انفتاح سعودي على الشيعة .

الاحداث- كتب رضوان عقيل في صحيفة النهار يقول:"درج السفير السعودي وليد البخاري على القيام بمروحة من الاتصالات مع مختلف الافرقاء اللبنانيين تطبيقا لسياسات المملكة وان كانت علاقتها مقطوعة مع "حزب الله".
جرى التوقف عند زيارة البخاري الى نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب في اطلاق اشارة جديدة ان لا مشكلة لدى المملكة حيال المكون الشيعي مع إبداء حرصها على هذا التلاقي مع الرئيس نبيه بري انطلاقا من موقعيه الرسمي والشيعي. وجاءت دعوة الامين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم للانفتاح على المملكة والتي لم تلق رداً بعد لجملة من الاسباب في انتظار بلورة صورة المشهد العام في لبنان والتغييرات الاخيرة في المنطقة مع تصاعد التهديدات الاسرائيلية.
وجاءت زيارة البخاري للخطيب بعد اعلان المجلس الشيعي تحضيره لتنظيم ندوة عن اتفاق الطائف في 6 تشرين الثاني المقبل من باب "التأكيد الشيعي على التمسك بمندرجاته". وسيتحدث فيها الوزراء السابقون سمير الجسر، زياد بارود وعباس الحلبي والدكتور زهير شكر مع ترجيح ان تكون للبخاري مداخلة في هذه الفاعلية في هذا التوقيت. وقد فهم انها سترد بطريقة غير مباشرة على القائلين ان "الثنائي" يعمل على استثمار سلاح "حزب الله" وتسليمه للجيش لقاء تحقيق مكاسب للشيعة في مناصب في إدارة الدولة الأمر الذي ينفيه رئيس المجلس مراراً زائد ان الحزب يؤكد انه لا يقايض كل تضحياته في وجه اسرائيل مقابل حجز موقع هنا او هناك. ولا ينفك البخاري عن التشديد على الانفتاح على شيعة لبنان وعدم معاداتهم وان لا خصومة للمملكة معهم بل مع فريق تم تصنيفه "منظمة ارهابية" وبالتالي لا يمكن التعامل معه. ويأتي هذا الموقف امتدادا لسياسات ولي العهد الامير محمد بن سلمان. ويسمع النائب علي حسن خليل الكلام نفسه من الموفد الامير يزيد بن فرحان بأن المملكة لا تعمل على فتح جبهة على هذا المكون، في ما يدحض كل ما يتردد ان السعودية ستعمل على دعم وجوه شيعية معارضة في الانتخابات النيابية المقبلة لـ "تشليح" ثنائي حركة "أمل" - "حزب الله" مقعد او مقعدين وعدم تمكين الجناحين الشيعيين الاكبرين من "امتلاك" المقاعد الـ 27 واعادة ترشيحهم بري لرئاسة المجلس في الدورة المقبلة بعدما بات هذا الموضوع على رأس اجندة الثنائي وهو ما اعلنه "حزب الله".
ومعلوم ان المملكة شأن دول عدة معنية تتابع الملف اللبناني عن كثب، وخصوصا في البيئة السنية، لن تكون بعيدة عن الخيارات النيابية ولو من دون تدخل مباشر. وفي تحليل لواقع "الثنائي" أبلغ ناشط شيعي معارض مسؤولا سعوديا بان من الصعوبة إحداث خرق نيابي في الجنوب والبقاع رغم كل ما تعرض له "حزب الله" وجمهوره وعموم الشيعة من انتكاسات جراء الحرب الاسرائيلية المتواصلة وان قواعد "الثنائي" ما زالت قادرة على امتصاص كل هذه الضربات زائد استفادته من استثمار خطابات شيعية معارضة فضلا عن قوى سياسية ونيابية لا تلتقي مع الحزب الأمر الذي يعزز من سرديات الاخير.
ولم يأت من فراغ تحذير بري من تعرض طائفته للعزل التي تشعر قواعدها بهجوم من اسلحة عدة عسكرية ومالية وقانونية دولية بغية حشرها وتكبيل حركتها في اكثر من قطاع مع التوقف عند استنزاف قدراتها الاقتصادية.
وبالعودة الى انفتاح المملكة على الشيعة اللبنانيين فانه يعتبر ترجمة لمناخات ارساء قواعد تفاهم وتعاون مع ايران