نقولا الأسطا يوقّع «كرمالنا جايي

ريسيتال ميلادي يحوّل كنيسة القديسة بربارة – زحلة إلى صلاة حيّة
لم تكن أمسية عادية، بل مساحة صلاة مفتوحة على الرجاء، حين أحيا الفنان نقولا الأسطا ريسيتالًا روحيًا ميلاديًا بعنوان «كرمالنا جايي» في كنيسة القديسة بربارة – زحلة، بدعوة من كاهن الرعيّة والمجلس الرعوي، فكان الصوت صلاة، والترتيل رسالة، والميلاد حاضرًا بكل معانيه.
منذ النغمة الأولى، بدا واضحًا أن نقولا الأسطا لا يقدّم تراتيل فحسب، بل يعيشها. صوته المتجذّر في الإيمان انسجم مع مشاركة جوقة الرعيّة، وبمرافقة عازف الأورغ روجيي كرموش، لتتشابك الأصوات داخل الكنيسة كفعل خشوع صادق، ارتقى بالحاضرين إلى عمق سرّ الميلاد.
الريسيتال شهد حضورًا كنسيًا وروحيًا لافتًا، تقدّمه سيادة المطران عصام درويش، ورئيس دير مار إلياس الطوق الأب إلياس الخوري، إلى جانب الأب بولوس عودي والأب جبرائيل القائد، وكاهن الرعيّة الأب باخوميوس زعروب، إضافة إلى جمهور واسع من المؤمنين وأبناء الرعيّة الذين امتلأت بهم الكنيسة.
وافتُتحت الأمسية بكلمة ترحيبية بالفنان نقولا الأسطا ألقتها الآنسة روزين الرشيد، عكست من خلالها رمزية حضوره وأهمية هذه الليلة الميلادية، تلتها تأمّلات روحية قدّمتها السيدة رندا القسيس العشي والسيد وسيم رياشي، تمحورت حول العذراء مريم والقديس يوسف، فزاد ذلك من عمق الأمسية الروحي والإنساني.
ولم تقتصر رسالة نقولا الأسطا على جدران الكنيسة، إذ نُقلت الأمسية مباشرة عبر تلفزيون زحلة – Télé Lumière، لتصل التراتيل إلى كل بيت، حاملة روح الميلاد بكل ما فيها من محبة وسلام.
وفي ختام الريسيتال، توجّه كاهن الرعيّة الأب باخوميوس زعروب بكلمة شكر مؤثّرة، حيّا فيها الفنان نقولا الأسطا والآباء والحضور وكل من ساهم في إنجاح هذه الأمسية، قبل أن يُقدَّم للأسطا درع تكريمي على شكل أرزة مذهّبة نُقشت عليها العبارة:
«كالأرض الثابتة بجذورها، يبقى حضوره متجذّرًا في رعيّتنا».
بعدها، جرى التقاط الصور التذكارية مع المجلس الرعوي والحضور، قبل الانتقال إلى صالة الكنيسة للمعايدة، في ختام أمسية أكّد فيها نقولا الأسطا أن الفن حين يلتقي بالإيمان، يصبح صلاة لا تُنسى.