ممثلة المجتمع المدني من غرب آسيا خلال مفاوضات معاهدة البلاستيك في جنيف:

القت ممثلة المجتمع المدني من غرب آسيا رئيسة جمعية HEAD المهندسة مار يتريز مرهج سيف، كلمة في مفاوضات معاهدة البلاستيك في جنيف، في اطار الجولة الخامسة من مفاوضات معاهدة البلاستيك العالمية، ألقت السيدة ماري-تيريز سيف، دعت فيها الدول الأعضاء إلى اتخاذ إجراءات فورية وحاسمة لمواجهة التلوث البلاستيكي، الذي وصفته بأنه "أزمة بيئية وإنسانية تهدد حياة الملايين".
وقالت في كلمتها: "في منطقتنا، يتسبب التلوث البلاستيكي غير المعالج في حرائق، وتلوث الهواء والماء، وزيادة المعاناة الإنسانية. إن تلوّث البلاستيك لا ينتظر، ولا يمكننا تأجيل هذه المفاوضات أكثر".
وأكدت أن "هذه المعاهدة يجب ألا تكون رمزية فقط، بل يجب أن تكون قابلة للتنفيذ، ومبنية على أسس العدالة والتضامن، خاصة مع المجتمعات المتضررة والتي لا تستطيع تحمّل المزيد من التأخير".
كما شددت على "استعداد المجتمع المدني في غرب آسيا لدعم الحكومات في تنفيذ بنود المعاهدة، مشيرة إلى أن تحقيق التغيير يتطلب التعاون والشراكة بين جميع الأطراف".
وقالت: "إن تلوث البلاستيك أصبح أزمة بيئية وحقوقية تهدد حياة الملايين في مناطق النزاع واللاجئين. في غرب آسيا، تلوث البلاستيك ليس مجرد قضية بيئية، بل هو تهديد مباشر لحياة الملايين الذين يعيشون في ظل النزاع والتهجير. النفايات البلاستيكية غير المعالجة تسبب الحرائق وتنشر التلوث، مما يزيد من معاناة السكان الضعفاء. نحن لا نحتاج وعوداً، بل نحتاج إلى إجراءات فورية".
وطالبت سيف "الهيئة الدبلوماسية المكونة من 180 دولة والآلاف من المراقبين المجتمعين في مقر الأمم المتحدة في أوروبا بـتنفيذ المعاهدة بشكل صارم في مناطق النزاع لضمان العدالة البيئية للجميع، توفير التمويل ونشر التقنيات الفعالة لتحقيق حلول بيئية حقيقية، حماية المدافعين عن البيئة الذين يعملون في ظروف خطرة وصعبة".
وخلال لقاء خاص مع منظمة الصحة العالمية والدول الأعضاء، أكدت سيف أن "تلوث البلاستيك أزمة صحية تواجه النساء تُعرّض النساء في غرب آسيا، خصوصاً في مناطق الحروب والنزوح، لمخاطر متزايدة منها: التعرض للمواد الكيميائية المعيقة للهرمونات مثل BPA، الفثالات، والجسيمات البلاستيكية الدقيقة من خلال تخزين المياه وتغليف الطعام والتعامل غير الرسمي مع النفايات، حرق النفايات البلاستيكية في المخيمات ومناطق النزاع يُطلق أبخرة سامة ترتبط بأمراض تنفسية، الإجهاض و السرطان، و النساء لا يتأثرن فقط من الناحية البيولوجية، بل أيضاً يلعبن دور المستجيبات الأوليات للأزمات الصحية في أسرهن ومجتمعاتهن".
واشارت الى ان "النزاع يزيد من التعرض ويقلل الحماية في المناطق التي تضررت بنيتها التحتية، الاعتماد الكبير على الحاويات البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد، نقص البدائل الآمنة، غياب الوصول الطبي لفحص وعلاج الأمراض المرتبطة بالبلاستيك. ورغم ذلك، تظل أصوات النساء ممثلة بشكل ناقص في مفاوضات المعاهدة واستجابات السياسات الوطنية".
اضافت: " ان توصياتنا للجنة التفاوض والمعهد الصحي العالمي ، تؤكد على تضمين واضح لقضايا النوع الاجتماعي وسياقات النزاع في أحكام المعاهدة المتعلقة بالصحة، دعم منظمة الصحة العالمية لإجراء تقييمات إقليمية لتأثيرات البلاستيك الصحية على النساء في الأوضاع الإنسانية وما بعد النزاع، إعطاء الأولوية لتمويل برامج تقليل النفايات وزيادة الوعي الصحي التي تقودها النساء محلياً في غرب آسيا، حظر الإضافات البلاستيكية الضارة المعروفة بضررها على الجهاز التناسلي، خصوصاً تلك المستخدمة في تغليف المساعدات الإنسانية. سيُحكم على هذه المعاهدة ليس فقط بمدى حظرها للبلاستيك، بل بمدى حمايتها للأكثر ضعفاً، بمن فيهم النساء اللواتي فقدن المنازل أو الوصول للمياه النظيفة أو نظم الرعاية الصحية".
وختمت: "دعونا نكون واضحين، لا عدالة بيئية بدون عدالة جنسانية، ولا صحة عالمية دون معالجة سمية البلاستيك في حياة النساء اللواتي يحملن عبء التلوث وبناء السلام معا".
ووجهت نداء مباشرا إلى صُنّاع القرار، وفيه: "فكروا في الأجيال الحالية والمستقبلية، وفي حقهم في العيش في بيئة نظيفة، صحية، ومستدامة، لا وقت للتأخير، نحن بحاجة إلى معاهدة الآن".
وتأتي هذه الاجتماعات ضمن الجهود الإقليمية والدولية لدفع مفاوضات المعاهدة نحو تبنّي نص قوي وملزم قانونيًا، يضع حدًا لأزمة التلوث البلاستيكي العالمية، ويضمن العدالة البيئية لكل الشعوب.