رجل اشترى تذاكر يانصيب لمدة 20 عامًا

رجل اشترى تذاكر يانصيب لمدة 20 عامًا

وعندما توفي، اكتشفت زوجته سرًا تركها بلا كلام…

«كان يشتري تذاكر اليانصيب منذ عشرين عامًا، ولم يفز يومًا بجائزة كبيرة… لكن عندما مات، اكتشفت سرًا جعلني عاجزة عن الكلام.»

— قالت السيدة ليغايا (55 عامًا، تعيش في ضاحية هادئة خارج لشبونة، البرتغال) وهي تتوقف قليلًا قبل أن تتابع حديثها.


منذ أن كان شابًا، كان لزوجها، السيد أنطونيو، عادة غريبة.

كل أسبوع، دون أي انقطاع، كان يتوقف عند كشك يانصيب صغير قرب السوق المحلي ليشتري تذكرة.

مطرًا كان أو شمسًا، تعبًا أو مرضًا — لم يكن يفوّت مرة واحدة.


كان الجيران جميعهم يعرفون ذلك، وغالبًا ما كانوا يمزحون معه:

— «أنطونيو، الأسبوع القادم ستكون مليونيرًا، أليس كذلك؟»


فيبتسم بهدوء ويجيب:

— «أنا أشتري الأمل فقط. ربما يومًا ما، إن سمح الله.»


كانت ليغايا تشكو كثيرًا:

— «هذا المال يمكن أن يشتري خبزًا أكثر وزيت زيتون.»


لكن أنطونيو لم يكن يجادل أبدًا.

كان يطوي التذكرة بعناية ويضعها في محفظته الجلدية القديمة والمتهالكة. ومع مرور الوقت، قبلت ليغايا هذه العادة باعتبارها جزءًا من شخصيته.


مرّت عشرون سنة.

لم تكن الحياة سهلة أبدًا.

عمل أنطونيو عاملَ بناء في مواقع الترميم حول لشبونة.

وباعت ليغايا الخضروات في سوق شعبي صغير في الهواء الطلق.

كان ابنهما الأكبر يقود شاحنة توصيل.

أما ابنتهما الصغرى فقد التحقت حديثًا بالجامعة.


كانت الحياة متواضعة، وأحيانًا قاسية، لكنها هادئة.


ظنّت ليغايا أن اليانصيب مجرد عزاء بسيط — شيء يتمسك به زوجها بعد أيام العمل الطويلة المرهقة.


إلى أن جاء صباح واحد، انهار فيه أنطونيو فجأة.


نُقل على عجل إلى مستشفى سانتا ماريا، لكنه لم ينجُ.


كانت الجنازة بسيطة.

تجمع صغير، صلوات هادئة، ونشيج ليغايا الصامت يتردد في منزلهم المتواضع.


بعد أيام، وأثناء ترتيب أغراضه، فتحت ليغايا محفظة أنطونيو القديمة — تلك التي لم يكن يفارقها أبدًا.


في داخلها وجدت عشرات من تذاكر اليانصيب، مرتبة بعناية حسب السنوات.

وبينها كان هناك دفتر صغير.


في كل صفحة، كان أنطونيو قد كتب التواريخ، وأرقام التذاكر، والنتائج الرسمية — بدقة وتنظيم وعناية شديدة.


وعندما وصلت ليغايا إلى الصفحات الأخيرة،

بدأت يداها ترتجفان


بعد أيام، وبينما كانت ترتّب متعلّقاته، فتحت ليغايا محفظة أنطونيو القديمة — تلك التي لم يكن يفارقها أبدًا.

في داخلها كانت عشرات من تذاكر اليانصيب، مرتّبة بعناية حسب السنوات. وبينها كان دفتر صغير.


في كل صفحة، كان أنطونيو قد دوّن التواريخ، وأرقام التذاكر، والنتائج الرسمية — بدقة وتنظيم وحرص شديد.


وعندما وصلت ليغايا إلى الصفحات الأخيرة، بدأت يداها ترتجفان.


الأرقام كانت مطابقة لنتائج سحب يانصيب أوروبي كبير… قبل سبع سنوات.

قيمة الجائزة الكبرى في ذلك العام: 2.5 مليون يورو.


همست وهي ترتعش:

— «يا إلهي… لماذا لم تخبرني؟»


في صباح اليوم التالي، وبالاستعانة بملاحظات الدفتر، بحثت في صندوق خشبي قديم.

في داخله، داخل ظرف أصفر، كانت تذكرة الفوز — سليمة، مختومة، ومؤكَّدة.


كانت حقيقية.


بهذا المال، كان بإمكان عائلتهم الهروب من الفقر.

شراء منزل.

دفع الرسوم الدراسية دون خوف.

العيش بلا قلقٍ دائم.


لكن أنطونيو اختار الصمت.


تنهد صديق قديم، ميغيل، عندما سمع القصة:

— «هذا يشبه توني… على الأرجح أنه تبرّع بها.»


وفجأة، بدأت الذكريات تتضح.

تلك الأشهر التي كان أنطونيو يعود فيها متأخرًا، وأحيانًا بلا مال على الإطلاق.

لم تشك ليغايا في شيء — ظنّت الأمر مجرد إرهاق.


في الدفتر نفسه كانت هناك أسماء وملاحظات:

ماريا من المخبز…

جواو سائق التاكسي…

رسوم دراسة ليتيم في الرعية المجاورة…

كل إدخال مشطوب، والمبالغ مسجّلة بعناية.


لقد وزّع أنطونيو الثروة كاملة في صمت — لا لشراء الرفاهية، بل لتخفيف معاناة الآخرين.


انهارت ليغايا وهي تقرأ الرسالة التي تركها لها:


«أعلم أن الحياة كانت صعبة، وأعلم أنكِ كنتِ تقلقين كثيرًا.

لكنني أؤمن أن الحياة ليست لأنفسنا فقط.

وإن مُنحتُ هذه الفرصة، فقد أردتُ أن أستخدمها لمساعدة الآخرين.

آسف لأنني لم أخبركِ يومًا.

آمل أن تفهمي في يومٍ ما — أردتُ فقط أن أعيش حياة ذات معنى.»


قرأت الرسالة مرارًا وتكرارًا، ويداها ترتجفان.

وسط حزنها، شعرت بوجوده — لطيفًا، ثابتًا، كما كان دائمًا.


منذ ذلك اليوم، توقفت ليغايا عن لومه.

واصلت بيع الخضار، لكنها بدأت بهدوء تساعد الزبائن المتعثرين.

تصدّقت دون أسماء لصناديق دعم الطلاب.

واستمرّت في طريقته — بصمت.


وسرعان ما انتشرت قصة أنطونيو في الحيّ كله.


تذكّر الناس فواتير مستشفيات دُفعت بلا تفسير.

مظاريف تُترك على الأبواب.

وجبات دافئة قُدّمت دون أسماء.


قال أحدهم:

— «لقد فاز باليانصيب… لكن ليس لنفسه.»


في إحدى الأمسيات، جلست ليغايا تحت السقف القديم المكسوّ بالقرميد، تنظر إلى كومة تذاكر اليانصيب التي تركها أنطونيو.

تساءلت: هل تواصل شراء التذاكر — تكريمًا لعادة زوجها — أم تتوقف، لتغلق هذا الفصل إلى الأبد؟


ابتسمت وسط دموعها.


لم تكن تعرف الإجابة.

لكنها كانت تعرف شيئًا واحدًا:

أن الحياة لن تعود كما كانت أبدًا.


في وقت لاحق من تلك الليلة، ترددت في ذهنها كلمات أحد الجيران:

— «إذا كان قلبك طيبًا، فأنت فائز بالفعل.»


وسرعان ما صار الحيّ كله يطلق على أنطونيو لقب «البطل الصامت».


في السوق، اقتربت منها امرأة مسنّة باكية:

— «زوجك دفع تكاليف جراحة عيني قبل سنوات. لولاه لكنتُ عمياء.»


وقال لها سائق تاكسي:

— «أصلح سيارتي حين لم يكن لدي شيء. وقال لي ألا أذكر اسمه أبدًا.»


وتحدّث الأطفال عن كتب ودروس ووجبات كان أنطونيو يموّلها في الخفاء.


وفي يوم الأحد، قال صديقه في السوق لها:


— «بعض الناس يعيشون دون أن يسعوا للاعتراف أو الثناء ____ أنطونيو كان واحدًا منهم.»


امتلأ بالتصفيق.


جلست ليغايا في المقعد الخلفي، فخورة… ومتألمة.

فخورة بالرجل الذي كانه.

ومكسورة القلب لأنها شاركته حياته، لكن لم تشارك عبئه.


وفي تلك الليلة، وحيدة في البيت الهادئ، همست:

— «أنا فخورة بك… لكنني تمنّيت لو سمحتَ لي أن أسير إلى جانبك.»


في الخارج، كان الجيران لا يزالون يذكرون اسمه.

بعضهم سمّاه «الرجل الذي فاز من أجل الجميع».


أما ليغايا، فكان قلبها يحمل فخرًا وفراغًا معًا —

لأنها أدركت أنها لم تفقد زوجها فقط،

بل فقدت أيضًا النور الهادئ الذي كان يدفئ مجتمعًا كاملًا