شامل روكز لـ"الجمهورية": هؤلاء وراء ما حصل في طرابلس... ومخطئ من يعتقد أنّ التأليف محصور بين عون والحريري

شامل روكز لـ"الجمهورية": هؤلاء وراء ما حصل في طرابلس... ومخطئ من يعتقد أنّ التأليف محصور بين عون والحريري

أكد النائب شامل روكز في حديث لصحيفة "الجمهورية" "حصول فشل أمني في إدارة التظاهرات في طرابلس أخيراً، إذ كان يُمكن منع المجموعات المعتدية من الدخول الى مراكز إدارات الدولة وإحراقها".ورأى روكز وفقاً لخبرته العسكرية خصوصاً في منطقة الشمال، بحسب ما اشارت الصحيفة، أنّ "المجموعات المعتدية والتي ألقت القنابل، معلومة لدى الأجهزة الأمنية، وأنّ بعض السياسيين وجزءاً من الأجهزة، قد يكون وراء ما حصل".

وبحسب الصحيفة ، لا يبرّئ روكز أحداً ممّا حصل، خصوصاً "أنّ الذين عمدوا الى حرق مركز البلدية ورمي القنابل، تعرفهم الأجهزة الأمنية وتعلم أدق التفاصيل عنهم، فهؤلاء ليسوا أناساً عاديين بل هم محترفون ويعرفون كيف ينفذون هذه اللعبة".

واشار الى أنّ "لكلّ ظرف وحادث مصلحته، وستظهر هذه المصلحة لاحقاً". ورأى أنّ "هناك سياسيين لديهم مصالح في التوتير الأمني في أمكنة معينة، في إطار عملية تأليف الحكومة وفي ظلّ ظروف صعبة في المنطقة، ولاستنهاض الناس لمواجهة بعض السياسيين لإضعاف وزنه، كذلك هناك اعتبارات عدة أمنية وسياسية".

وركّز على أنّ "افتعال أحداث كهذه في طرابلس يختلف عن أي منطقة لبنانية أخرى، فلطرابلس حساسية معينة، وإنّ من بدأ افتعال أحداث كهذه في المدينة يهدف الى إضفاء طابع الإرهاب عليها، في وقتٍ أنّ مجموعات صغيرة تقوم بهذه الأحداث، مقابل شعب بكامله يعاني".

وعن قول مسؤولين في تيار "المستقبل"، إنّ عهد الرئيس ميشال عون يقف خلف هذه الأحداث في طرابلس، للضغط على الرئيس المكلّف تأليف الحكومة سعد الحريري، في مقابل اتهامات أخرى تطاول الحريري أو تتهم شقيقه بهاء الحريري بهذا التوتير، قال روكز: "إنّ نظريات الضغط منطقية، لكن لجهة الاتهامات، يمكنهم جميعاً أن يحملوها، فكلّ منهم لديه ما يكفي منها لحمله، والضغوط يمارسها الجميع. لكن لا يُمكن أن تُتهم معاناة الناس بالضغط السياسي. فهناك حقيقة موجودة وهي الفقر، ولا يُمكن التقليل من هذه المشكلة الموجودة في طرابلس".

وإذ ذكّر روكز أنّ "الدولة، خلال الأحداث الأمنية السابقة التي جرت في طرابلس وانتهت بين عامي 2014 ـ 2015، كانت تصرف مئات الملايين من الدولارات لإنماء طرابلس"، سأل: "أين ذهبت هذه الأموال وماذا فعلوا بها؟ كذلك ماذا وصل من المساعدات الهائلة التي تأتي الآن من الخارج الى ابن طرابلس، سواء من مواد غذائية أو مستشفيات ميدانية؟ وماذا فعلت الدولة لإراحة الناس الذين يَكفرون بصحتهم وينزلون الى الشارع على رغم خطر فيروس «كورونا» لأنّهم يائسون؟".

وأكّد أنّ "ليس الغريب انتفاض طرابلس، بل عدم انتفاض لبنان كلّه، بعد أن حوّلوا لبنان مستشفى الشرق وجامعته، بلداً تهرب منه الأدمغة والقدرات الاستشفائية والعلمية وتهاجر منه الطاقات الشبابية". وسأل: "ماذا يفعلون غير أنّهم يضغطون لتأليف حكومة ، كلّ وفق معاييره، ألا يوجد معيار وطني لتأليف حكومة في الحدّ الأدنى، بل معايير فئوية فقط؟".

وعن اتهام الحريري للجيش اللبناني بأنّه وقف متفرجاً على إحراق السراي والبلدية والمنشآت في طرابلس، قال روكز: "هناك تقصير للأجهزة، فلا يجب أن تتمكّن المجموعات المعتدية من الدخول الى السراي أو الى مركز البلدية، لأنّها مجموعات صغيرة، وكان يُمكن منعها، خصوصاً أنّ هناك وجوداً كبيراً للقوى العسكرية والأمنية في طرابلس. وهناك خلطة مسؤولية، بين الجو والمسؤولية الأمنية. وحصل فشل أمني في طرابلس خلال هذه الأحداث، فلم يكن هناك أعداد ضخمة من المتظاهرين في الشارع".

وعلى صعيد التأخير في تأليف الحكومة، قال روكز: "على رغم تحكُّم الزعماء في لبنان، هم أضعف وأعجز عن أن يتخذوا قراراً صغيراً بتأليف الحكومة، مهما كانوا ومهما كانت مراتبهم، فالموضوع خارج عن إرادتهم، وهم أوراق على طاولة، وحين يأتي وقت البحث في هذه الأوراق، تؤلّف الحكومة خلال 24 ساعة، وهذا ربّما على طاولة المفاوضات الأميركية ـ الإيرانية التي لم تبدأ بعد". 

ورأى روكز أنّه "مخطئ من يعتقد أنّ التأليف محصور بين عون والحريري". وسأل: "لماذا تمسّك «الثنائي الشيعي» بوزارة المال ولم يقبل إلّا بأن يُسمّي الوزراء الشيعة؟"، مضيفاً: "لكي يتحجج الأفرقاء الآخرون بذلك ويطالبون بتسمية وزراء بدورهم، فيصلون جميعاً الى هذه اللحظة". 

كما اكد انّ "القرار ليس في يد أحد، ولا حتى الثنائي الشيعي، بل في الخارج".

وبالنسبة الى ثورة اللبنانيين، قال روكز: "الذين يراهنون على أنّ الفقر كلّما زاد ستتأجج الثورة مُخطئون، فالفقر لا يصنع ثورة بل الوعي، وعملُنا الآن مُركّز على توعية الناس على حقوقهم ومصالحم ومستقبلهم، ومستمرّون مع الثورة الحقيقية النظيفة، بعيداً من الإرتهان الى الأجندات الخارجية".