هل سيستفيق الشعب؟ميسم حمزة

هل سيستفيق الشعب؟ميسم حمزة

منذ انفجار المرفأ ولبنان ينهار، سياسيا، اقتصاديا، معيشياً، طبياً، وحتى اجتماعياً، واليوم الدولار اللبناني على اعتاب ال 32 الف ليرة لبنانية وربّما أكثر. الاقتصاديون يبشروننا ان لا سقف للانهيار الاقتصادي والدولة اللبنانية تدفن رأسها في التراب، لا بل يطالعوننا بالحديث عن الانتخابات اللبنانية، وتحضيرات احزاب السلطة لخضوها، وكأننا في وطن سليم معافى، ويترافق ذلك مع التصريحات السياسية المرتفعة السقف لشد العصب الطائفي والانتمائي، وكأن الشعب يهتم لكل تلك التصاريح.

اعلم بأن ما سأقوله لن يعجب البعض ولكن كلمة حق تقال: الشعب اللبناني ما عاد يحتاج الى كل تلك المجموعة الحاكمة في هذا الوطن، فمن لم يسرق، ولم يشارك في الفساد، ولم يوصل الوطن الى الفقر، التزم الصمت وهو يراقب انهيار كل شيء حتى كرامة الانسان.

المضحك المبكي اليوم، ان الطبقة السياسية في عالم آخر، كل مسؤول حزب يطالعنا بظهور اعلامي او ببيان، ان حاولنا تحليله من منطلق انساني لوجدنا أن تلك الاطلالات والبيانات هي: صفر انسانية وصفر وطنيّة، فهي فقط مصالح ذاتية، ومصالح انتخابية، واجندات خارجية...

ايعلم هؤلاء السياسيون أن لبنان، بلا طبابة، وان الشعب اللبناني بلا ادوية، ولا طعام، ولا كهرباء، ولا ماء، ولا اي مكوّن من مكوّنات العيش الكريم؟؟

ايعلم من يرفع سقف الخطاب السياسي ويتمسك بموقف يأخذ لبنان الى الجحيم، وأن بيئته ما عادت قادرة على تحمل هذا السقف المرتفع والانهيار التام للوطن؟؟

ايعلم رؤساء الاحزاب والقوى السياسية أن المغترب اللبناني هو الذي يُبقي اهله على قيد الحياة، وأن الدول العربية هي المتنفّس الوحيد للشعب اللبنانيّ الذي يعاني يوميًّا، وان المطلوب التقارب العربي للوقوف بوجه الانهيار، وان من ليس له معيل في الخارج انهار وما عاد قادرًا على الاستمرار.

اليوم فخامة الرئيس العماد ميشال عون، يحاول جمع رؤساء الاحزاب، والكتل النيابية على طاولة الحوار، التي فشلت قبل أن تبدأ بعدما رفض العديد المشاركة فيها. وكأن لا ازمة في لبنان والبلد ماشي... ولا يهمك فصوت الفقر يرتفع والقوى السياسية توالي الشيطان... 

والسؤال العجيب الذي يُطرح في مثل تلك الأزمة المؤلمة العميقة الأثر على الناس: تُرة إن لم تستفق الطبقة الحاكمة فهل سيستفيق الشعب؟