عنوان المواجهة الكبرى والمفتوحة حتى الانتخابات "اي لبنان نريد"؟

عنوان المواجهة الكبرى والمفتوحة حتى الانتخابات "اي لبنان نريد"؟

من سيربح؟ المجتمع الدولي ام الطبقة السياسية؟ هذه هي المعادلة التي ستحكم لبنان حتى الاستحقاق الرئاسي. وساحة المواجهة محطتها الانتخابات النيابية في ظل اصرار اميركي - فرنسي مدعوم سعوديا على المجيء بكتلة نيابية وازنة للمجتمع المدني وحلفائه، تصل الى ٥٠ نائبا «بالحلال او الحرام»، مهما كلف الأمر من دعم دولي مالي ولوجيستي، ولو وصل الدعم الى مليار دولار، مما دفع برئيس الاشتراكي جنبلاط إلى القول «اتمنى ان تذهب هذه الأموال الى المؤسسات الصحية ، ويمكن ذلك افضل».


وهذه الكتلة بتقدير الاميركي والفرنسي والسعودي قادرة على تعطيل النصاب « الثلثين زائدا واحدا» لانتخاب اي رئيس للجمهورية يعارض التوجهات الدولية ، وهذا ما أبلغه السفراء الأميركي والفرنسي والسعودي لقيادات لبنانية بكل وضوح وصراحة ،حتى أن السفراء طلبوا من دون مواربة من قيادات «بين - بين» تحديد خياراتهم «معنا او ضدنا، لكن مش رمادي «، وهذا ما يفتح البلد على كل الاحتمالات مع الدعاء بألا يفرض الحل الدولي بالنار حول «اي لبنان نريد»، ولذلك، فإن لبنان دخل اخطر مرحلة في تاريخه منذ الاستقلال.



 

وفي المعلومات حسب مصادر متابعة ، ان ما يجري حاليا منظم ومدروس، واكبر من أزمة مالية وحكومية، والحصار سيتصاعد، والدولار الى أرقام قياسية، والمساعدات «كرتونية» فقط للجيش اللبناني والقوى العسكرية ، وهذا سيترافق مع موجة عارمة من الفلتان شبيهة بمرحلة الجنون الذي عاشها لبنان بين ١٩٨٦و١٩٩٠، كما ان الجوع سيدق أبواب ٩٦ ٪ من اللبنانيين، وهذا الجوع الكافر سيخلق بيئة شعبية واسعة و»مشيطنة» ومن كل الطوائف تكفر بالطبقة السياسية ورموزها والمطالبة «بكنسها»، حتى لو عن طريق» الشيطان»، وهذا ما يمهد الأرضية للقبول بتدخل دولي بقرار من مجلس الأمن، والكلام الفرنسي عن تدخل دولي ليس من الفراغ مطلقا وعنواناه :



 

١- اشراف دولي وعربي على الانتخابات النيابية عبر مراقبين للأمم المتحدة وعرب اذا امكن، مع إجراءات لوجيستية تمنع المال الانتخابي والتزوير والغش والرشى.


٢- الاحاديث عن التهريب ليست بريئة، وهي مقدمة للمطالبة بنشر قوات دولية على الحدود اللبنانية السورية وتعديل القرار ١٧٠١ ليشمل عمله كل لبنان.


3 - فتح ملفات وفضائح و»نبش قبور» تمهّد لاتهامات ضد رموز عن المرحلة الماضية ومعظمهم مقرب من نهج المقاومة .



 

٤- لا حكومة في المدى المنظور، والمساعدات للجيش اللبناني الذي رفض قائده زج الجيش بلعبة الداخل والانحياز مع فريق ضد فريق، رغم كل الإغراءات الرئاسية، وشكل ذلك بارقة امل للبلد .



٥ - هناك قناعة دولية باستحالة الإصلاح مع هذه الطبقة، ولايمكن لم شمل البلد عن طريقها، والانتخابات محطة لتعديل موازين الطائف مع نخب جديدة لنقل البلد الى مكان آخر.


وحسب المعلومات، ان كل القيادات في أجواء هذا التوجه المدعوم فرنسيا بقوة ، مع حماس منقطع النظير للتنفيذ بدعم اميركي حسب السفيرة الأميركية، لانه المدخل للانخراط الكلي في مواجهة حزب الله . فهل توافق باريس كونها خيط التواصل الوحيد مع حزب الله على هذا السيناريو ؟ وهذا ما يجعل التوجهات الأميركية – الفرنسية- السعودية عرضة لهجوم مضاد من محور المقاومة، وان يكون لبنان ساحة المواجهة الحقيقية بين المشروعين.



 

وفي المعلومات حسب المصادر المتابعة، ان التحالف الثلاثي بغض النظر عن تناقضاته سيخوض مباشرة معركة المجتمع المدني وتوحيده ببرنامج عمل اقتصادي والإشراف على تشكيل لوائح موحدة في كل المناطق والطوائف والمذاهب ، والمعلومات تؤكد ان السفارتين الأميركية والفرنسية تشهدان اجتماعات أسبوعية مع ممثلين للمجتمع المدني ، وقيادات شيعية عاشت في بيئة حزب الله وامل وعلى عداء معهما الآن، كما ان هناك نخبا لبنانية وجّهت الدعوات لهم لزيارة فرنسا، ووحدهما الشيوعيون واسامة سعد قاطعا هذه اللقاءات.. .


وحسب المصادر، فإن الحرب الناعمة اذا نجحت نيابيا، فسيشكل ذلك معبرا للانقضاض على حزب الله، وهذا هو الهدف الأساسي لكل الحركة الدولية ، والاتفاق النووي قد تعثر حتى الآن، بسبب ربط الأميركيين توقيع الاتفاق بمسألة صواريخ حزب الله الدقيقة وحل هذا الملف كرمى للعدو ، وهذا َما رفضته إيران، فانتقل التفاوض من الديبلوماسية للى النار على الحدود السورية - العراقية ، ولذلك فإن التوجهات الدولية لن يكتب لها النجاح مطلقا ، وهذا المشروع سيواجه.


والمرحلة، بحسب المصادر، شبيهة بالعام ١٩٨٢ ودخول القوات الدولية « ونيو جرسي»، وكانت النتائج كارثية على الأميركيين والفرنسيين ، والمرحلة تكرر نفسها حاليا ، والصراع سيتصاعد حول اي لبنان نريد ، ولأول مرة يطرح جديا التوجه شرقا، والطرف الآخر سيقاتل غربا، ومن يربح الانتخابات النيابية سيحكم البلد وسيأتي برئيس الجمهورية، والطبقة السياسية ستتوحّد بعد تمسك المجتمع المدني بشعار «كلن يعني كلن» ورفض التعاطي َمع الحريري وجنبلاط وجعجع، فمن سيربح؟



 

علما ان المرحلة الخطرة تتزامن مع استحقاق رئاسي كان عامل تفجير للبلد كل ٦ سنوات ، منذ ايام بشارة الخوري والثورة البيضاء الى أحداث ١٩٥٨ مع نهاية عهد كميل شمعون، الى اتفاق القاهرة وعهد شارل الحلو، الى إســقاط الحلف الثلاثي لفؤاد شهاب، الى الدخول السوري مع الياس ســركيس، والاجتياح مع بشير وامين، والدخول السوري مع الياس الهراوي، وصولا الى الدوحة مع ميشال سليمان وفراغ مع ميشال عون، فكيف سيأتي الرئيس الجديد في ظل ظرف لايرحم؟ والله يستر.


أما مباحثات تشكيل الحكومة فهي ليست الا» فقاقيع صابون»، وورقة الحريري تتقاذفها الأطراف المحلية والدولية والعربية، حيث نقل السفير المصري رسالة للحريري من السيسي عنوانها، «اياك الاعتذار» ، مع إمكانية استقبال السيسي للحريري في ١٦ تموز ، علما ان الحريري قد يبق الحصة، ويعلن كل الحقائق في اطلالة تلفزيونية قريبا، وربما تكون الخميس المقبل على ان يسبقها تقديم تشكيلة للرئيس ميشال عون بدعم من برى وجنبلاط الذي تراجع عن فكرة اعتذار الحريري، بينما شنت قناة «ان - بي – ان» التلفزيونية التابعة لبري أعنف هجوم على العهد وباسيل تجاوز المحرمات... «وخبز بدكم تاكلوا أيها اللبنانيون».

رضوان الذيب - الديار