مسؤولية الإعلام ومحاسبة المحرّضين وهذا المطلوب من وزارة الاعلام: ميسم حمزة

مسؤولية الإعلام ومحاسبة المحرّضين وهذا المطلوب من وزارة الاعلام: ميسم حمزة
إنّ الإعلام في جوهره رسالة سامية تقوم على نقل الحقيقة بموضوعية، وصون حرية الرأي ضمن حدود المسؤولية الأخلاقية والوطنية، فالإعلام ليس منبراً للانفعال ولا ساحة لتصفية الحسابات، بل ضمير مهني يحترم الإنسان من هنا، تصبح كلمة الإعلامي أمانة، وصوته مسؤولية، وتأثيره واجباً وطنياً يجب أن يُوجَّه نحو خدمة الحقّ والعدالة، لا نحو التحريض.
ولكن ما نشهده اليوم من خروج بعض الأصوات الإعلامية عن حدود المهنية، وتجاوزها قواعد الخطاب المسؤول، يستدعي التوقّف مليّاً أمام الدور الذي يجب أن تضطلع به وزارة الإعلام والجهات الرقابية والقضائية لحماية المجتمع وصون السلم الأهلي. فإطلاق خطاب ينطوي على التحريض وإثارة النعرات، يُعدّ انحرافاً خطيراً عن رسالة الإعلام، وتعدّياً صريحاً على القوانين التي تحمي كرامات الناس وتمنع الفتنة.
أحد التلفزيونات المعروفة، تمارس خطاباً تحريضياً مباشراً وممنهجاً ضد فئة واسعة من الشعب اللبناني، في سلوك يناقض تماماً روح الرسالة الإعلامية ويضرب ركائز العيش المشترك. فبدل أن يعمل الإعلام على تكريس الوحدة الوطنية وتعزيز التضامن بين اللبنانيين، نراه يان يمعن في تأجيج الانقسام، ويستخدم منبره لتشويه صورة فئة بعينها، في اعتداءً على السلم الأهلي، وتحريضاً يطال كل اللبنانيين، ويستوجب وقفة حازمة من الجهات الرسمية والرقابية لوضع حدّ لهذا النهج الخطير، وإعادة الإعلام إلى دوره الطبيعي كجسر تواصل لا كأداة صراع.
المطلوب من وزير الإعلام
أمام هذا الواقع يصبح وزير الإعلام معنيّاً مباشرة باتخاذ خطوات حاسمة تعيد الانضباط إلى الساحة الإعلامية وتحمي المجتمع من الخطاب المحرِّض. ومن أبرز ما يُطلب من وزير الإعلام:
1. إلزام المؤسسات الإعلامية بالمعايير المهنية من خلال تعميمات رسمية تُحدد آليات المحاسبة، والعقوبات التي قد تصل إلى تعليق الترخيص عند تكرار المخالفة.
2. إحالة المخالفات الخطيرة إلى القضاء بصفة رسمية، وخاصة تلك التي تتضمن تحريضاً على الفتنة أو إساءة للرموز الدينية والوطنية أو استهداف فئة من اللبنانيين.
3 إطلاق مبادرة وطنية إعلامية جامعة تُعيد التأكيد على دور الإعلام في حماية الوحدة الوطنية وتحصين الخطاب العام من الفتن والانقسامات.
4. محاسبة المؤسسات التي تحتضن خطاباً تحريضياً ممنهجاً باعتبارها شريكة في صناعة الفتنة، لا مجرد ناقلة لها.
باختصار، إنّ الإعلام الحقيقي لا يقوم على الضجيج، ولا على التشهير، ولا على التجييش، بل على الكلمة الصادقة التي تبني ولا تهدم، وتوحّد ولا تفرّق.