الذكرى الخامسة لتفجير مرفأ بيروت

الإعلامي محمد صيداوي | موقع اعلاميو الميناء
مرت خمس سنوات على التفجير الذي غير وجه بيروت ولا تزال الجراح تنزف في قلب العاصمة لم تكن تلك اللحظة مجرد حادث عابر بل كانت يوماً قاسياً امتزج فيه الألم والدماء حيث سقط شهداء أبرياء كانوا يسعون وراء رزقهم في وطن لا يستحق هذا الوجع والفقد
بيروت التي كانت وما زالت رمزاً للصمود عاش أهلها لحظات مريرة من الدمار لكنهم برهنوا على أن هذه المدينة لا تموت لم تكن هذه كارثة حرب أو نزاع داخلي بل كانت لحظة غدر لم يتوقعها أحد حملت معها آلاف الأسئلة التي لا تزال تبحث عن إجابات
وبالرغم من كل هذا الألم تبقى بيروت حية في قلوبنا وستظل رمزاً للمقاومة والأمل فلبنان الذي ننتمي إليه هو وطن السلام والشعب الواحد الذي يعيش معاً رغم التحديات ورغم محاولة أخفاء الحقائق وستبقى الدماء التي سالت من أجل الوطن شاهدة على تضحيات الشهداء الذين دفعتهم محبتهم للبنان ليضحوا في سبيله
في هذه الذكرى نوجه تحية من القلب لكل من وقفوا في وجه هذه الكارثة بشجاعة من رجال جهاز إطفائية بيروت والدفاع المدني والجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وإلى أولئك الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل إنقاذ الآخرين ورفعوا راية الوفاء والتضحية وإلى كل من يقدر وجود الوطن ويضعه بمرتبة تعلوا على مرتبة وجوده وأنانية حياته أنتم الأبطال أنتم الأوفياء أنتم أصحاب الرسالة
ان الدماء التي سالت ما زالت في الذاكرة حاضرة بنداها وعابقة بأثر من وهبوا أرواحهم في لحظة مصيرية أرواح الشهداء شاهدة تنتظر أن تروى قصتها وتكشف الحقيقة كما تستحق أسماؤهم راسخة كأرز لا تقتلع جذوره في المقابل يسجل التاريخ مواقف من تخلوا ويكتب ملامحهم بملء الوضوح لبنان يحتضن وجعهم ويطمح إلى وطن ينصف أهله ووعد الغد يحمل مساراً تروى فيه الكلمة وتستعاد فيه الثقة العدالة تلوح كمسار مفتوح تحمل معها رجاء يتسع للغد لوطن يواصل عبوره نحو صمته القوي ونبضه الأصيل