منظمة “اليونيسف” وصحيفة “النهار

منظمة “اليونيسف” وصحيفة “النهار

احتفلت منظمة “اليونيسف” وصحيفة “النهار” بـ”يوم الطفل العالمي”، مساء اليوم، في مبنى “النهار” وسط بيروت، في حضور وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص، تحت شعار “بكرا إلنا”، بمشاركة رئيسة “مجموعة النهار الإعلامية” نايلة تويني، وممثل منظمة “اليونيسف” في لبنان ماركو لويجي كورسي، وايضا حضور السفير الهولندي في لبنان فرانك مولن، السفير الياباني في لبنان ماغوشي ماسايوكي، السكرتير الأول لدى سفارة كندا أمل عزوز، إضافة إلى جمع من التربويين والاختصاصيين والأطفال.

جلس الأطفال في المقاعد الأمامية، يتولّون دور الصحافيين الذين يواجهون وزير الإعلام وتويني وممثل “اليونيسف” بأسئلة مباشرة. وتوجه ممثل “اليونيسف” ماركو كورسي الى الاطفال قائلا: “أنتم مستقبل هذا البلد، وقد كنتم مذهلين. طاقاتكم كبيرة وتستحق أن تسمع”.

مرقص

وسأل أحد الأطفال وزير الاعلام: هل تنصح باستعمال الهواتف كل الوقت؟

ابتسم الوزير مرقص  قبل أن يجيب محذّراً: “التكنولوجيا خطرة إذا أسيء استخدامها. لا ينبغي لكم استعمال الهاتف أكثر مما تدعو الحاجة، ولأغراض الدراسة أو الحصول على معلومة فقط، كي لا تقعوا في فخّ إدمان الشاشة”.

ثمّ تحدّث عن تجربته مع أولاده الأربعة وقال: ” أعلّمهم إدارة الوقت واحترامه، وكيفية توظيف المعلومة في المكان والزمان المناسبين”.

وسأله طفل آخر: “كوزير إعلام، كيف تحمينا من الإعلام؟”

فأجاب:”من خلال حماية هويتكم في الحوادث والمشاهد العنيفة، ومنع إظهار وجوهكم في المحتوى الذي قد يؤذيكم. نقوم بتدريب الإعلام على الاستمرار في احترام حقوق الطفل”.

تويني

من جهتها، قالت تويني للاطفال: “عليكم أن تحبّوا بعضكم دائما، أنتم مستقبل هذا الوطن، ومستقبلكم جميل. الثقافة أساسية، والاستماع للرأي والرأي الآخر ضرورة، لأننا نريد أن نعيش بسلام”.

واضافت: “لا أحتمل رؤية طفل موجوع أو جائع أو يعيش ويلات الحرب. الصحافة بالنسبة إلينا رسالة، ومسؤولية”.

وسألتها طفلة: إذا أردتِ تغيير شيء في الإعلام، ما الذي تغيّرينه؟

أجابت: “أن يكون الصحافي مسؤولاً، متأكّدًا من صحّة الخبر، ساعيا دائما إلى الحق والسلام”.

وسئلت: إذا كتبنا نحن الأطفال في الجريدة، ماذا سيتغيّر؟

اجابت: “ستصل حقوقكم، وستُعبرون عن آرائكم، وتُخبرون الكبار بما تريدونه وما تحلمون به. في النهار دائما مساحة لأصواتكم، واليوم نعزز هذا الدور من خلال تعاوننا مع وزارة الإعلام و”اليونيسف” والمدارس والجامعات، ليكون الطفل محرّراً ومشاركاً في صناعة مستقبله”.

كورسي

وفي معرض رده على أسئلة الأطفال المشاركين، شدّد كورسي على “أهمية إحياء “اليوم العالمي للطفل” الذي يصادف في 20 تشرين الثاني ، والذي يشكّل “الوعد الذي التزم به العالم منذ 36 عاماً”.

وقال: “رغم الجهود المبذولة عالمياً ومحلياً، ما زال العديد من الأطفال يحرمون من حقوقهم الأساسية”، مضيفاً: “هذا يحدث في دول كثيرة، لكن في لبنان تحديداً يبقى الوضع أكثر صعوبة. أطفال كثر لا يستطيعون الوصول إلى حقوقهم الطبيعية، ويبقون ضحايا للأزمات المتتالية”، مشيرا إلى أنّ “الأزمات الاجتماعية وانعدام الاستقرار أدّيا إلى تحديات إضافية تعيق حصول الأطفال على حقوقهم”، مؤكدا أنه “خلال الأشهر التي أمضاها في لبنان، لمس قوّة المجتمع اللبناني وصموده”.

واضاف: “التقيت أطفالاً وطلاباً وأهالي يملكون رغم كل شيء أحلاماً وآمالاً وإصراراً على المشاركة وبناء مستقبل أفضل”، مضيفا: “نقول دائماً إنّ أطفال اليوم هم مستقبل الغد، لكن يجب ألا ننسى أنهم بحاجة إلى الرعاية الآن، في هذه اللحظة”.

ووجّه كورسي رسالة مباشرة للأطفال قائلا:”لا تتوقفوا. نحن إلى جانبكم. سنقف معكم، ويمكنكم دائماً أن تلجأوا إلينا. كل محاولة تقومون بها تجعلكم أقوى”.

وشكر “اليونيسف” و”النهار” على “شراكتهما الدائمة”، مؤكداً “أهمية التواصل الدائم مع الأطفال وأهمية أن يسألوا ويتحدثوا بحرية وقال: “نحن قريبون منكم، نشعر بكم، وهذا اللقاء هو دليل على ذلك”.

ملحق

وفي الملحق الذي افتتحته اللبنانية الأولى السيدة نعمت عون، كانت الرسالة واضحة،  “أنتم الأساس الذي يُبنى عليه الغد، والركيزة التي يستند إليها لبنان في تطلّعه نحو المستقبل”.

وتضمن الملحق تحقيقات تربوية واجتماعية وصحية ومواضيع تتعلق بالتعليم والتغذية والصحة والتكنولوجيا وأثرها على الطفل، بالاضافة الى رسومات لأطفال من مدارس عدة، عكست رؤيتهم للعالم: ألوان مشتعلة، وجوه مبتسمة، حمامات سلام، وبوحًا صادقًا لا يتقنه سوى الأطفال.

وتم عرض ريبورتاج من إعداد الأطفال أنفسهم، صُوّر في مكاتب “النهار”، طرحوا خلاله أسئلة قالوها بوضوح الطفل الذي لا يعرف الالتفاف حول الحقيقة”.

وقبل المغادرة، عادت الصرخة التي بدأت بها الاحتفالية، صرخة تشبه وعدا: “بكرا إلنا”.