر بـ 5 مليارات دولار، وتمتلك آلاف الفروع حول العالم، 80% منها تعمل بنظام الامتياز.

تولت ماريان رئاسة مجلس إدارة "إليتش هولدينغز"، وهي الشركة العائلية التي تدير ليتل سيزرز، بعد وفاة زوجها عام 2017. ورغم تجاوزها سن التسعين، ما زالت إليتش تعتبر من أبرز الأسماء في عالم الأعمال الأميركي.

استثمارات في ديترويت.. من الرياضة إلى الفنادق

لم تقتصر طموحات عائلة إليتش على المطاعم، بل امتدت إلى دعم الاقتصاد المحلي لمدينة ديترويت. في عام 1982، اشترى الزوجان فريق الهوكي الشهير ديترويت ريد وينغز مقابل 8 ملايين دولار، ثم فريق البيسبول ديترويت تايغرز عام 1992 مقابل 85 مليون دولار.

كما استحوذا على مسرح فوكس التاريخي في وسط المدينة عام 1987، واستثمرا 12.5 مليون دولار في ترميمه. وتوسعت استثمارات العائلة لاحقًا لتشمل بناء "ليتل سيزرز أرينا"، لكن بعض مشاريعهم المثيرة للجدل مثل خطة التطوير المحيطة بالأرينا بقيمة 200 مليون دولار أثارت تساؤلات حول تأثيرها على سكان المدينة،وفقا لشبكة "CNBC".

روح العطاء.. دعم سري لأيقونة الحقوق المدنية

عرفت عائلة إليتش بمساهماتها الخيرية التي لم تكن دائمًا تحت الأضواء. من أبرزها، قيام مايكل إليتش سرًا بدفع إيجار روزا باركس، أيقونة الحقوق المدنية، خلال التسعينيات، بعد انتقالها إلى شقة في ديترويت. وقال القاضي الفيدرالي دامون كيث: "يجب أن يعرف الناس ما فعله مايك إليتش، لأنه يرمز إلى ما قدمه دائمًا لمدينتنا".

توسع جديد في عالم الأعمال

في عام 2005، قامت ماريان بشراء حصص شركائها في فندق كازينو موتور سيتي مقابل 525 مليون دولار، لتضيف إلى محفظتها الاستثمارية مشروعًا جديدًا يعزز مكانتها كواحدة من أقوى سيدات الأعمال في أميركا.

رغم ثروتها الهائلة، بقيت ماريان إليتش بعيدة عن الأضواء معظم حياتها، مفضلة العمل في صمت. لكنها اليوم تُعد نموذجًا للمرأة العصامية التي صنعت ثروتها من الصفر، وخلّدت اسمها في سجلات المليارديرات بفضل المثابرة، والشراكة، وحب المدينة التي نشأت فيها.

ماريان إليتش ليست مجرد سيدة أعمال ناجحة، بل قصة ملهمة عن كيف يمكن لطموح بسيط أن يتحول إلى إرث عالمي.