مهرجان هولندا السينمائي ينطلق بفيلم "ناجي العلي

مهرجان هولندا السينمائي ينطلق بفيلم "ناجي العلي

"السينما مرآة للواقع وجسر تواصل بين الناس

  إنطلقت أمس في لاهاي فعاليات الدورة السادسة من مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا "MENA"، بعرض الفيلم الوثائقي "ناجي العلي" للمخرج قاسم عبد ، وذلك تأكيداً على حضور القضية الفلسطينية في برنامج الدورة السادسة للمهرجان ، بعد مرور أشهر من المظاهرات في هولندا، تنديداً بمجازر الاحتلال الاسرائيلي في غزة ودعماً للقضية الفلسطينية.

   يوثق فيلم "ناجي العلي" مسيرة أحد أبرز رسامي الكاريكاتير العرب الذي اغتيل في لندن عام 1987، مستعرضا محطات حياته منذ طفولته في مدينة الجليل وما رافقها من تهجير ونفي وضغوط سياسية وملاحقات، وصولا إلى تحوله إلى أيقونة كاريكاتير شكلت رسوماته جزءا من الذاكرة البصرية للشعب الفلسطيني.

   وأوضحت المديرة الفنية للمهرجان وفاء مراسي في تصريحات إعلامية ان إختيار هذا الفيلم "ليس مجرد قرار برامجي تقليدي، بل هو إعلان وفاء لذاكرة فنان حمل فلسطين في قلبه وريشته وظل حاضرا في وجدان العرب والعالم".. مضيفة: ان "ناجي العلي يظل حيا في الذاكرة، ورسوماته ما زالت تنبض بالمقاومة. اخترناه فيلم افتتاح لأنه رمز يجسد التزام المهرجان بالهوية والحرية، ويمنح لاهاي فرصة للتعرف على سيرة مناضل استثنائي".

  وأكدت المديرة الفنية للمهرجان وفاء مراسي، أن برمجة الأفلام الفلسطينية هذا العام جرى إعدادها بعناية لتعكس تنوع التجربة وعمق الذاكرة، لافتة إلى أعمال من بينها "إلى أرض مجهولة" لمهدي فليفل، و"برتقالة من يافا"، و"غميضة"، إلى جانب أفلام أخرى وصفتها بـ"المهمة"، لما تحمله من قدرة على إعادة التذكير بقوة القضية الفلسطينية.

  من جانبه ، قال مصطفى بربوش، رئيس المهرجان :إن الدورة السادسة تشكل خطوة جديدة في رحلة مميزة بدأت كمبادرة لتعزيز الحوار والتلاقي، واليوم، أصبح المهرجان منصة دولية تلتقي فيها السينما مع الثقافة والمجتمع".

   وأكد بربوش أن "المهرجان يؤمن بأن السينما أكبر من كونها فنا فقط، فهي مرآة للواقع، وجسر يربط الناس، وصوت يحفظ القصص التي ربما لم تكن لتروى. لذلك يقدم المهرجان بفخر برنامجا غنيا يشمل العروض الأولى، والحوارات، وورش العمل، والموسيقى، والأنشطة المجتمعية".

   من جانبه، وجّه ضيف المهرجان الفنان اللبناني مارسيل خليفة الشكر للمهرجان على تكريمه خبير المهرجانات انتشال التميمي، وقال في كلمته: "هل من مكان اليوم للسينما وللشعر وللموسيقى وسط هذا المشهد المرعب من الدمار، وبعد كل الجرحى والشهداء واللاجئين؟".

  وأضاف مارسيل خليفة: "إن كل حلم وكل قصيدة وكل نوتة موسيقية وكل فيلم هر شمس تعيد لنا الحب والكرامة والحرية، وتشعرنا بالانتصار على الموت، وتدفعنا لنقول إن هناك أملا في هذا الزمن".

   ووجّه مارسيل خليفة التحية إلى غزة والضفة والجنوب ولبنان، مختتما حديثه بترديد كلمات أغنيته "منتصب القامة أمشي".

   وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة كلا من، المخرجة الأفلام الوثائقية الهولندية سونيا هيرمان دولز، والشاعر والمخرج السعودي أحمد الملا والناقد العراقي قيس قاسم . أما لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة، فتضم كل من المخرج العراقي المخرج قاسم عبد والمخرج والمنتج حنا عطا الله مؤسس منظمة فيلم لاب: فلسطين، والكاتبة الهولندية المغربية شافينا بن دحمان.

   ويهدف مهرجان هولندا لأفلام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا (Holland MENA Film Festival) إلى الاحتفاء بأصوات وإبداعات سينمائيي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بما في ذلك إبداعات أبناء الشتات العربي والمغاربي في أوروبا، وذلك من خلال عروض الأفلام والنقاشات وورش العمل، ساعيا إلى فتح نوافذ جديدة للحوار حول قضايا الهوية والحرية والمنفى والعدالة والتنوع الثقافي.

   كما يسعى المهرجان إلى عرض أفلام سينمائية مستقلة تعبر عن واقع المنطقة بعيدا عن الصور النمطية، وتمكين صناع الأفلام من خلق حوار حي بين الثقافات من خلال فن السينما، وبالاعتماد على اتفاقيات دولية مثل اتفاقية اليونسكو لعام 2005، والدعم الهولندي الثابت للتعددية الثقافية وحرية التعبير، يعمل المهرجان على تقديم أفلام من المنطقة تلامس قضايا معاصرة، وربط صناع الأفلام بشبكات الإنتاج والتوزيع الأوروبية، وخلق مساحات للحوار والنقد مع الجمهور، إضافة إلى إشراك المؤسسات الثقافية والتعليمية لدعم جيل جديد من المبدعين.