قرارًا ظنّيًا

أصدرت قاضي التحقيق في جبل لبنان، جويل عيسى الخوري، قرارًا ظنّيًا اعتبرت فيه أنّ داني جوزف عساكر أقدم عام 2016 على قتـل زوجته شيرين عمدًا داخل منزلهما في جبيل، بعد تراكم خلافات زوجية تفجّرت بفعل أزمات مالية وديون متراكمة ناجمة عن الميسر. ورأت القاضية أنّ ما ارتكبه يشكّل جناية القتـل القصد مع التشديد وفق المادة 547 فقرة 2، وظنّت به أيضًا بجنحة مخالفة قانون الأسلحة، مع إبقائه موقوفًا وإحالته أمام محكمة الجنايات.
التحقيقات كانت قد انطلقت عقب نقل شيرين إلى المستشفى مصابة بطلق ناري في الرأس، قبل أن تفارق الحياة بفترة قصيرة. ورغم أنّ التقرير الطبي الأول لمح إلى احتمال الانتحـار، إلا أنّ تقريرًا طبيًا ثانيًا وتقارير الأدلة الجنائية بدّدت هذا السيناريو بالكامل، مرجّحةً القتـل العمد.
القرار أضاء على تناقضات واسعة في إفادات الزوج، وشهادات الجيران والأقارب والأطفال التي كشفت عن توتّر دائم بين الزوجين، ولا سيما يوم وقوع الحادثة. كما أثبتت الأدلة الجنائية مجموعة عناصر حاسمة، أبرزها:
عدم تطابق اتجاه الرصاصة ومسار الدم مع فرضية الانتحـار.
غياب أي آثار بارود على يدي الضحية.
مسح بصمات السلاح بالكامل.
عدم انسجام الدم الموجود على قميص الزوج مع روايته للحادثة.
وبناءً على تَراكُم هذه المعطيات، خلص القرار إلى أنّ الزوج هو من أطلق النار عمدًا على زوجته، وأن سيناريو الانتحـار ما كان إلا محاولة لطمس معالم الجريمة.