رحيل نجمة ثلاثية "العرّاب" ديان كيتون عن 79 عاماً.. نجمة الأناقة والصدق الفني!

رحيل نجمة ثلاثية "العرّاب" ديان كيتون عن 79 عاماً.. نجمة الأناقة والصدق الفني!


   توفيت الممثلة الأميركية ديان كيتون، الحائزة على جائزة الأوسكار، عن عمر يناهز 79 عاما. ووصفتها شركة ريزولي التي أصدرت عدداً من كتب كيتون بأنها "أيقونة إمتد تأثيرها إلى السينما والأزياء والتصميم". وأعرب العديد من نجوم هوليوود عن حبهم للممثلة الراحلة بعد سماعهم الخبر، وقالت جين فوندا في رثائها : "من الصعب تصديق ذلك".

   وتميزت كيتون، نجمة الفيلم الكوميدي الرومانسي "آني هول" عام 1977، والتي إضطلعت ببطولة أكثر من 60 فيلما، بما في ذلك ثلاثية "العراب" و"نادي الزوجات الأول" و8 أفلام مع وودي آلن، في هوليوود بأسلوبها الشخصي الذي اتسم بالإطلالات الأنثوية والسترات ذات الياقة المدورة وقبعاتها المميزة.

   كما ترشحت لجائزة الأوسكار لأفضل ممثلة عن تجسيدها لدور الصحفية الأميركية لويز براينت في الدراما السياسية "ريدز" عام 1981، وكعمة حنون لليوناردو دي كابريو في الفيلم العائلي "غرفة مارفن" عام 1996، وأمام جاك نيكلسون في الفيلم الكوميدي الرومانسي "شيء يجب أن تمنحه" (سمثينغ غوتا غيف) في 2003. لكن فيلم "آني هول" كان له الفضل في تأكيد نجوميتها وقدراتها . وقد قالت كيتون عن الفيلم في مقابلة مع شبكة سي.بي.إس نيوز في عام 2004 "كان نسخة مثالية مني، دعونا نضع الأمر على هذا النحو".

   وكانت كيتون أيضا مخرجة وكاتبة ومنتجة ومصورة، وكان لديها شغف بترميم منازل كاليفورنيا. وسردت تفاصيل حياتها في كتابين من مذكراتها هما "ثم مرة أخرى" في عام 2011، والذي كشفت فيه عن معاناتها من اضطراب الشره المرضي العصبي (البوليميا) في العشرينات من عمرها، وكتاب "دعنا نقول فقط: لم يكن الأمر جميلا" في عام 2014. 

  وعلى الرغم من علاقاتها الغرامية التي كانت تحظى بتغطية إعلامية واسعة ، إلا أنها لم تتزوج قط.

   وهي قالت لمجلة "إل" في عام 2015 "أعتقد أنني كنت أخشى الرجال حقا، كنت منجذبة جدا للأشخاص الموهوبين للغاية الذين يثيرون الانبهار. لا أعتقد أن هذا لا يجعل الزواج جيدا من شخص مثلي، شخص لا يتأقلم على نحو جيد". وبروحها الفكاهية المعهودة أضافت:" بالمناسبة لم يطلب مني احد الزواج قط، لذا قد يكون هذا اجابة جيدة ".

   ورغم أن حياتها الخاصة ظلت بعيدة عن الاعلام ، فقد تبنّت كيتون في الخمسينيات من عمرها طفلين، ديكستر وديوك، وقد وصفها المقربون بأنها أم حنون وشغوفة.

  بدأت مسيرتها في المسرح والتلفزيون ، ثم حظيت بفرصتها الكبرى عندما إختارها المخرج فرنسيس فورد كوبولا لتجسيد شخصية كاي آدافر"العرّاب" (1972)، وهو الدور الذي فتح أمامها أبواب العالمية.

   لكن التعاون مع وودي ألن، وخصوصاً في "آني هول" (1977)، شكّل محطة حاسمة في مسيرتها؛ قدّمت حينها شخصية تجمع العفوية والهشاشة والذكاء بأسلوب جديد على السينما الأميركية، حصدت عنه جائزة الأوسكار لأفضل ممثلة، ورسّخت به صورة المرأة المستقلة التي توازن بين الطرافة والعمق.

   وقدّمت كيتون أدواراً متنوّعة تجاوزت إطار الكوميديا الرومانسية التي اشتهرت بها. في "ريدز" (1981) و"مارفنز روم" (1996) و"شيء يجب أن يُعطى" (2003)، كشفت وجهاً درامياً يفيض بالعاطفة والنضج. وفي المقابل، لامست قلوب الجماهير في أفلام جماهيرية مثل "والد العروس" (1991) و"نادي الزوجات الأول" (1996) بفضل خفّتها وصدقها الفطري. واستمر عطاؤها حتى السنوات الأخيرة من حياتها، حيث شاركت في "نادي الكتاب" (2018) وجزئه الثاني، وصولاً إلى ظهورها الأخير في "المخيّم الصيفي" (2024)، مؤكدة أنها لم تفقد شغفها بالفن حتى النهاية.

   الى جانب التمثيل، انشغلت كيتون بالتصوير الفوتوغرافي والهندسة المعمارية، فجمعت صوراً وحرّرت كتباً احتفت بالجمال المهمل، وكانت تقول إنها تعشق "الأبواب والمتاجر المهجورة" لأنها تذكّرها بما يرحل ويبقى في آن. كما خاضت تجربة الإنتاج في أعمال عدّة، مدفوعة بفضولها الدائم تجاه فنّ السرد من مختلف زواياه.