وزير الزراعة نزار هاني في جولة ميدانية إلى عنجر: رؤية شاملة لتنظيم قطاع الأسماك، دعم المزارعين، وحماية الغابات

تأكيدًا على نهج المتابعة الميدانية والتواصل المباشر مع المزارعين، قام وزير الزراعة الدكتور نزار هاني يوم الخميس 25 أيلول 2025 بجولة موسّعة إلى بلدة عنجر، يرافقه المدير العام للزراعة المهندس لويس لحود، ورئيس مصلحة زراعة البقاع الدكتور خليل عقل، وعدد من مسؤولي الوزارة. وكان في استقباله رئيس بلدية حوش موسى – عنجر السيد ستراك هافيتان، ورئيس حزب الطاشناق في البلدة السيد هاروت زيتيان، إلى جانب حشد من المزارعين ومربي الأسماك والعاملين في المركز.
المحطة الأولى: مركز تربية الأسماك
استهل الوزير زيارته من مركز تربية الأسماك في عنجر، حيث التقى المربين واستمع إلى أبرز التحديات التي تعترض هذا القطاع الحيوي. وأكد هاني أن تربية الأسماك النهرية تمثل ركيزة من ركائز السيادة الغذائية في لبنان، لافتًا إلى أن إنتاج نحو 2000 طن سنويًا من سمك الترويت يشكل موردًا أساسيًا لعشرات العائلات.
وشدّد على ضرورة تنظيم القطاع من خلال إنشاء تعاونية خاصة بالمربين وضمان انتسابهم إلى السجل الزراعي الوطني، ما يتيح لهم الاستفادة من برامج الدعم الفني والمالي. كما دعا إلى اعتماد مقاربات مبتكرة في إدارة الموارد المائية، مثل إنشاء أحواض تُستعمل أولًا لتربية الأسماك ثم لري المزروعات، ما يعزز الاستدامة في مواجهة أزمة شح المياه.
واستمع الوزير إلى هواجس المربين بشأن المنافسة غير المشروعة وارتفاع أسعار الأعلاف، واعدًا بإطلاق ورشة متخصصة بأمراض الأسماك لتأمين مرجعية علمية وتقنية داخل الوزارة. كما بحث إمكان تجهيز المركز بأنظمة طاقة شمسية لتخفيف الأعباء التشغيلية، والمساهمة في تنظيف نهر الليطاني عبر تنسيق الجهود مع المصلحة الوطنية للنهر.
المحطة الثانية: حماية الغابات
انتقل الوزير بعدها إلى الغابة المحمية المحاذية للمركز، وصولًا إلى غابة الصنوبر المثمر في أعالي البلدة على الحدود السورية. وأكد أن حماية الغابات تمثل ركيزة أساسية من استراتيجية الوزارة في صون التنوع البيولوجي وحماية الثروات الطبيعية، مشددًا على أهمية إشراك المجتمعات المحلية في حمايتها واستثمارها بشكل مستدام.
المحطة الثالثة: لقاء مع المزارعين في البلدية
في بلدية حوش موسى – عنجر، عقد الوزير اجتماعًا موسعًا مع المزارعين لبحث مختلف القضايا التي تواجههم. وتطرق اللقاء إلى ملفات أساسية أبرزها:
• توفير بدائل آمنة عن الأدوية الزراعية الممنوعة،
• الحد من الرش العشوائي وحماية قطاع النحل،
• مواجهة صعوبات التسويق وتراجع أسعار الخضار في الحسبة،
• دراسة إمكانية إعادة إحياء زراعة الشمندر السكري ومعمل السكر،
• مكافحة الآفات الزراعية كـ"عشبة صباح الخير" ودودة القارضة،
• دعم الزراعة العضوية،
• إنشاء مدارس فنية زراعية لتأهيل الأجيال الجديدة.
وأكد الوزير أن الوزارة ستعمل على إطلاق أيام زراعية شاملة، تبدأ بالتسجيل في السجل الزراعي وتُرفق بندوات إرشادية متخصصة، إضافة إلى توفير مساعدات عينية مستدامة.
في ختام الجولة
اختتم وزير الزراعة الدكتور نزار هاني زيارته إلى بلدة عنجر بجولة في المتحف البلدي، حيث اطلع على المراحل التاريخية التي رافقت قدوم السكان إلى البلدة، ودوّن كلمة في السجل الذهبي تسلّم بعدها من رئيس البلدية كتابًا توثيقيًا عن تاريخ عنجر ومعالمها.
وأكد الوزير هاني في ختام جولته أن عنجر تمثل نموذجًا متكاملاً للزراعة المستدامة والسياحة الزراعية، بما تجمعه من حماية للغابات والمياه، وتربية للأسماك، وإنتاج زراعي متنوع. وأضاف: "إن العمل الزراعي في لبنان يتطلب رؤية إصلاحية متكاملة تُبنى على الشراكة مع المزارعين والبلديات والتعاونيات"، مشددًا على أن وزارة الزراعة ماضية في تنفيذ خططها لدعم مختلف القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الأمن الغذائي، وحماية الموارد الطبيعية، بما يرسخ الدور الريادي للبنان في مجال الزراعة المستدامة.