"ع هوا أنفه"... ثلاثة أيام من الفرح تكتب قصة صيف في الكورة

بقلم: إيليانا فرح برير – أنفه
حين تتنفّس بلدة أنفه الفرح، يتحوّل صيفها إلى احتفال نابض بالحياة، وهذا ما ترجمته تمامًا ليالي مهرجان "ع هوا أنفه" التي امتدّت على مدى ثلاثة أيام جمعت الفن، الناس، والهوية.
منذ اليوم الأول، بدا واضحًا أن الحدث لن يكون عاديًا. فـساحة جبران مكاري امتلأت بالناس من كل الأعمار، وارتفعت الأنغام وسط ابتسامات الحاضرين، حين أطلّ الفنان Pavo بصوته الأخّاذ الذي أسر الجمهور وجعل من ليل أنفه أمسية لا تُنسى.
في اليوم الثاني، كانت الأجواء على موعد مع عرض ساحر قدّمته Louna Show، فأدهشت الحضور بقدرتها على إشعال الحماسة لدى الأطفال والكبار معًا. عرض تفاعلي مفعم بالحيوية، حمل معه ألوانًا من الفرح والدهشة واللعب الجماعي.
أما ختام المهرجان فكان من القلب، مع ابنة البلدة، الفنانة غبرييلا، التي صعدت إلى المسرح، لا كنجمة فقط، بل كصوت أنفه العائد من الذاكرة إلى الساحة. بصوتها الدافئ وحضورها العفوي، غنّت للناس ومنهم، فهتفوا معها ومن أجلها، ليكون ختام المهرجان بمثابة تحية حب متبادلة بين فنانة وبلدة.
لكن الفن لم يكن وحده الحاضر. فـبلدية أنفه نظّمت الحدث بدقّة وحرص على كل التفاصيل. وكان لافتًا حضور سوق الأكل الذي وفّر مساحة لأصحاب المصالح الصغيرة والحرفيين لعرض منتجاتهم، مما أضفى طابعًا محليًا داعمًا على المهرجان، وزاد من التفاعل الاقتصادي والاجتماعي بين أبناء المنطقة والزائرين.
"ع هوا أنفه" لم يكن مجرّد مهرجان، بل احتفال بالهوية، دعوة مفتوحة للناس كي يلتقوا، ويتنفسوا أنفه، ويجدّدوا في الساحة ما يستحق أن يُحتفل به: الانتماء، والفرح، والحياة.