هآرتس: ملف الجثث لا يعرقل المباحثات حول المرحلة الثانية من خطة ترامب

ذكرت مصادر مطلعة على الاتصالات بين إسرائيل وحركة حماس إنّ الصعوبات في إعادة جثث الأسرى القتلى من قطاع غزة لا تعيق حاليًا الدفع قدمًا بالمباحثات حول "المرحلة الثانية" من خطة الرئيس الأميركي، دونالك ترامب، لإنهاء الحرب.
ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصادر أجنبية قولها إنّ إسرائيل "ما زالت ملتزمة بالاتفاق" في ظل توقعها أن حماس ستواجه صعوبات بتسليم الجثث سريعًا، مع تأكيد ضرورة أن تُظهر حماس "أقصى ما في وسعها" لتنفيذ التزاماتها، فيما ستتولّى قوة متعددة الجنسيات مهمة البحث عن الجثث داخل القطاع واستخراجها.
وأفادت المصادر بأنّ الاتصالات الجارية تتناول الدفع قدمًا في تنفيذ المرحلة الثانية من "خطة ترامب" المتعلقة بانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من غزة وإقامة إدارة مؤقتة للقطاع، وأنّ هذه المباحثات بدأت عمليًا عبر "محادثات أولية تسير ببطء" وفق ما نقلته "هآرتس" عن دبلوماسي أجنبي.
وشددت المصادر على أنّ إسرائيل كانت على دراية مسبقة بأنّ حماس قد تواجه صعوبات في إعادة جميع الجثث خلال أيّام، وأنّ بعض الجثث قد لا تكون مطلقًا في حوزة الحركة؛ لكنها في المقابل توقعت أن تُعيد حماس "عددًا أكبر" مما أعيد فعلاً حتى الآن.
وأضافت المصادر أن الاتفاق يطالب حماس بـ"بذل أقصى جهد ممكن" لإعادة الجثث، من دون أن يحدّد الاتفاق عددًا أو هويات القتلى. وجرى الاتفاق أيضًا على أن يتولى قوّة متعددة الجنسيات مسؤولية البحث عن الجثث في القطاع وعمليات استخلاصها.
ولفتت الصحيفة إلى أن تل أبيب ناقشت خلال الأيام الأخيرة أفكارًا لفرض "عقوبات رمزية" على حماس، منها وقف جزئي للمساعدات الإنسانية كإجراء ضاغط على الحركة، في المقابل، أعلنت حماس مساء الأربعاء أنها سلّمت جميع الجثث التي بحوزتها، مؤكدة أن الوصول إلى باقي الجثث يتطلب "جهودًا كبيرة ومعدات خاصة".
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية، مساء الأربعاء، إلى أن عملية تسليم جثث الأسرى يُتوقّع أن تستمر عدة أسابيع، وفقًا للتقديرات الأولية لدى الأجهزة الأمنية والجهات المشاركة في المفاوضات، فيما نقلت القناة 12 عن مسؤول إسرائيلي أنه "لم ولن يكون هناك مفاوضات على المرحلة الثانية قبل أن تسلّم حركة حماس جميع الأسرى الأحياء والأموات كما ينص الاتفاق بموجب خطة ترامب".
وبحسب "هآرتس"، أبدت أجهزة الأمن الإسرائيلية "قلقا" من تأخر استعادة الجثث، وأيدت اتخاذ "خطوات عقابية"، ونقلت عن مسؤول أمني: "نحن عازمون على تنفيذ التفاهمات حرفيًا، ونأمل أن يكون المستوى السياسي بعد 7 تشرين الاول قد أدرك أنّ هذا ما ينبغي فعله".
وتماطل سلطات الاحتلال بفتح معبر رفح للسماح بدخول المساعدات إلى القطاع، مع ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تميل حاليًا إلى توخّي الحذر لعدم "كسر الأدوات" والتمهل لإعطاء حماس فرصة للوفاء بالتزاماتها.