خطاب التموضع في المئوية الثانية للبنان الكبير

خطاب التموضع في المئوية الثانية للبنان الكبير

الخطاب المطول الذي أدلى به سمير جعجع يوم أمس لا يحمل جديدا فيما يتعلق بلغة التطرف التي يحيكها بمبررات من الموقع الذي يريده مدافعا عن فئوية طائفية متسلحا بالمتغيرات الأخيرة التي جرت بعد انفجار 4 آب وأخطر ما في خطابه أنه يضع شروطا بوجه دولة المواطنة بما أطلق عليه اللامركزية الموسعة وهذا ما يعيدنا إلى مشاريع التقسيم والدويلة التي كانت تحضر من المدفون إلى كفرشيما منصبا نفسه قائدا للحراك وإن حراكه ومقاومته تمتد للعام 1975 التي طعنت بالوحدة الوطنية وهددت لبنان الوطن وسببت بمئتي ألف شهيد لبناني خلال 17 عاما في حرب واستنزاف وطني كبير وإن دعوته للحياد هي طريقه إلى الصلح مع حلفائه السابقين الذي تدرب وتمول من خلالهم لتهديد بنيان الوطن ونسيجه الواحد فقاتل رشيد كرامي يحاول أن يظهر بصورة قديس ويديه ملطختين بدماء اللبنانيين والقادة الشرفاء فالصيغة اللبنانية التي وضعها الانتداب للبنان قد جرت الويلات على هذا البلد وأهله يحاول سمير جعجع من خلال خطابه بالأمس أن يجد موقع قوة له في مئوية هذا النظام الثانية محاولا تصوير نفسه بأنه المدافع الأول عن حقوق المسيحيين متناسيا أن اتفاق معراب كان فيه محاصصة تهدف إلى مقاسمة مناصفة بين موقعيه ضاربا بعرض الحائط ما أنتجته الانتخابات النيابية بأن التيار الوطني الحر يمتلك أكثرية التمثيل المسيحي فأصبحت معادلة معراب فأطاحت الانتخابات النيابية باتفاق معراب من حيث التمثيل الذي يدعيه وإذا أردنا تلخيص مضمون هذا الخطاب نقول بشكل جلي وواضح بأن سمير جعجع عندما يدافع عن بقاء النظام الطائفي والمحاصصة الطائفية يدافع أيضا عن الفساد الذي أنتجه هذا النظام وهو عقبة بوجه أي إصلاح أو تغيير ، وهو معاد لدولة المواطنة التي هي المخرج الأساس لأزمات الوطن وبدايات الإصلاح الحقيقي

المكتب السياسي لحزب الاتحاد