ندوة في الأنطونية بعنوان "سرديّات المستقبل: بحث في الوقائع والمخاوف والبدائل

ندوة في الأنطونية بعنوان "سرديّات المستقبل: بحث في الوقائع والمخاوف والبدائل

 اختتمت الجامعة الأنطونية، بالتعاون مع مركز "مجتمع" للدراسات الثقافية والتاريخية، أعمال ندوة "سرديّات المستقبل: بحث في الوقائع والمخاوف والبدائل"، التي انعقدت على مدى يومين في الحرم الرئيس للجامعة في الحدت-بعبدا، بحضور رئيس الجامعة الأب ميشال السّغبيني، وبمشاركة مفكرين وباحثين من لبنان والعالم العربي، منهم وزير الثقافة الأسبق غابي ليون، الشاعر أدونيس، وأمناء مركز "مجتمع" الدكتور عبد المجيد الشرفي، والدكتور عبدالإله بلقزيز والدكتور باسم الجمل.

السغبيني

بداية، قال السّغبيني: "الجامعة ملتزمة بدعم الفكر النقدي للسرديات المختلفة خاصة وأن منطقتنا والعالم يعانيان من الآثار المدمّرة لتحريف النصوص وإسقاطها على الواقع".

لحود

ثم قالت رئيسة مجلس أمناء مركز "مجتمع" الدكتورة باسكال لحود: "المستقبل بات موردا رمزيا واقتصاديا تتصارع حوله القوى السياسية والاقتصادية، والسرديات المتداولة حوله تؤثر في قراراتنا وتشكل وعينا الجماعي".

ودعت الى "مساءلة هذه السرديات وكشف آلياتها والمصالح التي تعتمل داخلها وبينها".

الجلسات

وتحدث في الجلسة الأولى الدكتور الحسن الموصدّق من المغرب عن مفهوم الأنثروبوسين، مشددا على أن "الأزمة البيئية ليست منفصلة عن الأزمات الديموغرافية والسياسية والاقتصادية"، داعيا إلى "إعادة كتابة تاريخ الحداثة في ضوء القوة الجيولوجية المتنامية للإنسان، وإلى إدماج التاريخ الطبيعي في العلوم الاجتماعية".

وفي الجلسة الثانية، قدم الدكتور حبيب عبد الربّ سروري من اليمن مداخلة حول الذكاء الاصطناعي، وصف فيها هذه التقنية بأنها "إله جديد يهدد بتجاوز الإنسان"، محذرا من "خطورة الصناديق السوداء للخوارزميات، ومن انحيازات الذكاء الاصطناعي التوليدي"، مسلطا الضوء على "التحول الجذري في البنية التحتية للعالم المعاصر".

أما الجلسة الثالثة، فخصصت لمستقبل الثقافة، حيث قدّمت الدكتورة زهيدة درويش جبّور من لبنان قراءة في دور الأدب في تخيل المستقبل، معتبرة أن "الأدب ليس مجرد انعكاس للواقع، بل مختبر لتشكيل السيناريوهات المستقبلية".

 

أم اليوم الثاني فقد افتتح بجلسة حول مستقبل الاقتصاد، قدّم خلالها الدكتور كمال حمدان من لبنان مداخلة تحليلية حول إمكانية بلورة سردية بديلة للنظام الرأسمالي.

واختتمت الندوة بجلسة حول مستقبل السياسي، قدّم فيها الدكتور وسام سعادة من لبنان قراءة فلسفية في مفهوم الزمن السياسي المعاصر، مستعرضا البراديغم البيو-داتا-سياسي، الذي يذيب السياسي داخل عقلانية تقنوية، داعيا إلى "استعادة السياسي كفعل تأسيسي يتجاوز منطق الخوارزميات، عبر توتر اليوتوبيا والإسكاتولوجيا".