منتدى وسائل الاعلام” في الصين

فلحه شارك في “منتدى وسائل الاعلام” في الصين : لتعزيز القيم الانسانية والأخلاقيات العامة ضمانا للسلم والأمن الدوليين
شارك المدير العام لوزراة الإعلام الدكتور حسان فلحه، يرافقه رئيس دائرة الصحافة الأجنبية والعربية في الوزارة محمد ملي، في أعمال “منتدى وسائل الإعلام” و”مراكز البحوث لدول الجنوب العالمي” المنعقد في مدينة كونمينغ الصينية.
وألقى الدكتور فلحه ، كلمة، قال فيها :” إنه لشرف كبير أن أكون هنا في هذا المؤتمر الرائع الذي يشارك فيه قادة رأي و مسؤولون من معظم دول العالم.
وبداية، لا بد من التوجه بالشكر إلى المنظمين لهذا المؤتمر ولجمهورية الصين الشعبية ومقاطعة “يونان ” ووكالة “شينخوا” الذين أتاحوا لنا هذا اللقاء القيم والمهم للتداول في أمور تهم بلداننا والحضارات البشرية. والإنسانية جمعاء”.
أضاف :”أنا آت من بلد صغير، ولكن له حضور على إمتداد العالم وله جاليات في معظم الدول، إنه لبنان البلد العربي بلد التنوع والتعدد الثقافي والعلمي والأدبي والديني والسياسي رغم صغر حجمه الا إنه من أكثر الأوطان تفاعلا مع الاخر.
إن الحضارات والتاريخ والإمكانات التى تمتلكها دول الجنوب والتى قدمتها للبشرية جمعاء على مر العصور ، تستدعي العمل إلى بناء عالم إنساني أكثر عدالة وإنصافا وتعاونا وتشاركا بعيدا عن الهيمنة والتسلط والخضوع لنظرية القطب الواحد”.
وتابع الدكتور فلحه :”ان التطور التقني الهائل ويسر إستخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والمعرفة تدفع إلى ردم الهوات الطبقية بين المجتمعات والشعوب، حيث أن شبكة الخليوي تغطي في يومنا هذا 97 في المئة من سكان الكرة الأرضية، وان 60 في المئة من سكان العالم الذين تجاوز عددهم ثمانية مليارات نسمة في هذا العام 2025 يستخدمون نوعا او اكثر من منصات التواصل الاجتماعي والمعرفي والإعلامي .
والعالم ككل يسير على وقع الذكاء الاصطناعي الذي يقوم على الخوارزميات، والتى هي للمناسبة، ذات تمهيد عربي أرساه محمد بن موسى الخوارزمي في القرن الثامن والذي مهد لعلم الرياضيات الحديثة”.
وشدد الدكتور فلحه في كلمته، على “وجوب تعزيز القيم الانسانية والأخلاقيات العامة التى تضمن السلم والأمن الدوليين الحقيقيين بشكل صحيح وأكثر عدالة وتسامحا، وليس الاكتفاء برفع شعارات وطروحات لاهداف سياسية او إستعمارية تستهدف شعوبنا وبلداننا”.
وقال :”بل ان الاساس هو التعاون والتضافر بغية تعزيز ثقافة التفاعل بين الحضارات ونقل المعارف والخبرات بما يخدم الإنسان وحقوقه الفعلية”.
وإستطرد فلحه :” بالتزامن مع الذكرى الثمانين لانتصار العالم على الفاشية بعد الحرب العالمية الثانية، فان المطلوب السعي لإصلاح الامم المتحدة وأجهزتها بشكل يكون العالم وتحديدا دول الجنوب أكثر تمثيلا وفاعلية لفرض السلم والأمن الدوليين وتحقيق العدالة الاجتماعية والاستقرار السياسي في العالم”.
وأكمل :”إن القارة الأوروبية التى شهدت انطلاق الحربين العالميتن الاولى والثانية لها ثلاثة مقاعد دائمة العضوية في مجلس الامن ، في حين ان القارة الأفريقية لا تمتلك مقعدا واحدا. ومن هنا يجب التفكير الجدي باصلاح اجهزة منظمة الامم المتحدة الفائقة الأهمية من اجل احلال السلم والأمن الدوليين على أسس العدالة الحقيقية وعدم الاختباء وراء نظرية المجتمع الدولي الذي هو مجتمع وهمي تستغله بعض الدول كواجهة قانونية لفرض سلطتها ومصالحها”.
وقال :”ان التحديث، يجب ان يستند إلى تعزيز دور مراكز الرأي والفكر وإتاحة الفرص الحقيقة للدراسات والأبحاث التى تمكن من إستثمار الامكانات البشرية والطبيعية والاقتصادية والاجتماعية لصالح الأجيال الجديدة”.
ورأى فلحه “إن التكنولوجيا والإعلام والمعرفة ستجعل العالم يتكلم لغة واحدة وبلهجات متعددة تفيد الإنسانية والبشرية على تنوعها وتعددها واختلافها”.
وجدد الدكتور فلحه الشكر الى جمهورية الصين الشعبية التى “تلعب دورا محوريا في إعادة التوازن للعالم وتسقط نظرية القطب الواحد، والتى تسعى جاهدة للتوازن بين الشعوب بين الجنوب والشمال وبين الغرب والشرق، من خلال ردم الفجوات والاختلال البنوي للبشرية عبر التعاون والانفتاح في سبيل تحقيق النمو والتطور وما هذا المؤتمر إلأ موشر واضح لأخذ دول الجنوب موقعها في هذا العالم،. عدا عن ان الصين تدعم القضايا العربية المحقة وفي مقدمها القضية الفلسطينية، هذه القضية الإنسانية الكبرى التى تواجه اعتى وأقسى احتلال اسرائيلي وظلم في عصرنا الحاضر والذي يطاول بلدنا لبنان يوميا”.
وختم :”شكرا لكم وشكرا لمقاطعة يونان التى تتميز بحسن الضيافة والاستقبال والتنظيم الرائع”.