التوجه شرقا يعطي للعرب فرصة في تحديد موقعهم في النظام الدولي الجديد: احمد المرعي

التوجه شرقا يعطي للعرب فرصة في تحديد موقعهم في النظام الدولي الجديد: احمد المرعي

التوجه شرقا يعطي للعرب فرصة في تحديد موقعهم في النظام الدولي الجديد: احمد المرعي

 

 

العلاقات الصينية العربية مرت بمراحل عديدة اسس لها الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس شو اون لاين، وارست معالم علاقات عربية صينية، تقوم على حق الشعوب في اختيار تحالفاتها وفق مصالحها الوطنية والتفلت من السيطرة الخارجية التي تهدف الى السيطرة على ثروات الشعوب وحقها في امتلاك قرارها الوطني المستقل .

وبعد غياب الرئيس جمال عبد الناصر، تراجعت هذه العلاقات نتيجة عدم ادراك القيادة السياسية العربية لاقامة علاقات دولية تقوم على احترام ارادة الشعوب وحقها في تقرير المصير وبناء نهضة وطنية مستقلة بعيداً عن الهيمنة والسيطرة ، فاعتمد النظام الرسمي العربي المقولة التي اطلقها انور السادات تمهيدا لتوقيعه اتفاق كامب ديفيد بان 99 بالمية من اوراق حل ازمة الشرق الاوسط هي بيد الولايات المتحدة الاميركية، فانساقت بعض النظم العربية في مواقف علنية غير متكافئة مع الادارة الاميركية وباتت هذه الادارة ترسم سياسات المنطقة وتجعلها في خدمة نمو مجتمعها الاميركي والغربي على حساب مجتمعاتنا العربية.

وترجم انور السادات هذه المقولة بطرد الخبراء الروس من مصر، الذين ساهموا في بناء شبكات صواريخ سام على الجبهة المصرية، مما انعكس سلبا على العلاقات العربية مع روسيا والصين، وبات الاميركي اللاعب الاوحد في المنطقة.

ومع اشتداد الرغبة الدولية في الخروج من الاحادية المهيمنة على القرار الدولي، بدأت تبرز عند القوى السياسية العربية سياسة التوجه شرقا في علاقات ندية تقوم على الاحترام واعادة رسم سياسات جديدة، خلافا للعلاقات مع اميركا والغرب التي لا تحترم ارادة الشعوب وحقها في تقرير المصير ، وقد وجه الرئيس الاميركي السابق اهانة للعرب في عدة خطابات له عندما اطلق شعاره الشهير بأن من يريد حماية امنه من قبل الادارة الاميركية عليه ان يدفع الثمن لان اميركا لا يعطي امناً مجانيا للمجتمعات .

فبدأت الوطنيات العربية بالبحث عن علاقات دولية ليست محكومة بعنجهية سياسية مهمينة ، وبدأ ذلك يشكل معيارا وطنيا وعربيا تفرضه السيادة الوطنية والقومية .

 ومن الملاحظ ان مفاعيل الحرب الروسية الاوكرانية كان لها تأثيرا على العالم لان جوهرها يقوم على التحرر من الاحادية القطبية من اجل بناء نظام دولي جديد يقوم على التعدد والتعاون الدولي

لقد تفهمت الوطنيات العربية هذه المعادلة ، ولم تنساق للرغبة الاميركية في جعل المنطقة لاعبا وحيدا في تكريس الاحادية القطبية .

فالرفض العربي لزيادة انتاج النفط والتمسك بقرار اوبك بلاس كان صفعة مؤلمة للرغبة الاميركية، والاستقبال الباهت للرئيس الاميركي بايدن في المملكة العربية السعودية جاء تعبيرا عن عدم الرضا العربي بالسياسات الاميركية تجاه المنطقة .

وياتي استقبال الرئيس الصيني في المملكة العربية بهذه الحفاوة تعبيراً عن رغبة عربية في علاقات دولية متوازنة تقوم على التعاون واحترام ارادة الشعوب.

وان الاجتماع العربي الصيني يكتسب اهمية خاصة في هذه المرحلة الدولية لان الصين تعيد تعبيد طريق الحرير ليكون تعبيرا عن اعادة بناء العلاقات بين الحضارات القديمة ومن ضمنها الحضارة الاسلامية – العربية التي تفاعلت مع الحضارات الاخرى في بناء تعاون دولي وتبادل المنتوجات والخبرات الحضارية

بالاضافة لان الصين ستصبح منتجة لاكثر من 43 بالمئة من الانتاج العالمي خلال السنوات القادمة وهو ما يعزز دورها ويؤكد ضرورة التحالف معها في بناء نظام اقتصادي يقوم على التبادل ومنع الاحتكار .

من هنا نشجع اي مبادرة عربية في الانفتاح شرقا وتحديدا مع الصين التي تبدي اهتماما كبيرا في قيام نظام سياسي واقتصادي دولي يقوم على التعاون وتبادل الخبرات.

انها مرحلة دقيقة يمر بها العالم علينا كعرب تحديد دورنا في النظام الدولي الجديد بعيدا عن الهيمنة والتبعية.

 

 

نائب الامين العام لحزب الاتحاد