"كورونا" يخترق الحصون... تفاصيل إصابات دوما وبشعلة "واجب عزاء"

"كورونا" يخترق الحصون... تفاصيل إصابات دوما وبشعلة "واجب عزاء"

الان سركيس

سقطت كل الحدود بين البلدات والمدن بضربة "كورونية"، حيث لم تعد تنفع كل التدابير وإغلاق المنافذ والدوريات إذا لم يلتزم المواطن الحجر المنزلي ويوقف الإختلاط.

ساعات عصيبة مرّت على البترون عموماً وعلى جردها خصوصاً بعد الحديث عن تسجيل أولى الإصابات بهذا الفيروس الخطير، وسيطر الذعر والخوف على الناس في حين أن الجميع تفاجأوا كيف أن هذا المرض اخترق أسوار بلداتهم التي كانت سبّاقة في اتخاذ التدابير الوقائية وسط التزام تام من المواطنين بالإرشادات الصحية والعزل المنزلي.

لم تكن الصورة واضحة صباح أمس في البترون، إذ أن أرقام المصابين كانت تُلقى جزافاً، منهم من يقول 10 إصابات في تنورين وآخرون يقولون عشرين إصابة بين دوما وبشعلة، إلى أن اتضحت الصورة في منتصف النهار.

رئيس بلدية دوما الدكتور أسد عيسى يروي لـ"نداء الوطن" حقيقة الموضوع، ويشير إلى أن هناك إصابة سجّلت في دوما مرتبطة بإصابات بشعلة.

ويشرح: "في 8 آذار كان هناك دفن في بشعلة، وجاء الشخص الذي أُصيب حالياً من دوما لتقديم واجب العزاء، وفي اليوم الثاني كانت هناك واجبات تعزية في بياقوت - المتن، وفي 13 آذار عاد الشخص الذي أصيب إلى دوما وشارك في رتبة درب الصليب لكن عدد المشاركين في الرتبة لم يكن كبيراً. وفي 18 آذار ظهرت عليه عوارض كورونا مع شخصين من بشعلة وبعد إجراء الفحوصات تبين أنه مصاب بالفيروس.

ويلفت عيسى إلى أنه يتابع الموضوع بدقّة، واتصل بمن اختلط معهم المصاب لأخذ التدابير اللازمة وحتى الآن لم تظهر أي عوارض على أحد من أهل دوما، مشدداً على أنه رئيس بلدية وطبيب وقد اتخذ التدابير الصارمة منذ بداية أزمة "كورونا"، وتُشكّل بلدية دوما نموذجاً للتدابير والإلتزام، لكن إصابة الـ"كورونا" أتت من شخص يقطن في بيروت.

كما في دوما كذلك في بشعلة، فإن البلدية شدّدت تدابيرها الوقائية بعد إصابة شخصين بالفيروس، وفي السياق يشير رئيس بلدية بشعلة رشيد جعجع لـ"نداء الوطن" إلى أن الأشخاص الثلاثة المصابين إلتقوا في بشعلة في 8 آذار من ثمّ في صالون كنيسة بياقوت في 9 آذار، واللافت أن هؤلاء ظهرت عليهم العوارض في الوقت نفسه، ما يؤكّد نظرية أن شخصاً رابعاً شارك في التعازي في بياقوت قد نقل العدوى اليهم.

ويلفت إلى أن المصابَين من أبناء بشعلة هما في صحة جيدة، ويقيمان في بيروت وليس في بشعلة، لكن رغم ذلك قد شدّدنا تدابيرنا وطلبنا من سكّان البلدة ومن خالط المصابين أخذ الحيطة والحذر ومراقبة أنفسهم.

وعلى رغم أن مصدر الإصابات كان في بيروت، إلا أن البلديات المجاورة والقوى الأمنية شدّدت إجراءاتها وفرضت على الناس التزام منازلهم، ومنعت دخول الغرباء إلى البلدات حتى لو كانوا من العمال الدائمين، وبقيت الإتصالات مفتوحة بين الفاعليات لمراقبة تطوّر الأوضاع وعدم الوقوع في المحظور، خصوصاً أن الوضع ما زال قابلاً للإحتواء.

وكانت بلدية دوما قد دعت بعد إثبات الإصابات "الجميع الى التزام الحجر المنزلي وعدم الخروج الا عند الضرورة القصوى، على أن يتولى شخص واحد من أفراد كل عائلة مهمة الخروج مع اتخاذ الاجراءات الوقائية كافة".

وأكدت أنها "ستحرر محاضر ضبط بحق كل شخص يخالف ولا يلتزم بالإجراءات الوقائية وخصوصاً ارتداء القفازات والماسك"، وشددت على "السماح بالدخول إلى البلدة فقط للحالات الإنسانية لتأمين المواد الغذائية والأدوية للصيدليات والمحروقات وزيارة الطبيب وذلك ضمن الشروط الوقائية". وأعلنت منع التجمعات على أنواعها ولأي سبب كان تحت طائلة الملاحقة القانونية.