الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في لقاء ثانٍ مع قداسة البابا لاون الرابع عشر في كاستيل غاندولفو

الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في لقاء ثانٍ مع قداسة البابا لاون الرابع عشر في كاستيل غاندولفو

في مرحلة دقيقة يشهد فيها العالم تصاعدًا في التوتّرات السياسية وتكثيفًا للمساعي الدولية نحو تثبيت السلام، احتضنت فيللا باربيريني ضمن مجمّع الفيللات البابوية في كاستيل غاندولفو لقاءً مهمًا وغير مُعلن التفاصيل بين قداسة البابا لاون الرابع عشر ورئيس أوكرانيا فلاديمير زيلينسكي، وذلك في إطار جولة دبلوماسية أوروبية مكثّفة يجريها الرئيس الأوكراني.


حيث وصل الرئيس زيلينسكي اليوم إلى إيطاليا بعد سلسلة اجتماعات في بروكسل ولندن مع كبار المسؤولين الأوروبيين، من بينهم الأمين العام لحلف الناتو مارك روته، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، إضافة إلى قادة كلٍّ من بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وفي المحطة الفاتيكانية، كان على موعد مع لقاء ثانٍ يجمعه بالحبر الأعظم، بعد لقائهما الأول في 9 يوليو 2025 في كاستيل غاندولفو في سياق مباحثات دولية حول إعادة إعمار أوكرانيا.


عُقد اللقاء في قاعة الاستقبال في فيللا باربيريني، حيث استقبل نائب قيّم البيت الرسولي، الأب الأوغسطيني إدوارد دانيانغ دالينغ، الرئيس الأوكراني قبل دخوله إلى الاجتماع المغلق مع البابا. وبحسب ما توفر من معلومات، استمر اللقاء نحو ثلاثين دقيقة، خرج بعدها الطرفان إلى شرفة الفيللا لتحية الصحفيين والمصورين دون الإدلاء بأي تصريحات.


ورغم التكتم الكامل على مضمون المباحثات، إلّا أنّ السياق العام للزيارة يشير إلى أنّ الملف الأوكراني، وتحديدًا الجوانب الإنسانية وإمكانيات التوصل إلى مسار تفاوضي مستدام، كان حاضرًا بقوة على طاولة الحوار. 


ويُذكَر أن الفاتيكان كان قد جدّد أكثر من مرة استعداده لدعم أي مبادرة سلام عادلة تحفظ حياة المدنيين وتضع حدًّا لتصاعد المأساة الإنسانية.


كما تأتي الزيارة متزامنة مع استعداد أوكرانيا لمشاركة الولايات المتحدة خطة سلام محدّثة مؤلفة من 20 بندًا بعد تقليصها من 28 بندًا، إثر إزالة النقاط التي وصفها الرئيس زيلينسكي بأنها "بنود معادية لأوكرانيا بشكل واضح". 


ويُعد ذلك مؤشرًا لمرحلة جديدة في المقاربة الدبلوماسية التي تعتمدها كييف في اتصالاتها مع الحلفاء والوسطاء الدوليين.


ومن المقرر أن ينتقل الرئيس الأوكراني عقب اللقاء البابوي إلى العاصمة روما، حيث سيعقد اجتماعًا جديدًا مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في قصر كيجي، في استكمال لمسار اتصالات سياسية ودبلوماسية يهدف إلى تعزيز الدعم الأوروبي وتنسيق الجهود المتعلقة بملف السلام.


و يأتي لقاء قداسة البابا لاون الرابع عشر بالرئيس زيلينسكي ليشكّل محطة بارزة في المساعي الدولية الهادفة إلى نزع فتيل النزاع في أوكرانيا، مؤكّدًا الدور الإنساني والروحي الذي يواصل الكرسي الرسولي الاضطلاع به في خدمة السلام بين الشعوب. وفي ظل غياب أي تصريحات رسمية، تبقى الآمال معلّقة على أن يُسهم هذا التواصل المتجدد في فتح نافذة لتهدئة النزاع وتهيئة الظروف لحوار بنّاء يضع مصلحة الإنسان اولا