في برعشيت الجنوبية القريبة من الحدود، ثمّة خاصيّة لشجرة الزيتون

في برعشيت الجنوبية القريبة من الحدود، ثمّة خاصيّة لشجرة الزيتون تتميّز بها عن سواها من البلدات، فالبلدة تضمّ نحو 10 آلاف شجرة زيتون، تمتدّ على مساحة تُقدّر بـ 500 دونم، يعتمد عليها الأهالي في معيشتهم إلى جانب الشمّام البرعشيتي والتبغ وبعض الزراعات الموسمية الأخرى.
في موسم قطاف الزيتون، اجتمع مسلمو برعشيت ومسيحيوها تحت أغصان الشجر، يلملمون حبّ بلدتهم وارتباطهم بها، يتمسّكون بـ "المواطنة" زيتًا يُعصر من تعب مشترك وعرق واحد.
البلدة التي ذاقت العدوان ومعه مرارة التهجير، اجتمع أبناؤها هذا العام على أول قطاف لهم بعد العودة.
تحت أزيز طائرات الاستطلاع الإسرائيلية، يعمل البرعشيتيون بصمتٍ وإصرار، يقطفون ما تبقّى من موسم ضئيل هذا العام لم يتجاوز العشرين في المئة من إنتاجه المعتاد. لكنهم يرون فيه رمزًا لتجدّد الحياة وبابًا للرزق ودليلًا على أن الاشجار التي ضُربت بالنار لا تزال قادرة على أن تُثمر وتمنح الخير.
يقول ابن البلدة مروان أبو سمرا "هذا العام يُعصر الزيت من رحم الألم، تحت أزيز طائرات الاستطلاع التي لم تفارق السماء"، وتُروى الأرض بعرق من آمن بأن المواطنة هي الوجه الحقيقي للهوية الجنوبية وخلاص هذا الوطن.
إعداد: فاديا جمعة