قطر تستثمر 30 مليار دولار بأكبر مشروع سياحي في هذه دولة افريقية

كشف تقرير دولي جديد أنّ شركة الديار القطرية تستعد لإطلاق واحد من أضخم المشاريع الاستثمارية في تاريخ الساحل الشمالي المصري، عبر اتفاقية شراكة مع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لاستثمار نحو 29.7 مليار دولار في تطوير مشروع سياحي ضخم بمنطقة علم الروم.
وبحسب معطيات نقلتها وكالات دولية، ستدفع الشركة القطرية 3.5 مليار دولار ثمناً للأرض، إلى جانب استثمار عيني يفوق 26 مليار دولار لتشييد مشروع يمتد على مساحة تقارب 4900 فدان وبواجهة بحرية تزيد عن 7 كيلومترات. ويندرج هذا الاستثمار ضمن إستراتيجية قطرية لتعزيز حضورها في السوق المصرية، لاسيما بعد نجاح مشاريع مشابهة في منطقة رأس الحكمة العام الماضي.
وتشير التقارير إلى أنّ المشروع الجديد سيركّز على تطوير مرافق سياحية فاخرة، مجمعات سكنية، فنادق، ملاعب غولف، ومراكز ترفيهية تستهدف الزوار الإقليميين والدوليين، وسط توقعات بتوقيع الاتفاق رسمياً خلال أيام. ويأتي اختيار منطقة علم الروم نظراً لخصوصيتها الطبيعية وهدوئها وكونها إحدى أبرز الوجهات الساحلية الصاعدة شرق مرسى مطروح.
ويتزامن هذا التطور مع طفرة كبيرة في تدفق الاستثمارات الخليجية نحو العقار المصري، حيث يخطط أثرياء من الخليج لاستثمار أكثر من مليار دولار في شراء مساكن ثانية داخل مصر خلال 2025، وفق استطلاع حديث لشركة “نايت فرانك”. ويُنظر إلى الساحل الشمالي على وجه الخصوص باعتباره ركيزة في خطة مصر لرفع عدد السياح إلى 30 مليون زائر سنوياً بحلول 2031.
ويُنتظر أن يشكل المشروع القطري إضافة مهمة لمخزون مصر من العملة الصعبة، ودعماً لمسار الإصلاح الاقتصادي الذي تطالب به مؤسسات مالية دولية، وعلى رأسها صندوق النقد الدولي الذي يراقب مسار جذب الاستثمارات الأجنبية باعتباره شرطاً أساسياً لصرف شرائح جديدة من برنامج التمويل.
وفي السياق ذاته، تواكب القاهرة اهتماماً متزايداً من مؤسسات استثمارية سعودية وإماراتية بمنطقة البحر الأحمر، حيث يجري التخطيط لتطوير مناطق مثل رأس جميلة ورأس بناس، في إطار إستراتيجية وطنية تهدف إلى تسريع وتيرة التنمية الساحلية واستقطاب رؤوس أموال أجنبية ضخمة.
ويأتي هذا الحراك الاستثماري المتسارع بينما تسعى مصر إلى سد فجوتها التمويلية وتعزيز دور القطاع الخاص، مع هدف طموح يتمثل في جذب 42 مليار دولار من الاستثمارات الأجنبية المباشرة خلال السنة المالية 2025-2026.